12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الاقزام في مصر القديمة

2020/11/10 08:59 PM | المشاهدات: 1333


الاقزام في مصر القديمة
آلاء زكريا المنسي

جاء أول ذكر للاقزام في الأسرة السادسة ( حوالى عام 2370 ق.م ) حيث أحضر الرحالة «حرخوف» قزما إفريقيا معه عند عودته من رحلته إلي الجنوب ، وهو عمل لم يحدث له غير مثيل واحد قبل ذلك بقرن في عهد الملك «إسيسى» ... ذكر هذا القزم في النصوص المصرية القديمة بإسم «دنج» ويقابلها باللغة الحبشية كلمة بمعني «قزم» ولاشك في أن مجيئه إلي مصر كان حدثا بارزاً ...

كما يتضح من خطاب كتبه الملك الصغير «بيبي الثاني» إلي «حرخوف» يقول فيه : 

" أسرع بالمجئ فوراً بالسفينة إلي البيت .. وأحضر معك القزم الذي جئت به من الأرض التي في نهاية الدنيا .. حيا سعيداً وبصحة جيدة ...ليقوم برقصات الإله ويمتع سيدك ... وإذا ما ركب السفينة معك ... لاحظ أن يحيط بمقصورته أناس موثوق فيهم .. وراقبه عشر مرات أثناء الليل ؛ لأن جلالتي يريد أن يري هذا القزم أكثر من جميع كنوز سيناء و أرض البخور.."

من خلال الحديث السابق للملك «بيبي الثاني» فهذا يشير إلي أهمية القزم وأنه حتي أهم من كنوز سيناء بالنسبة له ...!!

لم يكن الاقزام في عهد الدولة القديمة سوي راقصين يحيون إله الشمس بألعابهم وقفزاتهم البهلوانية ..

كان معروفاً عن الأقزام آمانتهم ؛ لذلك أوكل إليهم الإشراف علي مخازن الذهب ..والنسيج ، كما كانوا كهنة جنائزيون وكهنة للروح...

*هل تم نحت تماثيل للأقزام ؟؟!

نعم ..؛ حيث أن تصوير القزم كام من الأشياء المحببة لدي الفنان المصري القديم ، وخاصة في الأسرتين الخامسة و السادسة ، لذلك نجد له أمثلة عديدة في مقابر الأشراف هذه الفترة .. ولكنه نادراً ما يقوم بنحته .. ولعل من أجمل التماثيل الخاصة بالاقزام ، المجموعة الفريدة للقزم «سنب» وعائلته ، فهو قزما مصرياً شغل منصباً رفيعاً ...فقد كان رئيس أقزام القصر أجمعين... ومكلفا بالعناية بالملابس الملكية ، التمثال يمثله جالساً علي مقعد مستطيل وهو متربع علي هذا المقعد بدون مسند ، وقد وقف طفليه ( ولد وبنت ) أمام المقعد وجلست زوجته «سنيتيتس» بجانبه علي المقعد ...

وبهذا الوضع استطاع الفنان المصري أن يجد حلاً لمشكلة قصر رجلى القزم بل واكتمل التناسق و التوازن بين تمثالي الزوجين ..وتحقيق وحدة متوازنة بين أفراد الأسرة.

وقد مثل الفنان المصري القديم القزم «سنب» بجسمه الثقيل وعنقه القصير ورجليه القصيرتين ووجهه المعبر .. واضعاً يديه علي صدره ، وعاقدا رجليه من تحته ..وجلست الزوجة بجانبه بوجه ممتلئ و ابتسامة خفيفة علي شفتيها ، تطوقه بذراعيها اليمني وتلمس باليد اليسري ذراعه القريبة منها للتعبير علي أن الزوجة هي السند والدعم لزوجها في كل شئ ، وقد تعمد الفنان المصري القديم أن ينحت رأس القزم بحجم كبير قد لا يتناسب مع الجسد حتي تكون بنفس المستوي الخاص بزوجته فلا ترتفع هي عنه...

* التمثال منحوت من الحجر الجيري بإرتفاع 33 cm وملون .. وقد عثر عليه في مقبرته بجبانة الجيزة ..ويرجح أنه يرجع إلي أواخر الأسرة الخامسة وأوائل الأسرة السادسة.

*وهناك تمثال أيضاً لقزم آخر يدعي «خنوم حتب» وهو منحوت من الحجر الجيري بإرتفاع 46 cm و معروض بالمتحف المصري بالتحرير ، وعثر عليه في مقبرته في جبانة سقارة ، ويمثله واقفاً بخصائصه الجسمانية ، برأس كبير ..وساقان غليظان قصيران وجسم لحيم وذراعان تناسبان الجسد ويلبس النقبة الطويلة.

*وهناك تمثال آخر لكاهن يدعي «كا ام قد» وهو منحوت من الحجر الجيري بإرتفاع 43 cm و معروض بالمتحف المصري بالتحرير ، وقد عثر عليه مع بعض تماثيل للخدم في سرداب مقبرة تخص أحد كبار الأفراد في سقارة ، وهو يمثل صاحبه راكعا علي ركبتيه ، ويداه في حجره ، أحدهما فوق الأخري ويتميز بوجهه الجميل وعينيه المرصعتين و ابتسامته الرقيقة وشعره الطويل المستعار و النقوش الجميلة المنفذة علي نقبته الصغيرة ، ويعد هذا التمثال بهذا الوضع النادر رغم صغر حجمه من أجمل تحف النحت في الدولة القديمة