12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

قصر السلاطين بتركيا

2024/02/14 09:18 PM | المشاهدات: 129


قصر السلاطين  بتركيا
انجي ماهر

قصر طولمة باغجة هو قصر يقع في منطقة بشكطاش بإسطنبول في تركيا على الساحل الأوروبي من مضيق البوسفور، وكان بمثابة المركز الإداري الرئيسي للإمبراطورية العثمانية منذ عام 1856م حتى 1922م. وهو قصر يقع على جزء من الشريط الساحلي الذي يمتد من قره كوى وحتى سارى يربط بين منطقتي القباطاش وبشكطاش وهو مواز لمنطقة اسكودار على الساحل الغربي بالمنفذ البحرى الممتد من بحر مرمرة وحتى بوغاز إيجى.

أقرأ أيضًا/الملكة نفرتاري جميلة الجميلات
طولمة باغجة هو اسم مركب من كلمتي «طولمة» و«باغجة»؛ فكلمة «طولمة» هي كلمة تركية الأصل، وتُصنّف طبقًا لقواعد اللغة التركية على أنها صفة، ومصدر مخفف، وتعنى ما يُعبأ ويُقوم بالحجارة والتراب والحطام وغير ذلك. كما عرفها مجمع اللغة التركية بأنها ما أُقيم بالردم أو ما رُدم بالتراب. أما كلمة «باغجة» فهي كلمة فارسية الأصل وهي اسم وتعني بالفارسية الحديقة الصغيرة، وعندما انتحلتها اللغة التركية أطلقت وأريد بها الحديقة أو البستان. وطولمة باغجة تعني حرفياً باللغة العربية «الحديقة المردومة» وقد سمي القصر بهذا الاسم نظراً لأن الأرض التي شُيد عليها القصر تم ردمها، لأنها على شاطئ البوسفور.
ينقل البعض كلمة طولمة باغجة إلى «دولما باخشة» أو «دولما باهتشة»، وتارة يكتبونها «دولما باشا»، أي كما تنطق أو لِما هو أقرب لنطقها في التركية، ولكن الإملاء الصحيح لها هو الإملاء الذي ورد بالمعاجم العثمانية حيث وردت كلمة (dolma) بشكل "طولمه" وذلك في قاموس اللغة العثمانية الدرارى اللمعات في منتخبات اللغات كما وردت بنفس القاموس كلمة (bahçe) بشكل "باغجه"، كما أن هذا هو أصل رسمها في المعاجم الفارسية، وكذا في المعجم التركي التراثي وردت كلمة (Dolmabahçe) بشكل "طولمه باغجه" وعلى هذا لا يمكن كتابة كلمة (Dolmabahçe) سوى بطريقة إملائها بالعثمانية التي هي الرسم الأصلي لهذه الكلمة بالحروف العربية.

أقرأ أيضًا/جامع ومدرسة فرج بن برقوق
يرتبط قصر طولمة باغجة، الذي شُيد محاكاًة للأبعاد الأثرية للقصور الأوروبية، بطراز معماري معين؛ وذلك أن تزودت الطرز المعمارية به بعناصر المناهج المعمارية المختلفة. ويلاحظ من خلال المخطط الذي يتكون من جناحين للمبنى الرئيسي الكبير أنَّ استخدام العناصر التي تضم قيمًة فِعليًة من ناحية الأسلوب المعماري القديم، كان لزخرفة القصر متناولين إياها بمنظور آخر ومع أنه لم يكن هناك ثمة طراز معماري معتنق لمذهب معين وخالص لنفسه بقصر طولمة باغجة، إلا أنه تم تطبيق الطراز المعماري الباروكي الفرنسي والروكوكو الألماني والنيو كلاسيزم الإنجليزي والرونيسانس الإيطالي على شاكلة معقدة. قصر طولمة باغجة هو أثر تم تشييده حسب الجو العام الفني لبنية ذلك العصر ويعني بمتطلبات القصر العثماني، فهو تحت وطأة التأثير الغربي في الفن وتأثير المجتمع الذي بدا واضحا في محاولات التحديث بالمنظور الغربي له. ويلاحظ من ثم أنهم عندما عنوا بالقصور والدور في القرن التاسع عشر قد شرحوا بذلك أن تطورهم الاجتماعي والفني لم يكن بالظواهر الفنية للقرن الذي عاشوا فيه.

أقرأ أيضًا/لغز أبو الهول
بُنيت أسس القصر من جذوع شجر الكستناء. ولواجهة الميناء المطلة على البحر بوابتان أثريتان شديدتا الزخرفة. وسط تلك السرايا الساحلية التي تحفها الأشجار المقلمة والأخاذة، يحتل صالون الاحتفالات والبالو أكثر أجزاء السريا ارتفاعًا ومكانة بين أقسامها. ويجذب بَهْوُ الاستقبال ذو الستة والخمسين عموداً اهتمام الزوار بثرياته الكريستال الرائعة التي تُضاء ب750 شمعة، والتي صُنعت في إنجلترا وتزن 750طناً.

الأثاث المصنوع على طراز الريجنجة
عدل
ظهر هذا الطراز في الفترة التي تقع بين فترة طراز «لويس الرابع عشر» وفترة طراز «لويس الخامس عشر». يعكس هذا الطراز على الأثاث الروعة التي تضفي على الطبيعة أهم خصائص ذلك العصر. أقتُبست من معظم مشاهد الطبيعة عناصر الريجنجة التي طُبقت على الأثاث. فالطبيعية فيها معتقد مهيمن عليها. صنعت به الطاولة التي تتوسط صالون المدخل بقصر طولمة باغجة. الطاولة مصنوعة من خشب البلسمينة، بها طغراء للسلطان عبد المجيد، وهي مزينة بالبرونز المطلي بالذهب. وهناك قطعة أثاث نموذجية خلف طاولاتها كتابة تذكر بالفنان «جرسنت»، أحد فناني عصر الريجنجة الفرنسية، تقع على الزاويتين البحريتين للصالون الذي تستقبل به السلطانة الأم ضيوفها
صنعت بعض الأطقم من الفضيات، والفضيات المطلية بالذهب أو أدوات مغلفة بمركبات أخرى معدنية. تبرز أطقم السفرة المتنوعة من حيث وظيفتها التغيير الذي طرأ على المواصفات التقليدية لآداب مائدة الطعام، (استخدام الأسلوب الغربي أي الأكل باستخدام الشوكة والسكين بدلاً من الجلوس على الأرض والأكل باليد). التغيير المعني بالأمر، ظهر خصيصاً عند استضافة الديبلوماسيين الأجانب. تحمل الأطقم التي وصلت إلينا أسماء صانعيها الأجانب المحترفين في تلك الحقبة، مثل اوديوت، كريستوف وهنري سوفليه.