الكثير من الناس لا يعرفون معنى الابتلاء ولا يدركون شيئاً عنه سوى أنّ الشخص المبتلى هذا قد فعل شيئاً سيئاً في حياته ولهذا السبب هو مبتلى
ولكن الأدهى من عدم فهمهم الصحيح للابتلاء هو أنهم لا يسمونه ابتلاء بل يطلقون عليه عقوبة وعندما يرون شخصاً مبتلى ولا يألفونه ويكون مصاب بشيء ما يقول أحدهم انظر ماذا فعل الله به
، أو انظروا ماذا حل به وبلهجة شماتة والبعض الآخر يقولون أن ما هو فيه بسبب عمله فالجزاء من جنس العمل
وكأنه عدواً لدود وليس بمؤمناً والمؤمن مبتلى
وفي هذه الحالة كيف نفسر هذه العبارات الشائعة على ألسنة الكثير
وبما نفسر أيضًا مفهومهم عن الابتلاء!!! وما الذي يعرفونه عن الابتلاء؟؟؟! وما هو الابتلاء من وجهة نظرهم؟؟!
اقرأ أيضًا --------- تطيب الحياة بك
------------------
فليس أي شخص نراه يعاني من أي نوع من أنواع الآلام نقول أنه قد أذنب أو أنه قد فعل شيء لا يغفر ولهذا هو في هذه المكانة الآن
مفهوم بعض الناس عن الابتلاء
الكثير من الناس لا يعرفون عن الابتلاء سوى أنه مصيبة تحل بشخص ما أو ألم يصيبه أو أي شيء سيء يحدث للشخص والسبب وراء هذا هو فعل الشخص المبتلى ذنباً ولهذا يعاقبه الله
ولكن الابتلاء أنواع وهو ابتلاء الخير وابتلاء الشر ولكن بعض الناس يظنون أن الابتلاء يكون شراً فقط ويظنون أن الشخص الذي لديه من الخير الكثير أنه هكذا مفضل عند الله ولهذا أعطاه الله الكثير وابتلى غيره ولكن لا يعرفون أن الخير في حد ذاته ابتلاء والدليل على هذا قول الله تعالى( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )
نعم فإن الخير أيضًا ابتلاء فالله تعالى يبتلينا بالشر ليختبر مدى صبرنا ويبتلينا بالخير ليختبر مدى شكرنا وحمدنا له
اقرأ أيضًا --------- ليت الايام تعود ويبقي اللقاء للابد
-------------------
فقد جعل الله الابتلاء ليقربنا منه وليس ليبعدنا عنه فالدنيا دار اختبار لكل إنسان لطاعة أوامر الله والعمل على كسب رضاه والتحلي بالصبر والأخلاق الحميدة
فقد خلقنا الله نحن وجميع المخلوقات الأخرى لغرض وهو العبادة قال الله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
فالحكمة من الابتلاء هي الامتحان فالابتلاء في الحقيقة يكون لعدة أمور ومنها
تكفير الذنوب ومحو السيئات، فعندما يبتلى المؤمن ويصبر ويحمد الله تعالى ويشكره فهذا خيراً له فهذا الابتلاء والصبر عليه يكون سبباً في تكفير ذنوبه ومحو سيئاته وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من هم، ولا حزن، ولا وصب، ولا نصب، ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه مسلم.
اقرأ أيضًا ---------------- سارق القلوب
------------------------
وأيضًا من فوائد الابتلاء هو رفع درجات المؤمن في الآخرة وزيادة له في حسناته فعندما يصبر المؤمن على الابتلاء فهذا الأمر يرفع من درجاته ويزيد من حسناته كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. رواه البخاري.
وأحياناً يكون الابتلاء اختباراً يعرف به الصابرون ويتميزون عن غيرهم.
وهذه بعض الآيات التي ذكرت في الابتلاء فلنتدبرها جيداً
1، (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ)
2،(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ)
٣(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ
عملا)
4،(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)
5،(إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِين)
6،(قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُونِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُر)
7،(وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا)
8،(وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
9،(وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ)
١٠،(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ)
١١،(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
