متى تبدأ ليلة النصف من شعبان؟
ليلة النصف من شعبان هي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان، تبدأ من مغرب يوم الرابع عشر حتى فجر يوم الخامس عشر.
فضل ليلة النصف من شعبان:
ليلة النصف من شعبان لها مكانة عظيمة، حيث أن الله ‐سبحانه و تعالى‐ يطلع على عباده فيغفر لهم إلا لمشرك أو مشاحن، ودل على ذلك، ما روي عن معاذ بن جبل‐رضي الله عنه‐ عن النبي‐صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله ليطلع إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن).
إقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. فتح مكة المكرمة
حكم الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان:
ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث عديدة، منها ما هو صحيح، ومنها ما هو ضعيف.
ومن الروايات التي صححها علماء الحديث الأقدمون والمعاصرون هي رواية معاذ بن جبل السابق ذكرها.
أما ما عدا ذلك من الأحاديث الواردة فهو ضعيف ومكذوب ولا يصح العمل به.
ومن هذه الأحاديث ما ورد من تخصيص هذه الليلة بصيام، ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إذا كان ليلة نصف من شعبان، فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفر لي فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا؟ ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر.".
ومن الروايات الضعيفة أيضا: ما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله من الذنوب أكثر من عدد شعر غنم كلب".
إقرأ أيضًا: |شمس مصر|.. شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين
وروي أيضا: "من أحيا ليلتي العيد، وليلة النصف من شعبان، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".
وورد أيضا تخصيص هذه الليلة بالدعاء وأن الدعاء فيها لا يرد، ومن ذلك ما روي عن أبي أمامة الباهلي، قال: " خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة، أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر".
فكل هذه الأحاديث ضعيفة ولم تثبت عن النبي ‐صلى الله عليه وسلم‐ ولا أحد من الصحابة ‐رضوان الله عليهم‐ أنه فعل ذلك.
فلذلك لا يجب تخصيص هذه الليلة بصيام أو قيام أو ذكر إلى غير ذلك من العبادات، إلا إذا كانت أحد الأيام البيض، أو صادف صيامها يوم الإثنين أو الخميس.
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين ‐رحمه الله‐: " أن ليلة النصف من شعبان كغيرها من الليالي، لا تخص بقيام، ولا يوم النصف بصيام، ولكن من كان يقوم كل ليلة، فلا نقول: لا تقم ليلة النصف، ومن كان يصوم أيام البيض لا نقول: لا تصم أيام النصف، إنما نقول: لا تخص ليلها بقيام ولا نهارها بصيام".
ومما حكم على هذه الروايات بعدم الصحة الإمام الجوزي في كتابه الموضوعات.
وكذلك قال الإمام ابن باز ‐رحمه الله‐: " كل ما ورد في فضل هذه الليلة من الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة لا أصل لها".
إقرأ أيضًا:|شمس مصر|.. شهر رمضان المبارك
حكم الإحتفال بليلة النصف من شعبان:
لا يجوز الإحتفال بليلة النصف من شعبان، فلم يرد عن النبي ‐صلى الله عليه وسلم‐ ولا عن الصحابة ‐رضوان الله عليهم‐ أنهم احتفلوا بهذه الليلة، وما يفعله البعض هذه الأيام فهو من البدع.
