12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

إنتظار الفرج

2020/12/03 04:54 PM | المشاهدات: 539


إنتظار الفرج
وليد سيد حسن

 بسم الله والحمد والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ

فإذا استحكمت الأزمات وتعقدت حبالها وطال ليلها وكثرت الهموم فاعلم أن فرج الله قريب، قال تعالى (حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) يوسف110،

فيأتى الفرج من الله بعد ضيق الحال فى أحوج الأوقات إليه. 

 

إن حياة المسلم بها كثير من الإختبارات بالمصائب واﻹبتلاء وهذه سنة الله فى خلقه، قال تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة (214)

ومن بعد الشدة تاتى السعة، قال تعالى(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) الشرح5،6

قال ابن عباس "خلق الله عسر وخلق له يسرين ولن يغلب عسر يسرين" 

 

وقال ابن مسعود "لو كان العسر فى حجر لطلبه اليسر حتى يدخل عليه ولن يغلب عسر يسرين؛

ووسط الظلام يظهر شعاع النور المرتبط بالأمل المتعلق بسعة رحمة الله تعالى، من أجل كل هذا جعل الله لنا مفاتيح للفرج نتعلق بها ونحن ننتظر زوال الهموم والغموم وتفريج الكروب. 

 

إقرأ أيضاً/تعدد الزوجات بين المسلمين وأعداء الإسلام

 

المفتاح الأول: الدعاء ذلك السلاح الذى لا يقف فى وجهه شيىء، قال تعالى( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة (186)

وقال تعالى (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ) الفرقان77

ومن أقوى الدعاء دعاء ذا النون قال النبىﷺ: (دعوةُ ذي النُّونِ؛ إذ دعا بها في بَطنِ الحوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبْحانَكَ، إنِّي كنتُ مِن الظالمينَ، فإنَّه لن يَدعُوَ بها مسلمٌ في شيءٍ إلَّا استجابَ له.) صحيح الترمذي. 

 

وعليك باﻹكثار من دعاء إزالة الهموم والغموم فعن ابن مسعود قال النبى ﷺ (ما أصاب عبد هم ولاحزن فقال اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلاَءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي الا اذهب الله همه وحزنه وابدله مكانه فرحا) رواه أحمد وصححه الالبانى

وعن أنس قال كان النبى ﷺ اذا احزبه شيء قال (يا حي يا قيوم برحمتك استغيث) الترمزى وحسنه

 

إقرأ أيضاً/فضل سورة الفاتحة وفوائدها وأهم موضوعاتها

 

المفتاخ الثانى: وهو لا يقل قوة عن الأول وهو ذكر الله عزوجل، ذلك الأمر الذى يعطيك الأمن والأمان والطمأنينة قال تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب) الرعدُ (28)، ذلك الأمر الذى يجعلك في معية الله عز وجل، قال تعالى( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُون) البقرة (152)، قال ابن القيم: ما استجلبت نعم الله ولا دفعة نقمه بمثل ذكر الله تعالى، فالذكر جلاب للنعم دفاع للنقم 

 

إقرا أيضاً/الصبر

 

المفتاح الثالث: الصلاة على النبي ﷺ عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال كان رسول الله ﷺ إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، قال أبي: قلت، يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي، فقال ما شئت، قال: قلت الربع، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت فالثلثين، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت أجعل لك صلاتي كلها، قال إذن تكفى همك ويغفر ذنبك، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

فأكثر من الصلاة على من تنحل بذكره العقد وتفرج الكرب .

 

وللمفاتيح بقيه نكملها بإذن الله فى المقال القادم.