تتميز مرحلة البناء النفسي عند الأطفال بأن لها جوانب عديدة، فمن المعروف علميًا أن الحياة النفسية للإنسان ليست مستقلة، ولكن هناك علاقة تأثر وتأثير بينها وبين الحياة البيولوجية، والحياة التربوية والتعليمية والمجتمع.
------------
اقرأ أيضًا/ |شمس مصر|.. أهم النصائح للحفاظ على كرامة المرأة
--------------
وتبدأ مرحلة البناء النفسي منذ مرحلة ما قبل ولادة الطفل؛ إذ يوحى علماء النفس بضرورة التأكد من خلو الزوجين من الأمراض الوراثية؛ حتى لا تنتقل هذه الأمراض بدورها إلى الطفل، مما قد يسبب له عقدًا نفسية تجعله لا يتمتع بشخصية سوية، ويصبح غير قادرًا على القيام بدوره الطبيعي في المستقبل.
وإذا عرفنا أن نمو الطفل يعتمد في المقام الرئيسي على ما يملكه من استعدادات وراثية وإمكانيات خاصة من ناحية، وعلى المجتمع ووسائل الإعلام والتعليم من ناحية أخرى، اتضحت الأهمية البالغة في هذه النواحي في نمو الطفل نموًا سليم.
اقرأ أيضًا/ |شمس مصر|.. التدخين وأثره على الحامل والأطفال
فمن الناحية الاجتماعية تبين أن الأطفال المنتمين إلى بيئات غنية سريعو النمو الجسمي والعقلي، في حين يعاني أطفال البيئات الفقيرة اجتماعيًا واقتصاديًا من السمات الشخصية التي تعبر عن الضعف والإستكانة والإنطواء وإعاقة النمو.
وإذا انتقلنا إلى دور وسائل الإعلام في البناء النفسي تجدر الإشارة إلى نظرة خاطئة يتبناها البعض، هدفها جعل التلفزيون وسيلة أساسية للتعليم، ووراء هذه النظرة الجهل بطبيعة التليفزيون على أحداث التأثير، ولا بد من إعادة النظر في برامج التليفزيون، وتقديم برامج للأطفال تخضع للعناية الشديدة، وتحديد نوعية الأطفال الذين يجب أن نتوجه إليهم هل هو طفل المدينة أم طفل الريف، وهذا باعتبار أن التليفزيون يعتبر أبًا ثالثًا ووسيلة تعليمية مهمة للأطفال في وقتنا الحالي.
---------------
اقرأ أيضًا/ |شمس مصر|.. التضحيات التي تقدمها المرأة لغيرها
----------------
أما عن دور عملية التنشئة والتربية في البناء النفسي، فتكفي الإشارة إلى التنشئة الأسرية أو مرحلة ما قبل المدرسة، والتي تكون الأسرة فيها هي المسئول الوحيد عن الطفل، حيث أنها مسئولة عن تعميق مبدأ الرقابة الذاتية لدى الأطفال منذ الصغر، أي قدرة الطفل على وضع الحدود المناسبة لسلوكه إزاء الآخرين والمجتمع.
والواقع أن نجاح وسائل التربية والتعليم في المراحل التربوية اللاحقة يتوقف على دور الأسرة في وضع الأساس التربوي السليم للجيل الجديد.
هذه بعض الأسس النفسية التي يجب أن نضعها في الاعتبار ونحن نخطط لبناء جيل السلام.