أول مهندس في الإسلام

يعتبر سلمان الفارسي من أهم الشخصيات العظيمة في التاريخ الإسلامي فهو يعتبر أول مهندس في الإسلام، فهو من أشار على الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" بحفر الخندق حول المدينة المنورة في غزوة الخندق لحمايتهم من قريش، فبعد أن باغتت قريش المسلمين في المدينة المنورة بعد أن أقنعهم زعماء اليهود بأن تقوم قريش وغطفان بالهجوم على المدينة من الخارج ويهود بنث قريظة من الداخل وضع المسلمين في موقف حرج ولكن بعد ملاحظة واستكشاف الصحابي سلمان الفارسي للمكان توصل لفكرة حفر الخندق في المناطق المكشوفة حول المدينة وبذلك عجز المشركون من اقتحام المدينة بعد حصار استمر لمدة شهر وعندما فقدوا الامل عادوا من حيث أتوا وتحقق النصر للمسلمين .

يرجع أصل سلمان الفارسي إلى بلاد فارس ( إيران ) تحديداً من منطقة أصبهان، وكان يسمى ( روزبة ) وقيل ( مابه بن يوذخشان )، وعند دخوله الإسلام سمى ( بسلمان الفارسي ) .

إقرأ أيضًا/تمثال الملك رمسيس الثاني

وتعتبر قصة دخوله الإسلام قصة جميلة ، فقد كان يدين بالدين المجوسي ويعبد النار ولكنه لم يكن مقتنع به، وكان والده مجوسياً متشدداً وقام بحبسه لكي لا يعتنق دين آخر ولكن اضطر والده أن يرسله إلى أحد أملاكهم ليتفقد أحوالها وأثناء سيره تعرف على بعض المسيحيين وسمعهم وهم يؤدون صلاتهم في الكنيسة فأعجب بهم كثيراً وأخذ يسأل عن الدين المسيحي وكيف يعرف عنه المزيد فلذا قرر أن يذهب إلى بلاد الشام لمعرفة أصول الدين المسيحي وعند وصوله اعتنق الدين المسيحي على يد أحد القساوسة الذي رافقه حتى وفاته وبعد ذلك أكمل رحلته بحثاً عن الله فقابل أحد القساوسة الذي أعلمه أنه سيخرج نبي في بلاد العرب وأعطاه ثلاث علامات له فهو ( لا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية، وعلى كتفيه خاتم النبوة )، فتابع سيره نحو المدينة حتى قابل مجموعة من البادية اتفق معهم على أن يأخذوه إلى بلاد العرب ولكنهم باعوا لأحد يهود بني قريظة والذي أخذه إلى المدينة، وأثناء هجرة الرسول "صلى الله عليه وسلم" من مكة إلى المدينة سمع بهذا سلمان الفارسي فقرر أن يتبعه حتى يتأكد من علامات النبوة، فقام بإحضار بعض الطعام وذهب به إلى الرسول وأصحابه وأخبرها بأنه سمع بمجيئه وأنه رجل صالح وأنه أولى بهذه الصدقه فامتنع الرسول "صلى الله عليه وسلم" عنها فذهب وعاد مرة أخرى وقال لقد أحضرت لكم هدية فأنتم ضيوفنا فقبلها الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" وكذلك رأى خاتم النبوة فتأكد من شخصه واعتنق الإسلام حيث قام الصحابة بدفع الفدية واعتاق رقبته وتحرر من العبودية وحقق رغبته في الوصول إلى دين الحق باعتناقه الدين الإسلامي .

إقرأ أيضًا/تمثال الملك زوسر

كان من السباقين للإسلام من غير العرب حيث قال الرسول "صلى الله عليه وسلم" ( السباق أربعة أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبش) .

وفي عهد الفاروق "عمر بن الخطاب" تم فتح مدينة المدائن وتم تعيين سلمان الفارسي والي عليها ( مثل المحافظ حالياً )، وذكر أنه كان ينفق راتبه على الفقراء، هذا بالإضافة إلى ممارسته مهنة الخوص التي كان يأكل منها هو وأهله فكان يقول لا أحب أن أكل إلا من عمل يدي .

هناك اختلاف على سنة وفاته فقد ذكر أنه توفى أثناء خلافة الصحابي "عثمان بن عفان" سنة ٣٦ هجرياً، وذكر أيضاً أنه توفى سنة ٣٧ أو ٣٣ أو ٣٥ هجرياً .

ودفن الصحابي سلمان الفارسي في مدينة المدائن بالعراق حيث يوجد له ضريح هناك ومعه حذيفة بن اليمان وجابر بن عبدالله الأنصاري في مسجد بنى على الطراز المغربي مع بعض الملامح من العمارة العثمانية والعباسية .

إقرأ أيضًا/المهندس المعماري ايمحتب