12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

إسرائيل و إيران والوضع السياسي  

2022/09/30 07:16 PM | المشاهدات: 344


إسرائيل و إيران والوضع السياسي  
رنين محمد محمود

التصريحات التى يطلقها المسئولون الإسرائيليون تجاه المفاوضات الجارية بين إيران من جانب والدول الخمس الكبري فى مجلس الأمن بالإضافة إلي ألمانيا من جانب آخر، تعبر عن حالة من الإحباط، سواء من احتمال الإعلان عن التوصل لاتفاق، أو احتمال مضاد بالإعلان عن فشل المفاوضات.

 

مصدر الإحباط يبدو منطقياً، فإسرائيل تدرك استحالة تعديل الاتفاق الذى انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 بحيث يشتمل علي قبول إيران بوقف أنشطة التخصيب فى منشآتها النووية، والامتناع عن تطوير الصواريخ القادرة علي حمل رؤوس نووية. إذ أن الدول الست التي تفاوض إيران تستهدف فقط إحياء الاتفاق القديم، وتشديد إجراءات التفتيش الدولي علي المفاعلات الإيرانية للتأكد من وفاءها بالالتزامات المنصوص عليها في هذا الاتفاق، وبالتالي فإن إطار التفاوض لا يخدم التطلعات الإسرائيلية المشار إليها آنفاً، بل إن هذا الإطار نفسه يمكن أن يحول اتجاه الجهود الدولية من الضغط علي إيران إلي الضغط علي إسرائيل لمنعها من مواصلة سعيها المنفرد لمنع إيران من الوصول للعتبة النووية.

 

علي الجانب الآخر، فإن تسليم الدول الست بفشل الاتفاق (بافتراض حدوث ذلك) يمكن أن يؤدى إلي نفس النتيجة؛ حيث إن إسرائيل علي قناعة بأن الدول الكبري التي تفاوض إيران لا تتبني موقفاً موحداً أو خطة بديلة للتعامل مع احتمال فشل المفاوضات، وبالتالي ففي حالة الفشل، سيقع عبء مواجهة خطر استمرار إيران في البحث عن البديل النووي علي إسرائيل وحدها، فى وقت تجمع آراء خبراءها الأمنيين والعسكريين علي عدم قدرة بلادهم علي مواجهة هذا الخطر بمفردها. 

 

حل هذا المأزق بالنسبة لإسرائيل يتلخص فى تبنى استراتيجية ثلاثية الأبعاد :البعد الأول، يتمثل فى محاولة تقسيم الدول الست التى تفاوض إيران إلى ثلاث كتل، تمثل الولايات المتحدة الكتلة الأولى والأهم منها، فيما تشغل فرنسا وبريطانيا وألمانيا الكتلة الثانية، والصين وروسيا الكتلة الثالثة. فيما يتعلق بالولايات المتحدة، تسعي إسرائيل إلي تأجيل البحث فى الكيفية التي ستتعامل بها حيال الموضوع النووي إلى نهاية هذا العام علي أقل تقدير، إذ تراهن علي إمكانية تعديل الموقف الأمريكي بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وهو ما عبر عنه مسئول إسرائيلي (رفضت صحيفة جيروزاليم بوست الصادرة فى 13سبتمبر الجارى ذكر اسمه) بقوله: «إن إسرائيل لا تعتقد أن إيران والقوي العالمية ستعود إلي اتفاقهما النووي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي في نوفمبر القادم». وتأمل إسرائيل أن تتغير الأوزان النسبية للحزبين الكبيرين داخل الكونجرس بعد هذه الانتخابات، بحيث يمكن لأنصارها هناك التأثير علي قرارات البيت الأبيض لصالحها، والامتناع عن تمرير أى اتفاق مع إيران لا يحقق تلك المصالح. 

 

أقرأ ايضاً |شمس مصر|.. أصبحت لا أهواكِ

 

أقرأ ايضاً هل سمعت عن أم ترتر