هناك بعض الأشياء التي يمكن أن تختفي من أمام عينيك بشكل مُفاجيء ، ولا تعرف ما سبب هذا الإختفاء .. أشياء مادية بسيطة يمكن أن تُعوَض
ولكن .. هل تخيلت أن تختفي مدينة كاملة بسُكانها !
إنها مدينة آشلي التي كانت توجد في ولاية كانساس ..
والآن .. تخيل معي الأحداث بتركيز تام واحدة تلو الأخرى
٨ أغسطس ١٩٥٢ ، إتصل مواطن أمريكي يُعرف بإسم ( جابرييل چوناثان ) بشرطة مدينة هايز المجاورة لمدينة آشلي ، نظرًا لعدم وجود شرطة في المدينة ، ليقدم لهم شكوى غريبة وغامضة في آنٍ واحد !
قال لهم أنه يرى في سماء المدينة فتحة سوداء لا يُرى بها أي شيء ، وإنما ظلام دامس فقط ، ولكنه ظلام مُخيف ..
لم يُصدقه الضباط وقالوا أنه يمكن أن يكون شخص مريض أو أنه ليس في وعيه ، ولكن دون جدوى .. لم تصمت الإتصالات والشكاوى المُماثلة لتلك الشكوى
حينها .. قرر ضابط يُعرف بإسم آلان مايس أن يذهب لتلك المدينة ليرى ما الذي يحدث بها ، وإتجه نحو المدينة متخذًا الطريق الوحيد المؤدي لها ولكن في النهاية يجد نفسه يصل مرة أخرى لمدينة هايز .. كلما حاول الوصول لآشلي يجد نفسه بـ هايز مرة أخرى !
كان ذلك الأمر من أغرب الأحداث التي جعلت الموضوع يبدأ في الغموض ، فخرجت قوات الشرطة بحوالي ٧ عربيات ليذهبوا إلى مدينة آشلي .. وتكرر معهم نفس الأمر الذي حدث مع الضابط آلان ، ويجدوا نفسهم مرة أخرى في نقطة البداية .. في مدينة هايز وليست آشلي ..
أين ذهب طريق المدينة ؟ أين إختفت وماذا حدث لها !
وبالرغم من محاولات الشرطة في الوصول إلى المدينة لحماية أهلها ، فكانت تزداد الإتصالات والشكاوى قائلين أن الفتحة الموجودة في السماء أصبحت أكثر إتساعًا ، فنصحتهم قوات الشرطة ألا يتحركوا من بيوتهم ..
ومن أكثر الإتصالات الغريبة التي وصلت للشرطة الإتصال الذي ورد لهم من السيدة إلاين كنتور ، فقالت لهم أن جيرانها عائلة ميلتون إختفوا ولا يوجد لهم أي أثر ، وذلك عندما حاولوا الهروب من المدينة ..
يوم ١٠ أغسطس صباحًا ، بدأت الإتصالات بشكوى مختلفة تمامًا ، وهي أن مدينة آشلي عبارة عن ظلام فقط ولا يوجد بها أي نور ، بالرغم من أن التوقيت صباحًا .. فقررت الشرطة أن ينطلقوا بطائرة هليكوبتر فوق المدينة ليرونها ويستطيعوا إنقاذ سكانها ، ولكن الطيارة لم تستطع أن ترى المدينة ..
وبعد ظُهر يوم ١١ أغسطس إتصلت سيدة تُعرف بإسم فيبي داينيلوسكي بالشرطة وقالت لهم أن إبنتها تتكلم مع والدها الموجود خارج البيت .. وفي حقيقة الأمر والدها هذا متوفي منذ ثلاثة سنوات ، كما أنها كانت مُصرة على الخروج له في الظلام .. لم تكن تلك الشكوى الوحيدة لحدث غريب مثل هذا ، وإنما كثرت المكالمات للشرطة بنفس الأحداث مع باقي الأطفال أيضًا
يوم ١٢ أغسطس تغير مجرى الأحداث تمامًا وأصبحت الشكوى عبارة عن إختفاء جميع أطفال المدينة ولم يستطع أحد أن يعثر عليهم ، وكان عددهم حوالي ٢١٧ طفل ، كما أن عدد سكان المدينة بأكملها ٦٧٩ فرد ، وكانت النصيحة الوحيدة من قبل الشرطة أن يظل السكان في بيوتهم ولا يحاولوا الخروج حفاظًا على ما تبقى منهم ..
١٣ أغسطس ، إتصل مواطن يُعرف بإسم سكوت لانتز قائلاً أن هناك نار قادمة من الجنوب ، وكأنها شمس تشرق على مدينة الظلام ، بل وأصبحت النار قادمة من السماء ..
أما آخر مكالمة تلقتها الشرطة من مدينة آشلي يوم ١٥ أغسطس من السيدة أبريل وكانت تبكي بُكاءً شديدًا قائلة .. عادوا ، جميعهم عادوا ، كل من مات عاد .. كل من إختفى عاد .. حتى إبنها المتوفى من عام خرج من منتصف النيران ليأخذها ..
كل من عاد .. عاد ليأخذ الجميع
حينها سمعت الشرطة صوت طفل صغير يُنادي عليها قائلاً : أمي .. لقد وجدتك
وتعالت أصوات الصراخ حتى إختفت جميع الأصوات
يوم ١٧ أغسطس فجرًا ضرب زلزال المنطقة بقوة ٧,٩ وتم تحديد مركز الزلزال وكان تحت مدينة آشلي ، حاولت الشرطة حينها أن تُكرر ذهابها للمدينة مع أملهم للوصول إلى مدينة آشلي وألا يعود بهم الطريق لنقطة البداية مرة أخرى ..
وبالفعل ، إستطاعوا الوصول
فتخيل ماذا وجدوا بالمدينة ؟
لا يوجد بالمدينة أي شيء يُذكر ، لا وجود للبشر ، ولا وجود لأي بناء ، أرض فارغة مهجورة ..
كل ما إستطاعوا أن يجدوه عبارة عن فتحة في الأرض بطول حوالي ٩٠٠ متر وعرض ٤٥٠ متر وموجود به نار لا يوجد لها عمق محدد ..
وفي يوم ٣٠ أغسطس ضرب المنطقة زلزال آخر بقوة ٧,٥ وتم تحديد مركز الزلزال ، ووجدوه في نفس المكان ، في مدينة آشلي وكانت المفاجأة أن الفتحة الموجودة في الأرض إختفت تمامًا ولم يبق لها أي أثر .. وغُلقت القضية على فشل قوات الشرطة في الوصول للسكان أو فهم تلك الأحداث ..
أحداث غريبة ، غامضة ، مُخيفة ولكنها رواية مؤلفة حتى الآن .. إن أول ظهور لإسم تلك المدية كان على موقع Creepypasta وهو موقع لكتابة قصص الرعب ، ومنذ ظهورها فأصبحت تُجسد في أفلام سنيمائية ، وأصبحت قصة مشهورة بشكل كبير ..
ولكن هناك أمر واحد يجعلك تقع في الحيرة من أمر تلك المدينة هل هي أسطورة أو حقيقة .. وهذا الأمر هو :
كان هناك شخص ما يقوم بتجميع الأوراق القديمة وقال أنه عثر على شهادة ميلاد لطفل مولود في عام ١٩٣٤ ، ومكتوب بها أن والدته من مدينة آشلي ..
إذًا ، فهل المدينة حقيقية وكان لها وجود يومًا ما ، أم أنها أسطورة لكاتب !