الملك إمنمحات الأول هو ملك قادم من الجنوب المصري العريق، وهو أول ملوك الأسرة الثانية عشرة التي تُعَدُّ قمة مجد عصر الدولة الوسطى الفترة الذهبية الثانية بعد عصر الأهرامات في الدولة القديمة، وأغلب الظن أن هذا الملك كان الوزير إمنمحات الذي قاد حملة إلى منطقة وادي الحمامات في عهد سلفه منتوحتب الرابع، الذي ربما كان شريكه في الحكم، ولا ينتمي إمنمحات الأول إلى الدم الملكي.
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الكولوسيوم في إيطاليا
وهناك عدد من الأعمال الأدبية التي تُعَدُّ دعاية سياسية له لإضفاء الشرعية على فترة حكمه مثل «نبوءة نفرتي» و«تعاليم إمنمحات» وتؤثر في العمارة بأهرامات الدولة القديمة خصوصًا أهرامات الأسرتين الخامسة والسادسة ونقل العاصمة من العاصمة القديمة طيبة (الأقصر حاليًا) إلى (إثت تاوي) (أي القابضة على الأرضين) ودُفن في هرمه في منطقة اللشت في الجيزة .
وشهدت بدايات حكمه توترًا سياسيَّا كَبِيرًا وصراعات عدة وكانت هناك معارك بحرية نفذها أحد رجاله المدعو خنوم حتب الأول وأحرز فيها نصرًا مؤزرًا وذكر هذا الموظف أن مصر نفذت حملات عسكرية عدة في الشمال والجنوب من أجل إستعادة هيبة الدولة وبسط السيادة على مناطق نفوذ وممتلكات مصر .
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. لوحة الملك نرام سين
وحرص الملك إمنمحات الأول على تدعيم أواصر حكمه والحفاظ على مؤسسات الدولة والعودة للدولة المركزية الأصيلة واتخذ هذا الملك لقبًا مميزًا ضمن ألقابه الخمسة المميزة وهو (وحم مسو) بمعنى (معيد الميلاد أو النهضة) للأرض المصرية، حيث عاد إلى أمجاد عصر الدولة القديمة حيث كانت الأهرامات العظيمة والمدارس الفنية العريقة غير أن أسوأ ما شهدته نهاية عهد هذا الملك هو تعرضه لمحاولة اغتيال أدت الى مماته ودليلنا على ذلك عملان أدبيان شهيران هما: تعاليم إمنمحات وقصة سنوهي والنصف الأول نصائح وجهها الملك الأب إلى إبنه وولي عهده سنوسرت ولعل أهم ما جاء فيها تحذيره له من أن يثق في أتباعه، وطلب منه ألا يتخذ من أحد صديقًا ويخبر ولاده بما حدث له من محاولة إغتيال قائلًا أنه أثناء منامه بالليل رُفعت الأسلحة على الملك من رجاله فكان الملك أشبه بثعبان في الصحراء وحاول المقاومة وكانت هذه محاولة للإعتداء على حياته من حرسه الخاص ولم يكن هناك سلاح بيد الملك فلم يستطع مقاومة هؤلاء الخونة .
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. نشأة روما القديمة
ولقد حدث هذا الإعتداء على حياته لأن ابنه سنوسرت لم يكن معه، ولم تكن تسمع الحاشية بهذا، ولم يكن يخطر هذا بذهن الملك إطلاقًا، ولم يكن يعلم بخيانة هؤلاء الأتباع ويؤكد هذا النص إغتيال الملك بواسطة حراسه في حين كان ابنه وولي عهده سنوسرت (سنوسرت الأول بعد ذلك) يقود حملة عسكرية في ليبيا، وتعبر قصه سنوهي عن موت الملك إمنمحات الأول بشكل رمزي أدبي يعكس أعظم أدب الدولة الوسطى، العصر الذهبي للأدب في مصر القديمة .
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. لوحة المجاعة بأسوان
إمنمحات الأول ملك محارب من طراز رفيع أسس الأسرة الثانية عشرة وأعاد مصر إلى المجد والثراء والرخاء، وأغتيل على أيدي حرسه الخاص، فلم يكن جزاؤه من جنس عمله الطيب لبلده العظيم مصر .
