12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الرؤوس البديلة في مصر القديمة

2020/11/17 05:13 PM | المشاهدات: 643


الرؤوس البديلة في مصر القديمة
آلاء زكريا المنسي

ترجع هذه الرؤوس إلي عصري الملك «خوفو» و الملك «خفرع» وكان الملك «خوفو» قد حرم - أغلب الظن - إقامة التماثيل في مقابر الأفراد حتي لا تؤدي لها الشعائر و الطقوس .. ولأن الرؤوس البديلة لا تستهلك الكثير من الحجارة ..
ويعتقد أن الملك «خفرع» سمح لبعض كبار الأفراد بهذه الرؤوس ، وكانت توضع في مشكاه مخصصة لها بحيث تنظر إلى الشمال من خلال ثقبين خصصتا لذلك في الكتلة الكبيرة الحجرية التي كان يسد بها مدخل حجرة الدفن ...
وكانت هذه الرؤوس بديلة عن التماثيل ؛ ففي المصاطب التي وجدت بها اختفت منها التماثيل .. ولهذا يطلق عليها الرؤوس البديلة .. وكان الغرض منها هو .. أن تتعرف الروح علي صورة صاحبها إذا دخلت المقبرة في العالم الآخر .. فلا تخطئ جثته ، وهو الغرض الأساسي من إقامة التماثيل للموتى داخل المقابر منذ بداية الدولة القديمة ...
وتكون هذه الرؤوس في مجموعها ( يصل عددها حوالي 20 رأسا أو 33 رأسا ) طرازا لم يكن معروفاً من قبل .. ولم يعرف أيضاً بعد عصر الملك الملك «خفرع» .
وقد وجدت هذه الرؤوس كلها بإستثناء رأسين بديلين - في جبانة الجيزة و أغلبها منحوت من الحجر الجيري الجيد وبدون ألوان و أغلبها بشعر قليل - حتي النساء أو بدون شعر وبعضها بدون أذن ، وربما لان الأذن كانت تضاف إليها ويلاحظ أن الرقبة منحوتة نحتا كاملاً حتي يمكن إقامة الرأس في المكان المخصص لها .

* هل كانت الرؤوس البديلة تنحت لتشابه أصحابها ؟!
نعم ؛ هناك إحتمال كبير بأن الرؤوس البديلة نحتت بحيث تشابه أصحابها ، وذلك حتي يمكن للروح أن تتعرف عليها في العالم الآخر .. ويؤكد هذا الملامح الشخصية الفردية لكل رأس .. فلكل منهم ملامحه ، حيث نحت الفم و الذقن و الأنف و العينين ويختلف شكل الواحد عن الآخر حتي يخيل للمشاهد أن كل رأس تمثل صورة شخصية لصاحبها ..
وقد نحتت الرؤوس معظمها كأنما برأت من أعراض الدنيا وعبرت عن كل ما يتمناه أصحابها لأنفسهم من صحة و قوة .
من أشهر نماذج الملامح الشخصية «الرؤوس البديلة» في الدولة القديمة «الأمير عنخ حاف»
هناك رأسان بديلان لرجل وزوجته وهما منحوتان من الحجر الجيري بإرتفاع 30,5 cm و 30 cm وقد عثر عليهما في قبرهما في جبانة الجيزة ومعروضان في متحف الفنون الجميلة ببوسطن .. ويتضح فيهما الإهتمام بالملامح الرئيسية في الوجه و التعبير عنها بخطوط قوية صريحة .
وهناك مثل فريد لرأس معروض في المخزن المتحفي لكلية الآثار بمنطقة الجيزة .. وهو منحوت من الحجر الجيري وارتفاعه 27 cm وبه آثار جبس علي الأذن اليسري .. ومن الغريب أن الفنان أوضح سمات الشلل النصفي الظاهر علي الخد الأيسر ( بالنسبة للناظر ) والذي وصل تأثيره إلي الفم والعين اليسري ..
وهذا دليل آخر يؤكد أن الفنان المصري القديم كان مرتبطاً بملامح الشخصية الفردية لكل رأس يقوم بنحتها.