التوكل هو الاعتماد على الغير في أمر ما، والاستسلام إليه.
والتوكل اصطلاحا: هو صدق اعتماد القلب على الله ﷻ في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة وكِلة الأمور كلها إليه والثقة بما عند الله واليأس عما في أيدي الناس.
التوكل هو من صفات النبيين والصالحين قال تعالي على لسان هود عليه السلام: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } (هود:٥٦)
وقد أمرنا الله بالتوكل عليه قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا}( الأحزاب:٣)
وقال تعالى: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (التوبة:٥١).
ومن الأحاديث الواردة في التوكل على الله عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ﷺ «لو أنكم توكلتم الله الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تعدو خماصًا وتروح بطانًا»
قال أبو علي الدقاق: التوكل ثلاث درجات الدرجة الأولى، التوكل ثم التسليم ثم التفويض، فالمتوكل يسكن إلى وعده وصاحب التسليم يكتفي بعلمه وصاحب التفويض يرضى بحكمه.
التوكل بداية، والتسليم واسطة، والتفويض نهاية.
فالتوكل صفة المؤمنين، والتسليم صفة الأولياء، والتفويض صفة الموحدين. التوكل صفة العوام، والتسليم صفة الخواص، والتفويض صفة خاصية الخاصة.
التوكل صفة الأنبياء، والتسلیم صفة إبراهيم الخليل، والتفويض صفة نبينا محمد ﷺ وعليهم أجمعين.
اقرأ أيضًا//بناء الكعبة
والتوكل مطلوب في كل شؤون الحياة وذكر (الفيروزبادي) من مواطن التوكل
- إذا طلبتم النصر والفرج، أن شئت أن تنال محبة الله، إذا أعرضت عن أعدائك فليكن رفيقك التوكل، إذا أعرض عنك الخلق فاعتمد على الله، إذا طلبت الصلح والإصلاح وبين القوم، إذا وصلت قوافل القضاء فستقبلها بالتوكل...
ومن فوائد التوكل
يحقق طاعة الله ورسوله.
راحه البال واستقرار للحال.
سبب من أسباب سعة الرزق.
حفظ العبد من وساوس الشيطان.
التوكل سبب في ترك مزاحمة الناس؛ لأن المتوكل لا يخاف فوات شئ قدر له.
والتوكل لا يمنع الأخذ بالأسباب المشروعة المباحة .
