مثلما تُمثل الآثار مصدر مهم لتوثيق جوانب حياة الشعوب السابقة فالملابس مصدر مهم أيضًا ، فالأقمشة كالحرير و الكتان و الجلود تحتفظ بحالتها الأصلية لمدي بعيد من الوقت ، و تعبر الملابس عن ثقافات عديدة علي المستوي الإجتماعي .
في السابق لجأ الإنسان القديم للملابس حتي تحمي جسده مم البرد و المطر و الحرارة و الشمس و الرطوبة ، فإستخدم جلود الحيوانات كثياب لتغطية و حماية جسده ، و تطورت الثياب فيما بعد فكل عصر له ملابس مختلفة عن العصر الذي سبقه .
يُذكر أن المصريين القدماء عَرفوا الكثير من أنواع الأقمشة و رغم ذلك فإن الكتان هو القماش ذو شعبية و الأكثر إنتشارًا و إستخدامًا في مِصر القديمة ، و يرجع تفضيلهم الملابس الكتانية لوفرة نبات الكتان الذي يُصنع منه الملابس و يرجع ذلك لوجود البيئة المناسبة لهذا النبات كالمناخ المناسب و وفرة مياة نهر النيل ، كما أن هناك سبب آخر لإنتشاره و هو إعتقاد المصريين القدماء أن جلود الحيوانات و صوف الحيوانات نَجس فلم يفضلوه ، و لكن رغم ذلك إتخذها الكهنة كثياب لهم و في نهاية الأمر إستخدمته الطبقة العُليا من المصريين القدماء و ذلك لآنه مرن و خفيف و مناسب للطقس الحار .
يُذكر أن الطبقة العُليا في مصر القديمة قامت بإستخدام كِتان جيد بخِلاف الطبقة السفلي ، و برز ذلك في اللوحات و التماثيل و قد كانت تختلف جودة الأقمشة من طبقة لأخري .
إستخدم المصري القديم أقمشة و تصميمات غاية في التعقيد ، فهناك ملابس تم صبغها و ريش ، و كانت تكلفتها عالية و لكن صاحبها كان يرتديها ليُظهر مكانته العالية ، أما الطبقة السُفلي فكانت تستخدم نوع أقل جودة و أرخص ثمنًا و لكن سميكًا أكثر .
لقد كانت الطبقة العاملة تقوم بإرتداء الملابس القصيرة لسهولة التنقل بين الحقول و قام الرجال في جميع الطبقات بلبس الإزار ( Schenti ) في مُعظم الأحيان ، و لكن كان يختلف في طريقة إرتدائه من طبقة لأخري ، فقد كان الرجال في الطبقة العُليا يرتدوا إزارًا يتميز بالطول و في أغلب الأوقات كانوا يرتدون الحرملة ( رداء فضفاض قصير يوضع علي الأكتاف و يقوم بتغطية الصدر و الظهر ) ، أما الفقراء فلم يكونوا يرتدوه و لكن كانوا يكتفوا بالإزار فقط .
يُذكر أنه كان إلي حد ما مقبول ظهور الرجال و النساء عارين الصدر في الطبقة العليا و الطبقة الدُنيا ، و كان مُنتشر في مصر القديمة ظهور الأطفال عارين حتي سن السادسة ، أما العبيد من الفتيات فكانوا يظلوا طوال عمرهم عاريات .
لقد كان هناك ملابس مشتركة بين الجنسين إنتشرت في الفترة من ١٤٢٥ و حتي ١٤٠٥ ق.م ، و كانت تنورة تزينها الكسرات و سترة خفيفة و قميص ذو أكمام قصيرة .
بقيت ملابس الفتيات ثابتة لم يتغير فيها سوي بعض التفاصيل الصغيرة و ذلك لقرون طويلة .
أما الأحذية فتشابهت بين الجنسين فكلاهما إرتدي صنادل مُضفرة بالجلد و لكن الكهنة إرتدت الصنادل المُضفرة من ورق البردي .