طبيعة الإنسان في حد ذاتها مُتغيرة؛ فـالإنسان من المفترض أن يُغير نفسهُ، و يَقودها لِما هو خيرٌ لهُ، يتعلم من أخطاءه، تُقويه، يتفادي الوقوع فيها مرة أخري فيما بعد ، يتعلم من المواقف التي تحدث لهُ، يفهم الحياة ولو قليلًا ، يُدرك أبعاد العديد من الزوايا الهامة في هذه الحياة الدنيا، يَكبُر عقلهُ وينّمى رُشدهُ، و يكون إنسان أكثر عقلانية و أكثر فَهَم رغم عُمرهُ الذي لم يتجاوز الثلاثة عقود..
======
اقرأ أيضًا: لم المتواضع مستغل
======
لكن ما يحدث الآن لا يمتد لما أقولهُ بصلة ، أغرب ما نرى هذهِ الأيام أن كل من يُريد أن يتغير ، يتغير للأسوأ ، لشيءٍ غير الذي كانَ ، فلا بات علي ما هو عليهِ ولا صار أحسن من ذي قبل ، لا أدري هل هذا نوع من أنواع العقاب و جلد الذات والندم أم أنه عناد مع الناس ومع ذاته قبلهم ! هو الذي كان لا يُفكر إلا فيهم لا يهتم إلا لحالهم يجلس يُفكر مِرارًا و تِكرارًا في الكلمة قبل أن ينطق بها وما وقعها علي من أمامهُ خيفة منهُ أن يُصيب أحد بكلمة سهوًا ف تؤلم المستمع له مرة وتؤلمهُ هو مئة مرة ! كان إنسان سوي نفسيًا يفعل ما يؤمر هين الطباع سلس المشاعر ،يُعامل الناس بقلبهِ وأخطأ خطأ كبير؛ عندما ظن أنه عندما يُحسن كل هذا الإحسان سوف يلقى إحسانًا مِثلهُ أو أقل منهُ ! صُدم بأنهُ لم يجد إلا القسوة من البشر ومن كل من هم حولهُ، أثرت عليهِ هذهِ الصدمة وقرر أن يعامل كما يُعامل !
======
اقرأ أيضًا: قبول الذات
======
كاد أن يُصبح منهم كاد ينطفئ نُورهُ وتُمحي هاويته، لم يبقى شيء منهُ غير ملامحهُ الثابتة أما كل ماهو جميل كان علي وشك أن يُزال و يختفي نتيجة لهذا القرار الخاطيء، لا شيء في الدنيا يستدعي أن تفعل بنفسك مثل هذه الفعلة التي لا تُغتفر! تريد أن تغير نفسك غيرها للأحسن إن لم تغيرها للأحسن ف أتركها علي حالها ولا تجعلها أكثر سوءًا، الناس هم الناس لا يتغيرون هذهِ أفعالهم، وهذهِ طِباعهم، هذا هو حالهم، ف لا تقل لي أُريد أن أُصبح مثلهم لكي أُجيد التعامل معاهم، تعامل معهم علي حالك هذا ، فقط كف عن توقع اي شيء منهم، و كف عن التوقعات الغير مجدية، عش لنفسك أولًا ومن ثم لهم ثانيًا وليس العكس، لا تجعلهم يؤثروا فيك وتُصبح مثلهم، صدقني سوف تندم فيما بعد و ندمك هذا لن يُغير شيء ستحاول أن تعود كما كنت لن تعرف، ف كن أنتَ ولا أحد سِواكَ من الآن ودائمًا وأبدًا.
======
اقرأ أيضًا: الثقة بالنفس
======
