12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الأسرة والتفاعل الاجتماعي

2020/05/22 04:54 PM | المشاهدات: 1012


الأسرة والتفاعل الاجتماعي
بسمة أسامة

تعتبر الأسرة الأصل الذي نشأ عنه جميع المؤسسات الاجتماعية الأخري، فهي أسبق المؤسسات ظهورّا بل أنها أسبق من المجتمع نفسه.

وكانت الأسرة قديمّا تقوم بكل الوظائف الاجتماعية، وبتطور الحياة في المجتمعات وتعقدها أنشئت مؤسسات اجتماعية أخرى، وبدأت تنتقل بعض وظائف الأسرة إلى هذه المؤسسات لتقوم بها .

ولم تعد للأسرة وظيفة محددة إلا التربية ، والتنشئة الاجتماعية ، بل إن هناك مؤسسات اجتماعية تشاركها في هذه الوظيفة.

ولكن بالرغم من ذلك يبقي للأسرة وظائف معينة تقوم بها لعل من أهم هذه الوظائف ما يلي:

1-الوظائف البيولوجية مثل الإنجاب وزيادة عدد السكان في المجتمع، وبالتالي الحفاظ علي النوع البشري، والتنمية الجسمية لأفرادها، مساعدة المراهقين علي تحقيق التكيف عندما يشعرون بالتغيرات البيولوجية التي تطرأ عليهم وتزويد الجنسين بالخبات السليمة عن الزواج وتكوين الأسر.

2- رعاية الأطفال المسنين من حيث الغذاء، والكساء، والإيواء، والرعاية الصحية والاجتماعية، والحماية.

3- الوظائف التعليمية فالطفل قبل أن يبلغ سن الالتحاق بالمدرسة يكتسب عن طريق الأسرة عددًا غير قليل من المهارات اليدوية، واللغة، وطرق التواصل المختلفة، والأخلاق والفضائل الأساسية، وبعض الممارسات الاجتماعية، وغيرها الكثير.

وتمارس الأسرة الوظيفية التعليمية حتي بعد التحاق الطفل بالمدرسة في جميع المراحل التعليمية من إشراف علي استذكار الأبناء لدروسهم، وإمدادهم بكل ما يعنيهم علي الانتظام في الدراسة.

4- وظيفة الترفيه خاصة بالنسبة للصغار، فعلى الرغم من أن هناك منظمات وأجهزة أخرى تقوم بهذه الوظيفة، إلا أن الأسرة مازالت تقوم بدور كبير في هذه الوظيفة من تنظيم الوقت لهذه الأنشطة، وتوجيه الطفل إلى اختيار النوع المناسب من الترفيه، وأيضًا تقوم بترشيد استخدامه لهذه الوسائل الترفيهية التي تتزايد في أعدادها وأنواعها يومًا بعد يوم.

================

اقرأ أيضاالزواج المحرم في الاسلام

 ===============

إذا كان الفرد هو اللَّبِنة الأساسية في بناء المجتمع، فإن الأُسرة هي الخليَّة الحيَّة في كيانه، والفرد جزء من الأُسرة؛ يأخذ خصائصَه الأُولى منها، وينطبع بطابعها، ويتأثَّر بتربيتها؛ قال تعالى: ﴿ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ﴾ [آل عمران: 34].

وتعتبر الأسرة المكوَّنة من الأبوين أقدم مؤسَّسة اجتماعية للتربية عرفها الإنسان، ولا زالَت الأسرةُ في المجتمعات المختلفة هي مصدر التربية والمعرفة بالنسبة لأبنائها، وقد أدَّى تطور الحياة البشرية واستقرار الإنسان وبِناء المجتمعات المدنية والقروية وزيادة الخبرات البشرية وتعدُّد أنواع المعرفة البشرية - إلى أن تشارِك مؤسساتٌ أخرى الأسرةَ في واجب الرعاية، والاهتمام، والتربية، والتوجيه، وتخلَّت الأسرةُ عن بعض ما كانت تقوم به، ورغم ذلك تظلُّ المؤسسة الأولى في حياة المجتمع الحديث أيضًا في التربية.

فإذا صلَحَت الأسرة صلح الفرد، وإذا صلح الفرد صلحت الأُسرة، وصلح المجتمع؛ فالأسرة هي التي يتشرَّب منها الفردُ العقيدةَ والأخلاق، والأفكار والعادات والتقاليد.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مولودٍ إلاَّ يولد على الفطرة؛ فأبواه يهوِّدانه وينصِّرانه ويمجِّسانه، كما تُنتَج البهيمةُ بهيمةً جمعاء، هل تحسُّون فيها من جدعاء؟))؛ مسلم: 2658، يقول ابن حجر رحمه الله: "يريد أنها تُولد لا جدع فيها، وإنما يجدعها أهلُها"؛ فتح الباري: 3/250.

================

اقرأ أيضا الامراض الفيروسيه

=================

وقد أوجب التشريعُ الإسلامي أن تسود الأسرةَ التربيةُ الدينية الصحيحة، التي تغرِس في النفوس العقائدَ السليمة الراسخة، وتربيها في جوٍّ من الإيمان الصحيح.

ومن أهداف تكوين الأسرة في الإسلام:

1. إقامة حدود الله:

أي: تحقق شرع الله في كلِّ شئونها، وفي العلاقة الزوجية، وهذا معناه إقامة البيت المسلم الذي يَبني حياتَه على تحقيق عبادة الله، وهذا يحقِّق الهدفَ الأسمى للتربية الإسلامية.

2. تحقيق الأثر التربوي:

ينشأ الطفلُ ويترعرع في بيتٍ أُقيم على تقوى من الله، ورغبة في إقامَة حدود الله، وتحكيم شريعته، فيتعلم بل يقتدي بذلك من غير كبيرِ جُهد أو عناء؛ إذ يمتصُّ عادات أبويه بالتقليد، ويقتنع بعقيدتهما الإسلامية حين يصبح واعيًا.

3. تحقيق السكون النفسي والطمأنينة:

قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189].

4. تحقيق أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإنجاب النسل المؤمن الصالح:

قال صلى الله عليه وسلم: ((تناكَحوا تناسَلوا، أُباهي بكم الأممَ يوم القيامة))؛ (المقاصد الحسنة: 350)، وهذا دليلٌ واضحٌ على أن البيت المسلم يجب عليه أن يربِّي أبناءَه تربيةً تحقِّق هدفَ الإسلام؛ لأن المباهاة إنما تكون بكثرة النسل الصالح.

5. صون فطرة الطفل عن الزَّلَل والانحراف:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مولودٍ إلاَّ يولد على الفطرة؛ فأبواه يهوِّدانه وينصِّرانه ويمجِّسانه، كما تُنتَج البهيمة بهيمةً جمعاء، هل تحسُّون فيها من جدعاء؟))؛ (مسلم: 2658).

=================

اقرأ أيضاالتدخين والادمان

================

اعتبر الإسلامُ الأسرةَ مسؤولة عن فطرة الطِّفل، واعتبر أن كلَّ انحرافٍ يصيبُها مصدره الأول الأبوان، أو مَن يقوم مقامهما من المربِّين.