12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

لغز أبو الهول

2024/02/08 01:16 PM | المشاهدات: 253


لغز أبو الهول
محمود جلال اليماني

مقدمة:
 كتب  علم المصريات سليم حسن عام 1949 عن الحفريات الأخيرة حول أبو الهول قال:
 مع الأخذ في الاعتبار كل الأشياء  يبدو أننا يجب أن نعطي الفضل في إقامة هذا التمثال وهو أروع تمثال في العالم  ل الملك خفرع  ولكن دائمًا مع هذا الحجز: 
لا يوجد نقش واحد معاصر يربط أبو الهول مع خفرع  لذلك كما قد يبدو  يجب أن نتعامل مع الأدلة على أنها ظرفية  حتى يحين الوقت الذي سيكشف فيه دور الحظ في الأشياء بأسمائها الحقيقية للعالم إشارة محددة إلى تمثال أبو الهول.

 المحتوي:

1-وصف ابو الهول:
يعد تمثال أبو الهول أحد أكبر وأقدم واشهر التماثيل في العالم،تمثال أبو الهول جسد أسد ورأس إنسان من كتلة صخرية صلبة يبلغ طوله 57 م قدم (187 قدم) وعرضه 6 م (20 قدم) وارتفاعه 20 م (66 قدم)  مما يجعله أكبر تمثال حجري في العالم  ولكن ذلك يكاد يكون هو كل ما يعرفه البشر عنه
  

2-مسميات ابو الهول:
ان الغموض لا يلف أصله وسبب وجوده وشكله بل و حتى اسمه فاسمه اللاتيني (سفنكس)  مشتق من كلمة إغريقية عن حيوانات اسطورية بأجساد أسد ورؤوس حيوانات أخرى أو إنسان 
أصل اسمه العربي هو الآخر لا يخلو من غموض ولا ينجو من اختلاف فا الشائع أن الهول يعني الرعب والفزع فهو يرعب ويفزع كل من يحاول الاقتراب منه أو من الأهرامات المنتصبة خلفه إلا أن عالم المصريات (د.سليم حسن) كشف في الثلاثينيات والأربعينيات عما يقود الى تفسير آخر لاسمه الغريب

فحين كانت الحفريات في تلك الفترة على هضبة الأهرامات تم اكتشاف بقايا مستعمرة لقوم غرباء! كان أولئك القوم من الكنعانيين القادمين من مدينة «حران» (الواقعة على تخوم حدود سوريا وتركيا)أثبتت النقوش والألواح التي خلفوها أنهم قد قدموا قبل ما يقرب أربعة آلاف عام (2000 ق.م) خصيصاً لعبادة ذلك التمثال الذي أسموه (هول) فيما كلمة "بو" باللغة المصرية القديمة تعني (مكان) لذا فإن اسم (بو هول) الذي حرف إلى أبو الهول يعني (مكان التمثال هول) وليس "أبو الرعب أو الفزع" كما هوشائع

اما المصري القديم في عصر الدولة الحديثة أصبح ينظر إليه على أنه مظهر من مظاهر إله الشمس وكان يطلق عليه حور إم آخت "حورس في الأفق" وهو ما يعني أنه كان وصفًا أكثر منه أسم فقد تم وصفه كحارس يقف بين مملكتي الأحياء في الشرق والأموات في الغرب.

من المستحيل تحديد الاسم الذي أطلقه صاحب هذا على تمثاله حيث لا يظهر في التمثال أي نقش معروف للمملكة القديمة ولا توجد نقوش في أي مكان تصف بنائه أو حتي الغرض الأصلي منه لكن الاعتقاد السائد حسبما هو مذكور في جميع المصادر العلمية ومؤلفات كبار المؤرخين والموسوعات المعرفية أن وجه أبي الهول ما هو إلا وجه للملك «خفرع» من الأسرة  الرابعة التي حكمت مصر  إلا أن الجميع يعلم أن مومياء ذلك الملك بالذات لم يعثر عليها فما بالك بملامح

3-فهل يمكننا العودة إلى آثار خفرع لمحاولة الوصول إلى علاقة ما تربطه بأبو الهول؟
 للأسف خفرع انتهي تماما من الوجود فلم يعد بإمكان جثمانه أو أثاره أن تبوح بأسرارها بعد غرق السفينة "بياتريس" عام 1838 أمام مدينة "قرطاجنة" التاريخية حيث كانت السفينة تنقل التابوت الخاص بالملك "خفرع" وهو التابوت المصنوع من البازلت بالأضافة الي كنوز أثرية أخري خاصة بالملك الراحل في رحلة من مصر إلى إنجلترا لإجراء بعض الدراسات العلمية عليه لتصبح ذكري الملك أثرا قابع في المتحف المصري منحوت من قطعة واحدة من حجر «الديوريت»صغير الحجم لا يعلم أحد على وجه الدقة ان الدليل المحدود الذي يعطي مصدر خفرع غامض 

وفي عام 1857  اكتشف أوجوست مارييت  مؤسس المتحف المصري في القاهرة لوحة الإحصاء 
(يُقدر أنها من الأسرة السادسة والعشرون حوالي 664 ق.م - 525 ق.م. على الرغم من أن بعض المساحات الموجودة على اللوحة تعتبر دليلاً جيدًا والتي تخبر كيف وصل خوفو إلى أبو الهول المدفون بالفعل في الرمال على الرغم من أن بعض المساحات الموجودة على اللوحة تعتبر دليلاً جيدًا تم رفض هذا المقطع على نطاق واسع باعتباره تعديل تاريخي مزيف هادف ابتكره الكهنة المحليون كمحاولة لإضفاء تاريخ قديم على معبد إيزيس المعاصر أصبحت مثل هذه الأعمال شائعة عندما كانت المؤسسات الدينية مثل المعابد والأضرحة ومناطق الكهنة تتقاتل من أجل الاهتمام السياسي والتبرعات المالية والاقتصادية

 لقدأجرى غاستون ماسبيرو-عالم المصريات الفرنسي والمدير الثاني للمتحف المصري بالقاهرة مسحًا لأبي الهول في عام 1886 وخلص إلى أنه نظرًا لأن لوحة أبي الهول أظهرت خرطوش خفرع في السطر 13  فقد كان هو مسؤول عن التنقيب وبالتالي يجب أن يكون أبو الهول قد سبق خفرع وأسلافه  

 واليس بودج-عالم المصريات الإنجليزية قال أن أبو الهول سبق حكم خفرع وكتب في "آلهة المصريين" (1914) "هذا الكائن الرائع أبو الهول العظيم كان موجودًا في أيام خفرع  ومن المحتمل أنه أقدم بكثير من عهده وأنه يعود إلى نهاية عصر الأسر المصرية المبكرة 

" يعتقد ماسبيرو أن أبو الهول هو "أقدم نصب تذكاري في مصر"
 

4-ابو الهول وارتبط السماء
فإن فكرة من بنى أبو الهول ومتى لا تزال موضع نقاش الحجة التي طرحها بوفال وهانكوك لدعم نظرية ارتباط الجبار هي أن بناء تمثال أبو الهول العظيم بدأ في 10,500 ق.م   أن شكل أبو الهول الأسد هو إشارة نهائية إلى كوكبة من كوكبة الأسد  وأن تخطيط واتجاه أبو الهول و مجمع أهرامات الجيزة و نهر النيل هي انعكاس دقيق أو "خريطة" لكوكبة الأسد  الجبار (على وجه التحديد  حزام الجبار) و درب التبانة  على التوالي

ان شكل ابو الهول الذي نحت  في  الصخر  من  شكل  اسد  هو اقتبس  من برج  الاسد الفلكي  تطابق تام  بين  الاتجاه والمكان

 كان  قدماء المصريون يقدسون مجموعة حزام الجبار النجمية ويعتقدون ان الملك المتوفي ستصعد روحه بعد الموت للانضمام الي الاله  اوزيرس في هذه المجموعة 

 وبناء علي ذلك فقد ظهرت فرضيات تقول بأن بناء الاهرامات قد جاءت علي نفس نسق وترتيب نجوم هذه الكوكبة بالاضافة الي مجموعات نجمية اخري 

ان أفكارهم الأولية فيما يتعلق بمحاذاة أهرامات الجيزة مع "الجبار"كانت الأهرامات الثلاثة خريطة أرضية للنجوم الثلاثة لحزام الجبار"  انضمت لاحقًا إلى تكهنات حول عمر أبو الهول العظيم وفقًا لهذه الأعمال تم بناء تمثال أبو الهول حوالي 10,500 قبل الميلاد العصر الحجري القديم  وشكله الأسد  يتم الحفاظ عليه ليكون مرجعًا نهائيًا إلى كوكبة من كوكبة الأسد علاوة على ذلك  فإن توجهات أبو الهول وأهرامات الجيزة و نهر النيل وتصرفاتهم بالنسبة لبعضهم البعض على الأرض يتم طرحها على أنها انعكاس دقيق أو "خريطة" لأبراج الأسد  أوريون على وجه التحديد و حزام الجبارو درب التبانة على التوالي كما وضعها هانكوك في كتاب 1998 "لغز المريخ، عام 10500ق م حصل حدثان فلكيان نادران فوق سماء مصر وهما:
 
1- درب التبانة  الممتد من الشمال الي الجنوب في قبة السماء اتخذ بمحض الصدفة  وضعا تطابق فيه شكل مع المجري المائى  لنهر النيل  مما اوحى  للناظرين  بأن النيل هو مجرد  انعكاس لمجرى درب التبانة في السماء 

2- بلغت نجوم حزام الجبار  الثلاثة الواقعة غرب درب التبانة اقرب نقطة لها للارض  في دورة  تتكرر مرة كل 26000 عام وكان  آنذاك نجم  النطاق  وهو اشد النجوم الثلاثة  لمعانا  وادناها موقعا في التشكيل يقف في منتصف خط الزوال وهو الخط  الشمالي الجنوبي الذي يصطف عليه التجوم  الثلاثة 

أن نمط النجوم "المجمدة" على الأرض في الجيزة على شكل الأهرامات الثلاثة وأبو الهول يمثل التصرف في كوكبي أوريون وليو كما بدوا في لحظة شروق الشمس في الاعتدال الربيعي خلال "عصر الأسد" الفلكي (على سبيل المثال  الحقبة التي "احتوى" الأسد فيها على الشمس في الاعتدال الربيعي) مثل كل الأعمار الأولية كانت هذه فترة 2160 سنة يُحسب عمومًا أنه وقع بين التقويم الغريغوري وتواريخ 10,970 قبل الميلاد و 8,810 قبل الميلاد.

أن دقة القدماء في خطوط الطول والحسابات الفلكية فلا تبثها آلاف البرديات التي كتبت عن علم فلك تطور وتراكم عبر مئات وآلاف السنين فكانوا أول من وضع التقويم الشمسي فحسب بل ويثبت دقته تزاحم السياح كل عام لمعايشة لحظة سقوط أشعة الشمس على وجه تمثال لأحد ملوكهم من خلال فجوة محددة بدقة بحيث لا تحدث إلا في يوم محدد من السنة في معبد بناه قدماء المصريين  دليل حي قاطع على دقة ما وصل إليه قدماء المصريين من تطور في علوم الفلك وقياسات الأبعاء والأطوال من دقة متناهيةجميعها تشهد على ما بلغه المصريون من حضارة وتطور

5-ماذا قال المؤرخين عن ابو الهول*
على مر القرون سجل الكتاب والعلماء انطباعاتهم وردود أفعالهم عند رؤية أبو الهول كانت الغالبية العظمى منهمكة في وصف عام  غالبًا ما يتضمن مزيجًا من العلم والغموض

 إن الكثير من المؤرخين تحدثوا عن أبو الهول في موسوعاتهم فقد ذكر المؤرخ العربي "عبد اللطيف بن يوسف البغدادي" أن جسد أبو الهول كان مدفون تحت الرمل فقد قال عند احد الأهرامات راس بارز يسميه الناس أبو الهول ويزعمون أن جثته مدفونه تحت الأرض وفي وجه حمره ودهان في حيت تحدث المؤرخ تقي الدين المقريزي عن الأسباب التي أدت إلي كسر أنف أبو الهول الذي سوف نعرفها فيما بعد  
وقال لرحالة" ابن جبير" في رحلته الشهيرة الي مصر على مقربة من هذه الأهرام بمقدار غلوة صورة غريبة من حجر قد قامت كالصومعة على صفة آدمي هائل المنظر وجهة الأهرام وظهره القبلة مهبط النيل تعرف بأبي الأهوال"

وقال 'ابن عفير"
لقد رأيت أمام الاهرامات صنم كبير يقال إنه بلهيت ويقال إنه طلسم للرمل لئلا يغلب على كورة الجيزة وإن الذي طلسمه بلهيت وسبب تطلمسه أن الرمال غربية وشمالية كثيرة متكاثفة فإذا انتهت إليه لا تتعداه وهو صورة رأس آدمي ورقبته ورأسا كتفه كالأسد وهو عظيم جدا حدثني من رأى نسرا عشش في أذنه وهو صورة مليحة كأن الصانع فرغ منه عن قرب وهو مصبوغ بحمرة موجودة إلى الآن مع تطاول المدة وتقدم الأعوام

وصف جون لوسون ستودارد وصفًا نموذجيًا لأبي الهول من قبل السياح والمسافرين بغرض الترفيه طوال القرنين التاسع عشر والعشرين:
« إن أثر أبو الهول هو الذي يبهجنا عندما ننظر إليه  لأنه في حد ذاته ليس له سحر ارتفعت أمواج الصحراء إلى صدرها كأنها تلف الوحش بقطعة من الذهب وقد تم تشويه الوجه والرأس من قبل المتعصبين المسلمين أصبح الفم الآن  الذي كان جمال شفاهه موضع الإعجاب  خاليًا من أي تعبير ومع ذلك فإن بقايا العصور القديمة المصرية تقف جليلة وصامتة في حضور الصحراء رمز الخلود هنا تتعارض مع الزمن إمبراطورية الماضي نحدق إلى الأبد في المستقبل الذي سيظل بعيدًا عندما عشنامثل كل من سبقنا ونظر إلى وجهه  حياتنا الصغيرة واختفينا»

6- ابو الهول وعلاقته ب نبي الله ادريس..؟

هل من المعقول أن رمزا للحكمة والمعرفة كأدريس عليه السلام عاش في عصر القديمه ولا يخلد بأثر باق
 
لقد ذكر المؤرخ جلال الدين السيوطي في كتابه تحفة الكِرام في أخبار الأهرام أن إدريس عليه السلام استدل من أحوال الكواكب على كون الطوفان فأمر ببناء الأهرام وإيداعها الأموال وصحائف العلوم وما يُخاف عليه من الذهاب والدثور وهو ما ذهب اليه ابن النديم في الفهرست " إنه كان أحد السبعة السدنة الذين رتبوا لحفظ البيوت السبعةوإنه كان إليه بيت عطارد وباسمه يسمى فإن عطارد باللغة الكلدانية هرمس وقيل إنه انتقل إلى أرض مصر بأسباب وأنه ملكها
 ولما توفي دفن في البناء الذي يعرف بمدينة مصر بأبي هرمس ويعرفه العامة "بالهرمين" والصابئة تزعم أنّ أحد الهرمين  قبر هرمس  وإليه تنسب الصابئة وهم يحجون إليها ويذبحون عندها الديكة والعجول السود ويبخرون بدخن ومن مجمل هذه الأدلة يمكننا أن نربط شخصيتنا بالأهرام بشكل أو آخر

 هل أبو الهول هو الأثر الخالد لادريس عليه السلام ويمكننا أن ننظر الي أبي الهول بصورة مغايرة لوصفه كأسد برأس إنسان وكأنها من المسلمات مع أنها فرضية ضمن فرضيات عدة فالصخرة الصماء خلت من أية نقوش أو كتابات تتحدث عن التمثال وطبيعة دوره وتركت للنظر فقط تحديد ماهية التمثال فلما لا ننظر إليه بصورته الطبيعية الواضحة كأنسان كامل يديه تخطان على الرمال وفي مشهور الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: (كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك ) وكان ادريس عليه السلام يخط على الرمال وعلاقة أبو الهول بالرمال علاقة وطيدة ترافقت مع التمثال عبر تاريخه بل الطريف أن النقش الوحيد على التمثال كان تتويجا لهذه العلاقة فلوحة الحلم وهي لوحة تذكارية أمر بوضعها الملك تحتمس الرابع بين اليدين الممتدتين لتمثال أبو الهول تخليدا لحلم حلم به

7- البحث عن ابو الهول و"لوحه الحلم:
ان أول محاولة  موثقة في الحفريات اترميمه واستعادة رونقه تم تسجيلها في عام ١٤٠٠ قبل الميلاد وذلك عندما جمع الملك الشاب تحتمس الرابع في نهائيات القرب الرابع عشر قبل الميلاد فريقًا لحفر وإزالة الرمال عن عن ذراعية
وقام بتشييد لوحة جرانيتيًا ضخمة بين أقدامه الأمامية  والتي يطلق عليها اسم لوحة الحلم  والتي سجل فيها حدثًا رائعًا
                                   
                                             كُتب عليها الأتي
وصل الابن الملكي تحتمس وهو يسير في منتصف النهار ويجلس تحت ظل هذا الإله العظيم  غلبه النوم وفي نفس اللحظة التي كان فيها رع في قمة السماء ووجد أن جلالة هذا الإله العظيم تحدث إليه بفمه كما يتحدث الأب لابنه قائلاً: انظر إلي  تأملني يا ابني تحتموس أنا والدك وسوف أعطيك عرش البلاد والعباد ولكن تذكر فحالي هذا كحال من أصابه المرض وقد "تآكلت كل أطرافي" وأصبحت الرمال التي أنا واقف عليها الآن تهددني من أجلي لابد أن تقوم بعمل ما يتمناه قلبي فأنا في انتظار طويل.

 وبعد ما يقرب من قرنين أجرى الملك رمسيس الثاني بعض الترميمات مرة اخري
ما فعله تحتمس الرابع ورمسيس الثاني منذ أكثر من 3400 عام مضت فتح الباب أمام الكثير من المرممين لدراسة وترميم أبو الهول فطبقًا لعالم المصريات الأمريكي مارك لينر جاءت أهم تلك العمليات في العصر الحديث في عام 1817 ميلادية عندما بدأ كشف عالم المصريات الإيطالي جيوفاني باتيستا كافيجليا عن صدر أبو الهول بالكامل وفي عام ١٨٨٧ قام عالم المصريات الفرنسي يوجين جريبو رئيس المجلس الأعلي للاثار خلال الفترة من ١٨٨٦ حتي ١٨٩٢ بتكثيف عملية الترميم وإزالة الرمال عن أبو الهول حتي ظهر كل من الصندوق والكفوف والمذبح والهضبة، كما تمكن من الحصول علي القياسات الدقيقة له وفي عام 1925 أبدي المهندس الفرنسي أيميل برايز إهتمامًا بالتجوية الحاصلة فى جسم تمثال أبو الهول وكان للعلماء المصريين دورًا في ترميم أبو الهول ففي عام 1931 قام مهندسو الحكومة المصرية بإصلاح رأس تمثال أبو الهول فقد سقط جزء من غطاء رأسه في عام 1926 وذلك بسبب التعرية، والتي أدت أيضًا إلى شق عميق في رقبته.

8-من كسر انف ابو الهول..!
انتشرت العديد من الشائعات حول تمثال أبو الهول حول أنفه المكسور،من كان السبب وراء تخريب هذا التمثال التاريخي؟
 تزعم الأساطير بأن كان يمتلك التمثال أنف طويلة ولكنه فقدها كان يبلغ عرضها حوالي متر  وان هناك مدفعان أيام الحملة الفرنسية هما السبب في فقدان الأنف ويزعم البعض الأخر بأن الأنجليز هم السبب الحقيقي والبعض الأخر يتهم المماليك ولكن الرسومات التي رسمها المستكشف الدنماركي "فريدريك نوردن" لـ أبو الهول في عام 1737 والتي تم نشرها عام 1755 في كتابة الرحلة إلى مصر والنوبة توضح عدم وجود أنف لـ أبو الهول.

ويوجد سبب اخر  لكسر انف ابو الهول يرجع إلى سبب ديني متعلق بأسطورة أو معتقد عالق في أذهان المصريين القدماء مفادها أن من تكسر أنف تمثاله بعد وفاته لا يستطيع التنفس في الحياة الأخرى عندما يبعث لأنه لا يملك أنفاً للتنفس مما يتسبب في موته مطلقاً
كما أنَّ خصمة لا يكتفي بكسر أنفه بل يمحو اسمه من المعبد أو المقبرة الموجود فيها

و لقد تحدث المقريزي عن الأسباب التي أدت إلي كسر انف ابو الهول فقد قال أن المتصوف "صائم الدهر "الذي كان يعيش بجواره وكان الناس ينظرون إليه نظرة تقديس في ذلك الوقت‏ ويقول "المقريزى "إنّ المصريين كانوا يؤمنون أن أبو الهول هو "طلسم الرمال" أى أنه التميمة التى تمنع زحف الرمال على المنطقة فتدفنها وفى إحدى السنوات قام شيخ لهُ معتقدات وصفها المقريزي بـ المُتطرفة  بحملة لإزالة المنكرات والتصاوير وعلى رأسها تمثال أبو الهول وظلّ يجاهد فى تحطيمه إلى أنّ اكتفى بتشويه فمه وأنفه ويبدو أنه شرع في العمل ولم يستطع استكماله 
 وظل التمثال على هذه الحال إلى يومنا هذا

9-لماذا وجد  ابو  الهول  بصفاته وشكله  ومكانه امام الاهرامات:
الحقيقة البارزة أن أبو الهول كان سابقا علي الأهرامات في منطقة الجيزة وهو الرأي الذي يمكن استنتاجه من اللوحة الكبيرة من الحجر الجيري التي أنشئها امنحتب الثاني وهو ما ذهب اليه بليني عالم الطبيعيات الروماني وكذلك رأي عالم الأثار الالماني هنري بروكش والذي بناه علي أن خوفو رأي ابا الهول وبالتالي فلابد وأنه كان موجودا قبل عهده وهو رأي عالم الأثار الفرنسي جاستون ماسبيرو أيضا وفي ظننا أن وجود أبو الهول في هذه المنطقة كان السبب الذي حدا بملوك الدولة القديمة الي بناء أهراماتهم حوله أو أن صخرة التمثال كانت مغطئ بالرمال ودليلنا أن أحدا من المؤرخين القدامي أمثال المؤرخ هيرودت (المتوفى سنة 430 قبل الميلاد) وديودور الصقلي اللذين زارا هذه المنطقة لم يشرا الي أبي الهول مع أفاضتهم في الحديث عن بناء الاهرامات وهو ما يضعنا أمام فرضيات ثلاث: 
الاولي أن أبا الهول شيد في مرحلة لاحقة علي بناء الاهرام وهو أمر مستبعد تماما أو انه أمر واقع وسابق بكثير علي شهود بناء الاهرام والتسجيل الكتابي بحيث لا يمكن تتبعه أو الوقوف علي شواهد حوله وهي الفرضية التي يدعمها أن تاريخ أبو الهول كان مجهولا حتي علي ملوك الدولة الحديثة أنفسهم!! كما أن تعدد مسميات أبو الهول دون مسمي محدد فهو «روتي» رمز الحماية والحراسة في عصر الدولة القديمة وهو «شسب عنخ» تعني الصورة الحية نسبة للوحة الحلم السابق ذكرها في عهد الدولة الوسطي وهو «حور إم أخت» بمعنى حورس (الصقر) في الأفق في عهد الدولة الحديثة وهو «حورونا» نسبة إلى الإله الكنعاني «حورونا»، وهو إله الحماية الذي دخل مصر مع الأجانب الذين استوطنوا بجوار أبو الهول وهو أيضا بر حول أو بو حول بمعنى مكان أو بيت أو ملاذ حورس ثم انتهاءا بأبو الهول (الفزع) عند العرب يوضح أن ماهية التمثال كانت خافية علي مدار التاريخ المصري القديم المدون وما يمكن استخلاصه هو أن ابو الهول كان رمزا لشخص كان نقطة الأنطلاق نحو التدوين ذاته والدليل علي أن أبو الهول كان رمزا لشخص مؤثر في جميع العصور وليس مجرد صورة لملك معين سواء أكان خفرع أو خوفو من أن الهكسوس المحتلين أنفسهم اتخذوا تماثيل لابو الهول مع عدائهم مع مصر القديمه فهل كانوا بذلك يخلدون ذكري خفرع !!!

 أيضا أن اخناتون الذي محا أسماء سائر الالهة وانتصر للتوحيد وجد بين حطام معبده بالكرنك قطعه عليها صورة اخناتون في هيئة أبو الهول وأحيانا كانت تماثيل أبي الهول الصغيرة تصنع تمجيدا للملوك مثل الملكة حتشبسوت
وايضا كانوا يصنعون تماثيلا مماثلة لأبي الهول في أحجام أصغر وكمثال على ذلك فقد وضعت عدة تماثيل على جانبي الطريق الواصل بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر إلا أن رؤوسها كرؤوس كباش وجسمها جسم الأسد وتتخذ وضعية أبي الهول وهذا الطريق يسمى "طريق الكباش" 
كما ظهرت مخلوقات وبأفكار مشابهة في عدة حضارات أخرى  في بابل وفينيقيا واسيا وبلاد اليونان وهو ما نراه علي خط متوازي مع حركة التنوير التي قام بها المصريون القدماء منذ آلاف السنين