12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

"حسرة أهل الجنة"

2020/05/08 11:38 PM | المشاهدات: 1186


"حسرة أهل الجنة"
رضا جوده

_عنوان غريب جدا، ويوجد في داخله استنكارات واستفهامات عديدة
أيتحسر أهل الجنة؟ ألم ينالوا مرادهم وغايتهم التي حاربوا  أنفسهم من أجل الوصول إليها والفوز بها؟
_إن دخول الجنة هو محض فضل ورحمة من الله، ولكن تقاسم الدرجات فيها حسب الأعمال فلا عجب أن يطمع أهل الجنة بأعلى درجات مما هم فيه، ولا عجب أن يكون أهل الجنة في نعميهم هذا يتحسرون على كل لحظة كانت من الممكن أن تكون عائقاً أمام وصولهم لهذا النعيم. 
_قال النبى _صلى الله عليه وسلم _:
"ليس يتحسر أهل الجنة على شئ إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عزوجل فيها".
(رواه الطبرانى). 

إقرء أيضا /رخص الإفطار في رمضان

يتحسر أهل الجنة على كل دقيقة، وساعة لم يذكروا فيها اسم الله تعالى رغم دخولهم الجنة وفوزهم بها، إلا أنهم كلما تذكروا ساعة في الدنيا انشغلوا فيها عن ذكر الله تعالى
يتحسرون فيها على كل دقيقة مرت لم يكتُبْ فيها ملَكُ الحسنات على كتفهم الأيمنِ الشيء الكثير في دفاترهم التي سيقرؤونها يوم القيامة، يتحسرون على ساعة مرت نسوا فيها الموت، وأخلدوا إلى الأرض، وغرَّتهم الدنيا بزخرفها الفاني، وشهواتها المؤقتة، ولذاتها المنصرمة.

إقرء أيضاً /فضل بر الوالدين

-ويجمع (الأوزعي) تلاميذه ليشرح لهم حديث رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ فيقول:
"ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة يوماً يوماً، وساعة ساعة، ولا تمر به ساعة لم يذكر الله فيها إلا انقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة، ويوم مع يوم، وليلة مع ليلة ؟!!".
عجيب أمركم أهل الجنان: تتحسرون لا لأنكم عصيتم الله في الدنيا، بل لأنكم تركتم فيها ساعة فلم تملأ بذكر الله، فما بالنا نحن ونحن لا زلنا في هذه الدنيا لا ندري بما يُختم لنا في الدنيا من أعمال، ولا بما نلقى في الآخرة من جزاء؟
فما بالنا نحن وذنوبنا محيطة بنا، وأهواؤنا تحكمنا، وعباداتنا يعتريها التقصير، ويشُوبها الرياء، ويلاحقها العُجب والغرور؟
كان عبدالله بن عمر  يصلي على الجنازة ثم ينصرف فلما مر سمع حديث النبى _صلى الله عليه وسلم _:"من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً، وكان معاها حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن، فإنه يرجع بقيراط من الأجر"(رواه البخاري والنسائي عن أبي هريره). 
، فلما سمعه تعاظمه وأرسل إلى عائشة رسولاً يسألها عن قول أبي هريرة راوي الحديث، ثم يرجع إليه فيخبره ما قالت، وأخذ بن عمر قبضة من حصى المسجد يقلبها في يده حتى يرجع الرسول إليه، فقال: قالت عائشة: صدق أبو هريرة، فضرب بن عمر بالحصي الذي كان فى يده الأرض وهو يقول : لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
 يتحسر على طاعة ضيعها تدنو به من الجنة، وغيره يتحسر على معصية لم ينلها تدنو به من النار!! .

إقرأ أيضاً /ما يكره فعله في الصلاة

_إخوتي...
إننا بحاجة إلى أن نعيد صياغة مفهوم "التحسر والحزن" في حياتنا، ونضعه في موضعه الصحيح، ونتحسر على ما يتحسر عليه أهل الجنة لعل الله يُدركنا برحمته، ويدخلنا فى جناته. 
دمتم .❤