12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

دولة القرامطة

2020/10/12 06:12 AM | المشاهدات: 1635


دولة القرامطة
وسام أحمد عبد العزيز

 

القرامطة نسبة للدولة القرمطية التي انشقت عن الدولة الفاطمية وقامت إثر ثورة اجتماعية وأخذت طابعا دينيا. أنشأ القرامطة دولتهم في محافظة الأحساء الحالية في شرق السعودية . 

كان امام الدعوة الاسماعيلية لإسماعيل ابن جعفر الصادق الامام السابع للشيعة في العراق تُقاد من قبل حمدان قرمط الذي تمكّن من تحقيق نجاح كبير واجتذاب الكثير للدعوة الإسماعيلية في العراق، وقد بعث حمدان أبو سعيد الجنابي إلى بلاد البحرين لنشر الدعوة هناك لتنتشر هناك بشكل كبير، كما انتشرت الدعوة في اليمن والمغرب ووسط وشمال فارس . 

هاجم قرامطة البحرين مكة المكرمة في موسم الحج، وقتلوا زهاء ثلاثين ألفا من أهل مكة ومن الحجاج وسبوا النساء والذراري، وخلعوا باب الكعبة، وسلبوا كسوتها، واقتلعوا الحجر الأسود من مكانه، واحتملوه إلى بلادهم، وأعملوا السلب والنهب في مكة، وعادوا إلى البحرين يحملون الحجر الأسود حيث أبقوه عندهم نحو اثنتين وعشرين سنة، ثم أعادوه إلى مكة .

سلم أبو طاهر الجنابي -وهو قائد القرامطة في البحرين- زمام الدولة في البحرين إلى شاب فارسي كان قد رأى فيه المهدي المنتظر، لكن ثبت أن ذلك القرار كان مدمرا بالنسبة للحركة القرمطية، فقد أقدم ذلك الشاب على إعدام بعض أعيان دولة البحرين حتى وصل الأمر إلى سب محمد والأنبياء الآخرين الأمر الذي هز القرامطة والمجتمع الإسلامي ككل مما اضطر أبا طاهر للاعتراف أنه قد خُدِع وأن هذا الشخص دجال وأمر بقتله ،لم تدم زعامة الشاب الفارسي إلا 80 يوماً إلا أنها أضعفت نفوذ القرامطة وكانت إيذانا ببداية نهاية دولتهم.

تحولت الأعمال العدائية بين قرامطة البحرين والفاطميين إلى حرب معلنة إبان عهد الإمام المعز وذلك في أعقاب ضم الفاطميين لمصر سنة 969 م. وبحلول نهاية القرن العاشر كان قرامطة البحرين قد تقلّصوا إلى قوة محلية وبحلول منتصف القرن الحادي عشر كانت الجماعات القرمطية في العراق وفارس وما وراء النهر قد انحازت إلى جانب الدعوة الفاطمية . 

وبذلك انتهت دويلة القرامطة التي جلبت الشر لبلاد المسلمين لسنين طوال .