صلة الرحم من الأمور التي تجاهلها الكثير والكثير في مجتمعنا هذا وأصبح لا يعرفها كبير ولا صغير
صلة الرحم من الأمور ذات الأهمية القصوى في حياتنا فقد أوصى بها الله تعالى في كتابه العزيز وأوصى بها نبينا صلي الله عليه وسلم وليس الاسلام فقط بل وأوصت بها الأديان السماوية ودعا اليها العصور القديمة من شدة أهميتها
فما هي صلة الرحم؟؟؟؟؛
صلة الرحم : من جهة الدين فيُقصد بها مَن كان على الإسلام والإيمان
والمعنى أن كل المسلمين والمؤمنين أرحام لبعضهم وان لم يكن بينهم قرابة
ورحم القرابة يقصد به جميع الأقارب من جهة الأب والأم
وصلة الرحم هي أن تَبر قرابتك من جهة أبيك وأُمك وتحسن اليهم ولا تهجرهم ولا تتصارم معهم
اقرأ أيضاً/ إزاي تحقق حلمك.
وفي دُرر الحكام: هي معاونة الأقارب والإحسان اليهم والمكالمة معهم
ولقد وصت الأديان السماوية على صلة الرحم والمتبقي من النصوص اليهوديّة والمسيحية انها إجمالاً تتفق مع ما جاء في نصوص الشريعة الغراء من مسائل الإحسان إلى القرابة ووجوب النفقة بينهم
ومن ذلك ما جاء في رسالة بولس الرسول إلى أهل ثيموتاس إشارة إلى الرحم
« إن كان لمؤمن او مؤمنة أرامل فليساعدهن» إصحاح: 5 عدد: ١٦
وفي إنجيل متي اوصى أحد الفريسيين جاء إلية ليجربه قائلاً
« يا معلم أية وصية هي العظمى في الناموس فقال له يسوع: تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك هذه الوصية الأولى
والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك»
إصحاح: 22 عدد : 36- 39
أقرأ ايضاً/ جبر الخواطر
ومن النصوص التي توصي على صلة الرحم ما يأتي:
"وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ"
وعن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرَّحمُ معلَّقةٌ بالعرش تقولُ: مَن وصلني وصله اللهُ، ومَن قطعني قطعه اللهُ)؛ (رواه مُسلم)
وعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله: أنا الرَّحمٰن وهي الرَّحِم شققتُ لها اسمًا من اسمي مَن وصلها وصلتُه ومن قطعها بتتُّه)؛ (أبو داود وصحَّحه الألباني)
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله خلَق الخلْقَ حتى إذا فرغ من خلقِه قالتِ الرَّحِمُ: هذا مقامُ العائذ بك من القطيعة قال: نعَم أمَا تَرضَيْنَ أن أصِل مَن وصلَكِ، وأقطعَ مَن قطعَكِ قالت: بلى يا ربِّ قال: فهو لكِ
أقرأ ايضاً سراب سيدمر الأعماق
ولكن ما الذي نراه اليوم من تقطيع لصلة الارحام والنفور من القرابة وفلان يري فلان قريبة ويتنكر منه وليس هذا فقط بل واصبح هذا شيئاً متوارثاً بين الأجيال عندما يشاهد الابن الصغير أباه يتنكر من فلان قريبة فيشب الابن على كره صلة الرحم والقرابة
نرى في الشوارع الكثير من الأمثلة الحية على قطع صلة الارحام
والكثير من الناس لا يلتقون ببعضهم إلا بالمناسبات والعزاء
ونرى فلان عندما يكون في مناسبة ويري ابن أخية الذي لم يراه منذ سنوات عديدة
وقد رآه في هذه المناسبة فيسأل من هذا فيقال له ابن أخيكَ فلان فيرد علية قائلاً: ما شاء الله كبرت يا حبيبي
عبارة تدل على قطع صلة الرحم فهؤلاء لو كان بينهم صلة الرحم وداوموا على وصلها ويعرفون أخبار بعضهم ما كان حدث مثل هذه المواقف المنتشرة بين الناس عامة
فالإسلام حث على تأصيل العلاقة بين الارحام وضبطها ومنع من إفسادها وقطعها
فصلة الرحم علامة على الإيمان بالله واليوم الآخر
ويجب علينا جميعاً أن نصل أرحامنا وأن نعرف أقاربنا لنكون عصبة جميعاً ولا يفرقنا شيء
وأن نكون جميعاً يد واحده لا تهزمنا شدائد ولا تُعيقنا صعوبات