12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الإسكندر الأكبر وزحفه إلي الهند

2021/02/02 07:02 PM | المشاهدات: 928


الإسكندر الأكبر وزحفه إلي الهند
عبدالله عصام عباس

 

 لما امتد سيل غزوات الإسكندر إلى أقصى حدود إيران، وانطلقت خيوله في تلك الأراضي الشاسعة وضمتها إلى الامبراطورية اليونان لم تكن هناك مسافة بعيدة بين الهند وإيران، فتدفقت خيوله على بلاد الهند عن طريق جبال هندي كوش عام۳٢٦ق.م ودخلت الهند وفتحت وادي نهر الهند، لكن هذا الغزو العسكري وإن جلب ويلات لتلك المناطق، إلا أنه أعطى فرصة ذهبية لالتقاء خصب بين ثلاث حضارات، نبعت وعاشت وواصلت جهودها منفردة حتى هذه الآونة، وفا اليونانية، الإيرانية ، و الهندية ، بالإضافة إلى اللقاء المباشر بين أقدم الحضارات الإنسانية في الشرق الأوسط والأدنى وهي حضارة بلا النهرين ومصر؛ لأن جيوش الإسكندر" قد أخضعت هذه المناطق كله تحت سيطرتها.

لم يصحب الإسكندر" معه جيشه الجرار فقط إلى الهند ، بل رافق أيضا في هذه الغزوات عدد من العلماء والفلاسفة والمؤرخين اليونانيين، وقد قيل أن أرسطو طاليس أعرب عن رغبته في مناقشة أحد فلاسفة الهند في النظرية الهندية المتصلة بموضوع ما وراع الطبيعة، وقد ذكر أن الإسكندر تحقيقا لرغبة أستاذه ومعلمه أرسطو طاليس قد اصطحب معه عند مغادرته الهند عددا من العلماء الهنود وبهذا تم التبادل الفكري والعلمي بين البلدين ، كما فتح الطريق الاتصالات متكررة مباشرة بينهما مستقبلاً.

وقد كانت إقامة الإسكندر في بلدة سميت تاكسيلا صارت في تلك الفترة مركز للفكر الآري: واشتهرت بكثرة طلاب الفيدا وأساتذتها وعلمائها، وبهذا تمكن الإسكندر والعماء المرافقين له بالاتصال بهؤلاء وفهم دياناتهم، لقد كان الأمير الهندي  "بورس" أول من واجه الإسكندر في الهند، لكنه هزم شر هزيمة، وله في ضفاف نهر هيداسبيس ، ثم توجه الإسكندر إلى قمة نهر الهند وأنشا فيها حصنا له وشيد أعمدة ومستعمرة يونانية في منطقة استراتيجية بالنسبة إلى الحكم اليوناني في الهند، لكنه لم يتوغل إلى في الهند الزحف على دول وادي نهري الجنجا والجمنا بل توجه في العراق قاصدا بلاده في ٣٢٥ق.م فعاجلته المنية في العراق في عام ٣٢٣ق.م