12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

عمير بن وهب رضي الله عنه.

2020/09/27 09:31 AM | المشاهدات: 653


عمير بن وهب رضي الله عنه.
ليلي كمال يسن

حقا ان قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن-جلا وعلا-يقلبها كيف يشاء، فبينما كان عمير بن وهب الذى كان أهل مكه يلقبونه ب(شيطان قريش) يحول بفكره وجسده وبكل ما يملك من أجل أن يحارب النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم وقلبه قد أمتلا حقدا على الأسلام واهله.  وإذا بالحق جل جلاله يأخذ بناصيته الى الأسلام ليكون واحدا من أصحاب النبى. 

وبداءت ملحمة بدر الكبرى التى أعز الله فيها جنده وهزم المشركين شر هزيمة وانزل ملائكته. 
وعصفت الهزيمة بقلوب قريش وجلس عمير بن وهب الذى ترك ولده اسيرا فى أيدى المسلمين، حزينا على إبنه وعلى تلك الهزيمة. 

أخذ عمير سلاحه ثم وضع عليه سم ثم شد الرحال على المدينة المنورة فإذا بعمر بن الخطاب فى نفر مع المسلمين يتحدثون عن ما حدث فى بدر اذا بعمير واقفا على باب المسجد وقال المسلمين: هذا الكلب عدو الله عمير بن  وهب والله ما جاء الا لشر. 

وبعد مناقشات مع المسلمين دخل الى النبى صلى الله عليه وسلم وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:(أرسله يا عمر، ادن يا عمير) فدنا عمير ثم قال (انعموا صباحا) فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (قد اكرمنا الله بتحيه خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة) وقال الرسول وما جاء بك يا عمير قال(جئت لهذا الأسير الذى فى أيديكم فأحسنوا فيه). 

فقال الرسول:(بل قعدت مع صفوان فى الحجر، فذكرتما أصحاب القليب من  قريش، ثم قلت لولا على وعيال عندى لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك، على ان تقتلنى له، والله حائل بينى وبينك وبين ذلك) فقال عمير:(اشهد انك رسول الله،  فقد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تاتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحى، وهذا امر لم يحضره الا انا وصفوان فوالله انى لا اعلم ما أتاك به الا الله، فالحمد لله الذي هدانى الاسلام، وساقنى هذا المساق، ثم شهد الشهادة الحق فقال رسول الله (فقهوا اخاكم فى دينه، واقرئوه القرآن، واطلقوت له اسيره).  

فلما قدم عمير من مكه أقام بها يدعو الى الاسلام،  ويؤذى من خالفه اذى شديدا، فاسلم على يديه ناس كتير. 

وذهب عمير الى صفوان ففر صفوان الى البحر عامدا،  وقال عمير هذا للرسول صلى الله عليه وسلم  فارسل اليه الرسول صلى الله عليه وسلم ابن عمه بردائه امانا لصفوان،  ودعاه الى الاسلام وان تقدم،  فإن رضى امرا، والا سيره شهرين. 
فلما قدم على النبى صلى الله عليه وسلم ناداه على رؤوس الناس: قال: يا محمد، هذا جاءنى بردائك ودعوتنى الى القدوم عليك، فان رضيت،  والا سيرتنى شهرين فقال:( انزل ابا وهب) فقال (لا والله حتى تبين لى)، قال ( لك تسييرا اربعه اشهر). 
فخرج النبى قبل هوازن بحنين،  فارسل الى صفوان يستعيره اداة او سلاحا كان لديه فقال (طوعا او كرها) فقال(لا، بل طوعا). 
ثم خرج معه كافرا، فشهد حنين والطائف كافرا،  وامرأته مسلمة، فلم يفرق بينهما حتى أسلم، واستقرت عنده بذلك النكاح. 
وبعد حياة طويلة مليئة بالبذل والعطاء والتضحية فى سبيل الله والدعوة الى الله، نام عمير على فراش الموت وفاضت روحه الى بارئها-جلا وعلا-ليلحق بالحبيب صلى الله عليه وسلم فى جنات النعيم.