لمن لا يعرف (الكاحول) هى كلمة ابتدعها الإسكندرانية، تشير إلى الشخص الذى يُنسب إليه كذبا ملكية الأبراج السكنية المخالفة، هو إنسان بسيط مجهول الهوية غالبا غير معروف فى محيطه، فقير لا يملك شيئا، ويستعين به أو بالأحرى باسمه مقاول بناء ليختفى وراءه طيلة بناء البرج السكنى المخالف متعدد الطوابق، ثم يستخدم اسمه أيضا فى بيع شقق البرج السكنية للعشرات من المشترين، ثم ينصرف تاركا ملاك الشقق الجديدة فى مهب الريح مع عقود مزورة ممهورة بتوقيع يحمل اسم هذا الشخص البسيط الذى لن يستدل عليه أحد، والذى- إذا ما تم ضبطه- وهذا لا يحدث عادة، سيسره غالبا دخول السجن فى حالة اتهامه بالبناء على أرض ليست ملكه أو اتهامه بمخالفة شروط البناء وارتفاعاته، لأنه سيكون ممنوناً بمبلغ لم يحلم به حصل عليه من اللص الأصلى، بانى البرج السكنى المخالف، الذى ينجح دائما فى الاختفاء وفى القفز من برج إلى آخر.
اقرا ايضا يوسف الشريف مطلوب عبر تويتر
كلمة (الكاحول) ابتدعها الإسكندرانية لتشير إلى هذا الشخص الخطأ الذى يختفى وراءه اللص الحقيقى
اقرا ايضاتمثال الزعيم
والذى فى وجوده الوهمى تتكاثر الأبراج السكنية القبيحة والمشوهة طرازاً ولوناً، والتى يتم بناؤها فى ظل فساد وتستر وتربح فى الأحياء، وإلا فما معنى ارتفاع تلك الأبراج بكل مدن الجمهورية كل يوم وكل شهر وبيعها وإقامة سكانها الجدد بها، وتلك مراحل تستلزم لإنجازها شهوراً تحت سمع وبصر المسؤولين بالحى دون أن يتصدى لها من البداية أحد، تكتمل الجريمة فى وضح النهار ويصبح هدم المبنى المخالف مستحيلاً ويصبح تقنين وضعه الشاذ هو المتاح، يفلت اللصوص والمخربون من العقاب ويبقى الأمر أو البرج المخالف على ما هو عليه ولا يتم الاستدلال على هذا (الكاحول) الغامض.
اقرا ايضاكرونا مجرد خدعة
عن هذا (الكاحول) خصصت قناة «بى. بى. سى» الإنجليزية الناطقة باللغة العربية تقريراً مصوراً مفصلاً عنه من الإسكندرية مع شهادات من أهلها المتضررين من انهيار طابع مدينتهم من جراء زحف هذه الأبراج المشوهة، ولم يَفت القناة أن تبث صوراً قديمة للإسكندرية الجميلة (أيام زمان) مشيرة إلى نظافتها وروعة وأناقة مبانيها القديمة ذات الطابع المميز، والتى تُهدم وتُزال ليحل محلها القبح، تقرير يوجع القلب على الفخامة والأناقة والنظافة التى كانت والتى يلتهمها الفساد والتسيب وعدم المحاسبة والاعتداء على سلطة الدولة. وهذا التعبير الأخير هو لمحافظ المنيا الحالى اللواء عصام البديوى الذى صرح تعليقا على ظاهرة الأبراج المخالفة فى المنيا بأنها مشكلة تعكس (الاعتداء على سلطة الدولة بشكل كامل) وهو تعبير صحيح وخطير ودال.
ما يحدث بالمنيا والإسكندرية موجود بالقاهرة العاصمة وفى باقى المحافظات بلا استثناء، أبراج سكنية مشوهة ترتفع كل يوم بل كل ساعة، والخطأ الأكبر أن المسؤولين يعلنون دائما عن مواجهتها بعد اكتمالها مع أن العقل والمنطق والضمير يقول إنه يجب الإمساك باللص متلبساً بالسرقة وقبل حصوله على الغنيمة، وباللص الحقيقى وليس بـالكاحول