منذ آلاف السنين، سطعت أشعة الشمس الذهبية الدافئة على الحضارة المصرية العظيمة التي ازدهرت على ضفاف نهر النيل. وقد تفوق المصريون في الطب والفلك والعمارة والزراعة والعلوم، ولكن أكثر ما تميزت به الحضارة الفرعونية عن باقي الحضارات القديمة هو احترامها للمرأة والاعتزاز بها وبمكانتها في المجتمع. تمتعت المرأة المصرية القديمة بمزيد من الحقوق وبمنزلة أفضل من أقرانها في البلاد المجاورة، كما تمتعت أيضا بحقوق أكثر من الحقوق التي تتمتع بها حفيداتها في المجتمع المصري اليوم. بالتأكيد كان للمجتمع المصري القديم الكثير من العيوب، ولكن لم يكن هناك تمييز على الإطلاق بين الجنسين، بل كان التميز طبقي. وليس من قبيل المصادفة أن الحضارة المصرية القديمة ازدهرت بسبب وضع ومكانة المرأة بها، فلا يتمتع مجتمع بالازدهار دون منح المرأة به حقوقها وحريتها.
إقرأ أيضا|شمس مصر|.. لو على النسيان
كان من المألوف للملاحين، الذين يبحرون بقواربهم على صفحة النيل، رؤية النساء المصريات يعملن في الحقول، أو يغسلن الملابس، أو يسبحن في النيل أو يتنزهن على ضفافه وقت غروب الشمس، بعد يوم عمل طويل، يستمتعن بنسيم الصيف، وهن يرتدين كامل زينتهن. ولم يكن للمرأة أي قيود على حرياتهن. ولم تتمتع المرأة فقط بالحرية الاجتماعية، ولكنها كانت علي قدم المساواة مع الرجل، حيث ان الثروات والمزايا والحقوق والواجبات كانت تقسم بالتساوي بين الرجال والنساء في مصر القديمة.
واعتز المصريون القدماء بنسائهم وأطفالهم وكانت الأسرة هي مصدر لسعاتهم ومع ذالك لم تجبر المرأة المصرية القديمة على الزواج من قبل أهلها ؛ ولكن حافظت على استقلالها وعدم اجبارها على أي شئ.
إقرأ أيضا|شمس مصر|.. حبي ليك مطمني
وكانت للنساء في مصر القديمة أدوارا بارزة في السياسة ووظائف هامة. تم تعيين السيدة نيبيت كوزيرة في الدولة القديمة. على مدى التاريخ المصري، حكمت عدة ملكات في مصر القديمة، منهم الملكة ميريت نت والملكة سبك نفرو والملكة حتشبسوت. لا يوجد تفاصيل لأسباب أو ظروف اعتلائهن حكم البلاد، ولا توجد أيضا أي وثائق تشير ان رعايا هؤلاء الملكات اعترضن على حكمهن لكونهم نساء. ولكن كانت البلاد في أمن وآمان.
وفي الحياة الدينية كان يتم تشجيع النساء الغير عاملات من الطبقة الاجتماعية العالية بالعمل في المعابد ككاهنات لبعض الآلهة. مثل أغلب الحضارات القديمة، كانت نسبة الأمية في المجتمع المصري القديم مرتفعة، ولكن فرص التعليم التي كانت متوفرة كانت متساوية للفتيات مثلها للأولاد. وكانت الإلهة سيشات هي آلهة الكتابة، ولم تكن هي الإلهة الوحيدة، فمن أصل الثلاثين إله في مصر القديمة كان هناك اثني عشر إلهة سيدة.
وبعد سبعة آلاف عام منذ ظهور الحضارة المصرية القديمة، تواجه النساء في مصر اليوم الكثير من التحديات، وهن لا يزلن يكافحن للحصول على بعض الحقوق التي منحت لنساء مصر القديمة. وبالرغم من كل الصعوبات التي تواجه المرأة المصرية اليوم، إلا ان الشمس سوف تشرق مرة أخرى وسوف يستعدن كل حقوقهن. عليهم فقط السعي والعمل الجاد للحصول عليها.