12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

شيخ الإسلام ابن تيمية

2020/06/07 12:57 PM | المشاهدات: 1164


شيخ الإسلام ابن تيمية
محمد أشرف ربيع

اسمه ونسبه ومولده /

هو أبو العباس أحمد بن تقي الدين بن شهاب الدين بن عبد الحليم بن عبد السلام مجد الدين أبي البركات بن عبد الله بن تيمية.
ولد بحرّان يوم الاثنين العاشر وقيل الثاني عشر من شهر ربيع الأول من سنة ٦٦١ من بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، 
والده/ الشيخ شهاب الدين بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية، قرأ المذهب الحنبلي على أبيه، وكان إماماً محقّقاً في كثير من الفنون، كان متواضعاً وجواداً، كان شيخاً لدار الحديث السكّرية بدمشق
جده/ فهو الشيخ مجد الدين أبو البركات عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحرّاني، فقيه حنبلي، وإمام مقرئ، ومحدّث ومفسّر وأصولي ونحوي.
جدته لأبيه/ بدرة بنت فخر الدين أبي عبد الله محمد بن الخضر، وتُكنّى بأم البدر، كانت تروي وتُحدّث بالإجازة عن ضياء الدين بن خريف....

اقرء أيضاً الناصر صلاح الدين

سبب تسمية العائلة بتيميه/

فقد اختلف العلماء فيه؛ فقيل أن جدّه محمد بن الخضر حجّ البيت على درب تيماء، فرأى طفلة اسمها تيمية، ثم رجع فوجد امرأته ولدت بنتاً فسمّاها تيمية، وقيل أنّ جدّه محمد كانت أمه واعظة اسمها تيمية وبها سمّيت العائلة.
نشأته/
نشأ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في حرّان حتى بلغ سنّ السابعة، ثم هاجر مع والده وإخوته إلى دمشق، نشأ رحمه الله في أسرة عريقة معروفة بعلمها، اتجّه بدايةً إلى حفظ القرآن الكريم، ثم اشتغل بحفظ الحديث والفقه واللغة، وبرع في النحو، والتفسير، وأصول الفقه وعمره لم يتجاوز بضع عشرة سنة، عُرِف بالذّكاء، وقوّة الحفظ، والنّجابة، وسرعة الإدراك منذ صغره، كان فريد عصره في الزهد، والعلم، والشجاعة، والسّخاء، وكثرة التصانيف. تأهّل للتدريس والفتوى وهو ابن سبعة عشر سنة، كان قويّ التوكّل على الله دائم الذكر، كان أوّل كتاب حفظه في الحديث كتاب الجمع بين الصحيحين للإمام الحميدي، توسَّع رحمه الله في دراسة العلوم وتبحّر فيها، واجتمعت فيه صفات المجتهد وشروط الاجتهاد منذ شبابه، فصار إماماً يعترف له الجهابذة بالعلم، والفضل، والإمامة، أثنى عليه شيوخ عصره وتلاميذه. 

اقرء أيضاً الشيطان الواعظ مالكوم اكس

موقفه من التتار/

وُلِدَ رحمه الله ونشأ في مرحلة كانت فيها الدولة والأمة الإسلامية في حالة من التمزق والضعف، وقت ظهر فيها التتار؛ فقتلوا العباد، ونهبوا الديار، فلم يمنعه طلبه للعلم من المشاركة في الأحداث في عصره، بل شارك رحمه الله في ذلك مشاركة العالم المجاهد؛ شارك بسيفه ولسانه وقلمه في محاربتهم. الجهاد جمع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في جهاده بين السيف والقلم، ومن مواقفه في ذلك ما يلي عندما جاء التتار بجموعهم إلى الشام سنة 702هـ، أخذ البعض ينشر الفزع، والهزيمة في قلوب العباد، أما شيخ الاسلام ابن تيمية فأخذ يدعو المسلمين إلى الجهاد، ويثبّت قلوبهم، ويعدهم بالنصر والغلبة على عدوّهم؛ حتى أنّه رحمه الله كان يحلف بالله: (إنكم لمنصورون)، فيقول له بعض الأمراء: (قل إن شاء الله، فيقول: أقولها تحقيقـاً لا تعليقـاً)، فاطمأنت النفوس والقلوب. ذهب رحمه الله إلى مكان قريب من دمشق يُدعى مرج الصفر، ووقف وِقفة العالم المجاهد في قتال المغول في موقعة حربيّة عُرفت في التاريخ بموقعة شقجب، وكان ذلك في شهر رمضان من سنة 702هـ، وكان رحمه الله قد اجتمع بالسلطان قبل هذه الموقعة يحثّه على الجهاد والقتال، واستمرّ القتال طوال اليوم الرابع من شهر رمضان حتى أذن الله بالنصر، وزال خطر التتار.

اقرء أيضاً خاير بك

مؤلفاته /
للإمام ابن تيمية مؤلفات ومصنفات كثيرة، من أبرزها .
١_كتاب الاستقامة، كتاب مطبوع في جزأين، وقام بتحقيقه الدكتور محمد رشاد سالم.
٢_ كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم مطبوع في جزأين، وقام بتحقيقه الدكتور ناصر العقل. 
٣_كتاب بيان تلبيس الجهمية، تم تحقيقه في ثمانية رسائل دكتورة. 
٤_كتاب الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح. كتاب درء تعارض العقل والنقل.
٥_ كتاب الصفدية. 
٦_كتاب منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
٧_. كتاب النبوات. 
من تلاميذه/
ابن قيّم الجوزية. ابن قدامة المقدسي. الحافظ الذهبي. الحافظ اسماعيل بن كثير.

. وفاته/
توفي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في ليلة الاثنين الموافق العشرين من شهرذي القعدة من سنة (728هـ) بقلعة دمشق التي كان محبوساً فيها، أُذِن للناس بالدخول فيها عند وفاته، فغُسّل فيها، وصُلّي عليه بالقلعة، ثم وُضِعَت جنازته في الجامع؛ حيث قام الجند بحفظها من الناس من شدة الزحام، صُلّيَ عليه صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر، ثم حُمِلَت الجنازة واشتد الزحام، فلم يتخلّف عن تشييع جنازته إلا القليل، ثم خرج الناس من الجامع من أبوابه كلها وهي شديدة الزحام.