"الدرس الثاني"
تعريف علم العقيدة:
- العقيدة في اللغة كلمة مأخوذة من "العقد" وتعني ما يعقد عليه القلب من أفكار ومعتقدات.
وفي اصطلاح استخدامنا: الإيمان باللّٰه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وكل ما يتعلق بذلك.
ومن هنا تظهر أهمية هذا العلم؛ لأنه علم يتعلق باللّٰه وأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وملائكته، ورسله وكتبه ويوم القيامة وأحوال الناس فيه، والقدر، وآثار ذلك الصالحة على العبد في الدنيا والآخرة...
إقرأ أيضًا:سلسلة عقيدتي الدرس الأول
تاريخ علم العقيدة:
قد مضى الصحابة على أخذ دين ﷲ عن رسوله ﷺَ بالفطرة السليمة، واللغة العربية السليمة التي كان عليها العرب وكانوا آنذاك أقوياء في استخدامها ومعرفة دلالاتها...
ثم إن فتنا دارت في أواخر عهد الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- نتج عنها أقوال غريبة لبعض الفرق، مثل:
١- الخوارج: قالوا بتكفير صاحب الذنب، والخروج على حكام الزمان.
٢-القدرية: تحدثوا في القدر.
٣-الشيعة: وهم الذين غالوا في آل البيت -عليهم السلام-
...وغيرها من مشاكل الأمور.
فاضطر الصحابة الذين عاصروا هذا إلى الرد على هذه الفرق في تلك المسائل، فرد عدد كبير من الصحابة على من ابتدع تلك المسائل أمثال: عبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عباس، وأبو هريرة، وأنس بن مالك وجابر بن عبداللّٰه، وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري ... وغيرهم -رضي الله عنهم أجمعين-
ثم ابتدأ عصر التابعين بمن قنن ومنهج هذه الأقوال المبتدعة بل وزادوا عليها، كالجهم بن صفوان والجهمية، وواصل بن عطاء والمعتزلة...وغيرهما مما جر الكلام في صفات اللّٰه وكيفيتها... فاضطر العلماء من التابعين أن يردوا على كل هذا...
إقرأ أيضًا: طاعة الزوج
ثم ظهرت عدة مسائل منها:-
١- مسألة خلق القرآن فقد ظهرت ظهورا قويا، وهي فرع عن الكلام في صفات اللّٰه؛ فرد عليها الأئمة الأربعة وأبرزهم كان الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- ثم الإمام البخاري ومسلم وغيرهم...
٢-ابتلينا بمسائل الصوفية والقبور والموالد ...إلخ فاضطر علماؤنا للرد على أهل البدع في كل هذا مما أنتج لنا علم العقيدة ومسائله حتى خرج لنا بهذه القيمة التي نراها.
فلولا أن الله منّ على الصحابة ومن بعدهم بالتصدي لتلك الأفكار المنحرفة ما وصلتنا الأفكار الصحيحة، ولكانت شريعتنا اليوم أشبه بشرائع اليهود والنصارى والشيعة ...
فالحمدللّٰه الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله...
إقرأ أيضًا/آية الكرسي
