12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الشيخ أحمد ياسين ومقاومة الاحتلال الصهيوني 

2021/07/12 04:51 PM | المشاهدات: 635


الشيخ أحمد ياسين ومقاومة الاحتلال الصهيوني 
محمد السحيلي

مقاومة عنيفة 

أزعج النشاط الدعوي لأحمد ياسين السلطات الصهيونية فأمرت عام 1982 باعتقاله ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة الأسلحة

 والتحريض على إزالة الدولة العبرية من الوجود وقد حوكم ياسين أمام محكمة عسكرية أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً.

 

 لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين السلطات الصهيونية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد أن أمضى 11 شهراً في السجن.

 

 ومع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت السلطات الصهيونية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط أحمد ياسين فقامت في أغسطس من عام 1988 بمداهمة منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان.

 

 ولما ازدادت عمليات قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت السلطات الصهيونية يوم 18 مايو من عام 1989 باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة حماس في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على الجنود الصهاينه ومستوطنيه واغتيال العملاء.

 

وفي 16 أكتوبر عام 1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكماً بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاماً أخرى

 بعد أن وجهت لياسين لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها التحريض على اختطاف وقتل جنود الجيش الصهيوني وتأسيس حركة حماس بجهازيها العسكري والأمني وبقتل كل من

 يتعاون مع الجيش الصهيوني.

 

 تم إطلاق سراحه عام 1997 في عملية استبدل بموجبها بعميلين صهاينة كانا قد حاولا اغتيال مسؤول حماس في عمان خالد مشعل. 

 

إقرأ أيضاً/أحمد ياسين وتأسيس حركة حماس

 

وقد ذاع صيته أثناء وجوده في السجن كرمز للمقاومة الفلسطينية لكن شهرته لم تصل لما وصلت إليه شهرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

 

جرت عملية التبادل في الأول من أكتوبر عام 1997 بين المملكة الأردنية الهاشمية والكيان الصهيوني في أعقاب محاولة فاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما للكيان الصهيوني مقابل إطلاق سراح أحمد ياسين فأفرج عنه وعادت إليه حريته منذ ذلك التاريخ.

 

 وأبعد إلى الأردن بعد ثمانية أعوام ونصف العام من الاعتقال بتدخل شخصي من العاهل الأردني الملك حسين بن طلال.

 

 قبل أن يعود إلى غزة ويخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين لاستقباله.

 

خرج أحمد ياسين من المعتقل ليعلن على مسامع العالم أجمع أن الجهاد لن يتوقف حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية ولا تنازل عن حقٍ من حقوق الشعب الفلسطيني المسلم، رافضاً بكل قوة كل المبادرات والوثائق والاتفاقات التي تؤدي إلى المساومة والتفريط في الأراضي الفلسطينية لصالح الصهاينة اليهود.

 

 وخرج الشيخ ياسين في جولة علاج إلى الخارج زار خلالها العديد من الدول العربية واستقبل بحفاوة من قبل زعماء عرب ومسلمين ومن قبل القيادات الشعبية والنقابية ومن بين الدول التي زارها السعودية وإيران وسوريا والإمارات.

 

 بل إن معاناة أحمد ياسين الشديدة من المرض وفقدان البصر تماماً في العين اليمنى تحت الضرب والتعذيب والتهاب مزمن بالأذن وحساسية الرئتين في سوء ظروف الزنازين إلا أنه كان يتحلى بالشجاعة في جلسات المحاكمة ويغيظ القضاة اليهود بقوله أنه لا يعترف بدولتهم ويرعبهم بقوله أن كيانهم إلى زوال وأنه لن يتوقف عن جمع الفلسطينيين على جهاد الصهاينة وإخراجهم.

 

وقبل إطلاق سراح أحمد ياسين في عميلة التفاوض حاولت حماس الإفراج عنه بشتى الوسائل ومنها ما حدث في 13 ديسمبر عام 1992 حيث قامت مجموعة فدائية من مقاتلي كتائب عز الدين القسام بخطف جندي صهيوني قرب القدس وعرضت المجموعة الإفراج عن الجندي مقابل الإفراج عن أحمد ياسين ومجموعة من المعتقلين في السجون الصهيونية بينهم مرضى ومسنين ومعتقلون عرب اختطفتهم قوات صهيونية من لبنان.

 

 إلا أن السلطات الصيهونية رفضت العرض وقامت بشن هجوم على مكان احتجاز الجندي مما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة الصهيونية المهاجمة ومقتل قائد مجموعة الفدائيين في منزل في قرية بيرنبالا قرب القدس.

 

أحداث في المعتقل 

كشف ضابط سابق في استخبارات مصلحة السجون الصهيونية أنهم عزلوا أحمد ياسين في سجن هداريم بشروط قاسية جداً في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة.

 

 وأكد المستشار النفسي والعميد السابق في الشرطة تسفيكا سيلع أنه كان الصهيوني الوحيد الذي التقى ياسين ضمن لقاءات أسبوعية متتالية طيلة ثلاث سنوات. 

وقال سيلع إن الشيخ ياسين كان يتمتع بشخصية قوية جداً ويسيطر على ما يجري داخل ”السجون وخارجها واحتجزناه في سجن هداريم بشروط قاسية جداً بل أذقناه الموت فحرمناه الزيارات وعزلناه طيلة خمس سنوات في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة فيما ساد برد مرعب في الشتاء وامتنعنا عن تنظيف القبو.

 

 ووصف الضابط الصهيوني أحمد ياسين بأنه كان رجلاً حكيماً ونزيهاً جداً وسادت بينه وبين الصهاينة حرب دماغية وفي نهاية كل مواجهة دماغية بيننا كنا نعرف أن أحداً سيموت إما في الجانب الفلسطيني أو الصهيوني.

 

 حينما كنت أقول له أوقفوا تفجيرالحافلات وقتل النساء والأطفال كان يجيب:

 

«لدينا من نتعلم منه فقد أقمتم دولة بالقوة العسكرية ونحن نقتل أطفالكم ونساءكم من أجل بناء دولتنا أما أنتم فتفعلون ذلك من أجل الاحتلال وقد أنشأتم دولة وأنتم قذرون ومتلونون.»

 

إقرأ أيضاً/العبادات في مصر القديمة (مكانة الإله رع) الجزء الخامس

 

رفض إطلاق سراحه مقابل جثة جندي 

 

كما كشف العميد السابق في الشرطة تسفيكا سيلع النقاب عن أن ياسين رفض مساومة صهيونية بإطلاق سراحه مقابل الكشف عن جثة الجندي الصهيوني إيلان سعدون الذي تم أسره وقتله ولم يعرف مكان دفن جثته. 

 

وقال الضابط الإسرائيلي:

 

«قال لي أحمد ياسين ذات مرة : أنت تعرف مدى قسوة شروط أسري واشتياقي للحرية ولا يوجد أحد في العالم مطلع على الحقيقة مثلك وتعرف حجم أشواقي إلى أحفادي ومحبتي لهم وحلمي بشم رائحتهم ولكن الاقتراح بمبادلتي بجثمان مهين ومرفوض.»

 

وأضاف الشيخ ياسين - وفق رواية الضابط الإسرائيلي -:

 

«سأعطيك الجثمان لأنك تطلب ذلك فنحن ندرك وجع العائلة ولكن عدني ألا تطلق سراحي مقابل جثمان الجندي ثم هل تعدني في حال مت داخل السجن بأن تبلغ عائلتي كم كنت مشتاقاً إليهم وأحبهم.

 

إقرأ أيضًا/أسطورة الصراع بين حورس وست