12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

العبادات في مصر القديمة الجزء الثالث (التوات)

2021/05/01 09:28 PM | المشاهدات: 893


العبادات في مصر القديمة الجزء الثالث (التوات)
وروف احمد

في عقيدة رع -كما وجدنا في كتابتهم- كانوا يعتقدون أن أرواح الموتى تحتشد كل يوم في امنتيت حيث تنتظر قارب رع فتركبه أرواح هؤلاء الذين عبدوه و داونوا علي أداء الطقوس له علي الأرض... ترحل تلك الأرواح مع الرب تحت حمايته عبر التوات و تمر علي كل الأخطار التي تهددها و تحاول ان تعترض طريق الرب، و لكنه ينقذهم و يحميهم، و تدخل مملكة اوزوريس و يمضي الوقت فتظهر في الافق الشرقي في السماء مع رع عندما يشق النهار حيث يمكنها التجول بحرية هناك، وفقا لرغبتها حتي غروب الشمس، و من ثم تنضم لقارب الإله ثانية لتعيد معه الرحلة داخل التوات.

 

إقرأ أيضًا/مري رع

 

و كان هذا بالنسبة للارواح التي وفقت في عباداتها، أما باقي الكائنات التي يعج بها التوات في أقسامه المختلفة، التي لم توفق في العبادة فيمر عليهم بقاربه، و معه الأرواح الصالحة ، فيشاهدونه يغادر دونهم و هم يسكنهم الحزن.

و هناك الكائنات التي تعادي رع ، فكان يدمرها بالطبع - يقال- إنها توجد في حجرات من النار ، تحرسها ربات معينات و تشرف علي تدمير و افناء أجساد و أرواح و أشباح و رؤوس بعض منها بل أنها كانت تقطع أجسادها قبل موتها.

 

إقرأ أيضًا/أوضاع قبل معركة عين جالوت

 

و هذه الكائنات المعادية كانت لا تزيد عن تجسيظ لقوي الطبيعة مثل عتمة الشفق أو الغسق أو الزلام و الليل و سواد كسوف الشمس و الضباب و الشبورة و المطر و السحاب و العواصف و الرياح و الزوابع و الأعاصير و ما يشبهعا، تلك الظواهر التي كان يدمرها الإله رع بواسطة اشعته الملتهبة يوميا و الرماح و السهام التي تم وصفها في كتاباتهم تطعن أعداء الرب هي اشعته، و السكاكين التي تقطع اجسادها لقطع كانت لهب الشمس الحارقة، و حفر النار هي تلك الالوان النارية المبهرة التي شاهدوها تملأ الأفق الشرقي مع بزوغ شمس كل صباح.

و لكن المصريون لم يعتقدوا في إمكانية استمرار العقاب إلي الأبد و فكرة العذاب الابدي في العموم لم يكن بالشيء المرحب لديهم، فالمصريون حفظوا موتاهم منذ العصور المبكرة و بذلوا أقصي جهدهم لصيانة أجسادهم الاصلية التي عاشوا فيها، بواسطة الطقوس و الكلمات السحرية التي عرفوها أيضا، حتي تظل محتفظة قدر الامكان بكامل لياقتها لتوقعهم أنها الأجساد التي سوف يبعثون فيها مرة أخرى.

 

إقرأ أيضًا/العبادات في مصر القديمة الجزء الثاني (التوات)

 

الكلمات المفتاحية