12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. اعف عمن ظلمك

2022/05/18 09:43 PM | المشاهدات: 970


|شمس مصر|..  اعف عمن ظلمك
آمال عطيه

 

العفو خلق من الأخلاق الكريمة التي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم، فهو شعار الصالحين الأتقياء لأن التنازل عن الحق نوع إيثار للآجل على العاجل.

فالعفو عن الآخرين ليس بالأمر الهين، حيث أنه يكون في ثقل على النفس أن تترك حقها وتعفو عمن ظلمها وهذا لا يتم إلا بمصارعة حب الإنتصار والانتقام للنفس، ولا يكون ذلك إلا للأقوياء الذين استعصوا على حظوظ النفس ورغباتها.

 

معنى العفو: هو التجاوز عن الذنب أو الخطأ، وترك العقاب عليه.

 

وقد أشار القرآن الكريم إلى العفو في أكثر من موضع منها:

قال تعالى: 

 {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التغابن: 14].

 

ويقول سبحانه وتعالى: {فَمَن عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى:40]، {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22].

اقرأ أيضاً|شمس مصر|.. فضل ليلة النصف من شعبان

العفو أمر نبوي، فعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله ‐صلى الله عليه وسلم‐ قال: (تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب) أي تجاوزوا عنها ولا ترفعوها إلي.

وعن عقبة بن عامر قال لقيت رسول الله ‐صلى الله عليه وسلم‐ فقال لي: ( يا عقبة بن عامر، صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك).

اقرأ أيضاً|شمس مصر|.. كيفية الاستعداد لشهر رمضان

وقد أخبر النبي ‐صلى الله عليه وسلم‐ أن الله تعالى عفو كريم، يحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض، ويتجاوز بعضهم عن بعض، قالت عائشة ‐رضي الله عنها‐ يا نبي الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول، قال: ( تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).

 

العفو خلق من أخلاق الأنبياء والمرسلين، فالأنبياء عليهم السلام لقوا من أقوامهم ما لاقوه من سوء المعاملة، أو التحريض عليهم، بل وصل الأمر إلى التعدي عليهم وضربهم، ومع هذا لم ينتقموا لأنفسهم ، بل صبروا على الأذى الذي تعرضوا له في سبيل نشر دعوتهم، وقابلوا إساءات أقوامهم بالصبر والشفقة عليهم ودعاء الله تعالى لهم.

 

للعفو فوائد عظيمة ونتائج جليلة منها:

 

‐بالعفو ينال العبد المسلم العزة والشرف، عن أبي هريرة ‐رضي الله عنه‐ عن رسول الله ‐صلى الله عليه وسلم‐ قال: (ما نقص مال من صدقة ، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه).

 

‐ومن فوائد العفو أيضًا، أن تنقلب العداوة إلى صداقة، قال تعالى: 

{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }   [فصلت 34 - 35]

‐بالعفو ينال العبد المسلم الأجر والثواب، قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ *} [الشورى 40].

|شمس مصر|.. أثر الكلمه الطيبة

كان الحسن البصري يدعو ذات ليلة، اللهم اعف عن من ظلمني، فأكثر من ذلك، فقال له رجل: يا أبا سعيد لقد سمعتك الليلة تدعو لمن ظلمك، حتى تمنيت أن أكون ممن ظلمك، فما دعاك إلى ذلك؟ فرد عليه بقول الله تعالى: {فَمَن عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى:40].

 

فعلى العبد المسلم أن يعفو ويصفح عمن ظلمه كل ليلة لعل الله أن يعفو عنه في الآخرة.

يقول الإمام ابن القيم ‐رحمه الله‐: "يا ابن آدم إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها إلا هو، وإنك تحب أن يغفرها لك الله، فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده، وإن أحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده، فإنما الجزاء من جنس العمل، تعفو هنا يعفو هناك، تنتقم هنا ينتقم هناك، تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك".

 

عن أبي هريرة ‐رضي الله عنه‐ عن النبي-صلى الله عليه وسلم‐ قال: (كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه).