من قديم الزمن ومجتمعنا يعاني من ظاهرة من أسوأ الظواهر التي يتم تداولها بين أفراد المجتمع عموماً ومع أن تلك الظاهرة ليست بحديثة وكانت موجودة بالطبع من قديم الأزل لكن مع تفاقمها وزيادة التداول والتكرار بين أفراد المجتمع وخصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مرعب تُخلق مسئولية كبيرة علينا وعلى كل شخص مسئول وواعي لمواجهة تلك الظاهرة وللحد من انتشارها ، وتعرف تلك الظاهرة بمصطلح ( التنمر )
اقرا ايضاكسر الخواطر موضة العصر وضحايا التنمر
وله تعريف علمي وهو أن التنمر أسلوب من أساليب العنف والإساءة تتوجه من فرد أو من مجموعة أفراد على فرد أو على مجموعة أفراد بحيث يكون ذلك الشخص الواقع عليه هذا الفعل أضعف ممن يقوم بمهاجمته والتعرض عليه بالإساءة ؛ وتختلف أشكال التنمر لعدة أشكال منها :
تنمر لفظي ويشمل كل أنواع السخرية و الشتائم اللفظية التي تجرح شعور الشخص الذي يتعرض لها وتستفزه ، والشكل الآخر وهو التنمر العاطفي وهو الذي يستهدف عاطفة الشخص ومشاعره من خلال وضعه في مواقف محرجه بشكل دائم تأثر على مشاعره بالسلب
اقرا ايضاعلى خطى أمريكا .. الآلاف من الفرنسيين يتظاهرون ضد العنصرية
وللتنمر آثار ناتجة عنه وتعتبر كثيرة ومتعددة ، وتتسبب في أذية الشخص الواقع عليه التنمر بشكل كبير ، ويؤدي التنمر إلى كثير من المشاكل والاضطرابات النفسية مثل الانطوائية ، والانعزال ، والاكتئاب ، والخوف أو الرهبة من الاختلاط الاجتماعي فعندما يتعرض الشخص للتنمر يبدأ في الانسحاب من المجتمع وكل الأنشطة والتجمعات المحيطة به ويصبح شخص منعزلاً وحيداً
ويعد التنمر اكثر خطورة على الأطفال في ظل نشأتهم داخل مجتمع متنمر مما يؤدي إلى العديد من النتائج السلبية منها التأثير على الصحة العقلية والتفكير في أشياء أكثر خطورة كالانتحار
ويعتبر دور الأهل في حل هذه المشكلة أكبر مفعولاً وأكثر أهمية فعليهم مراقبة الطفل من نشأته في جميع تصرفاته وما يقوم به وما يحدث له فإن كان الطفل ذا ميول تنمرية فعليهم معاملة الطفل المتنمر بشكل هادئ و الحديث معه بشكل مناسب حتى يتقبل فكرة أن التنمر شيء سيء و يجب عليه التوقف عنه و يجب شرح النتائج التي يؤدي عليها فعل التنمر .
كما أن للدين الإسلامي موقف صريح ضد تلك الظاهرة السلبية وأكد أن جزاء فاعله عذاب أليم في نار جهنم
قال تعالى : {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا } [ الاحزاب :58 ]
ومن حديث رسول الله يقول [ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ]
وأخيراً ظاهرة التنمر من أخطر الظواهر التي يواجهها أي مجتمع نظراً لكمية السلبيات التي يواجهها ضحية التنمر فيجب على المجتمع بأكمله التكاتف والتعاون للقضاء على تلك الظاهرة.
اقرا ايضاالتنمر والمتنمرين
