12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

|شمس مصر|.. عقوق الطفل للوالدين

2021/11/10 05:13 PM | المشاهدات: 934


|شمس مصر|.. عقوق الطفل للوالدين
فرحه أيمن

ما هو العقوق:_

العقوق هو القطع وهو ما يتأذى به شخص من شخص آخر والمتعارف عليه عقوق الأبناء الآباء ولكن ما لا يُعترف به هو العكس وهو ما يشيع بكثرة في مجتمعنا الآن؛ أي عقوق الآباء للأبناء، نعم فما قرأتموه صحيح، هناك آباء يؤذون أبنائهم وهناك أنواع عدة لعقوق الأبناء أذكرها لكم الآن.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الرضا صفة حميدة

 

أوجه العقوق من الآباء للأبناء:_

١_اختيار اسم غير مناسب: فمن الآباء من يفضل تسمية أبنائه على أسماء أبويه أو يقوم بتسميتهم أسماءً محرمة لمجرد شيوعها مثل : عبد الرسول، عبد النبي.... وغيرها.

وفي هذه الأسماء حرمة لأن المعبود هو الله_ عز وجل_ لا أحدًا سواه.

٢_عدم العدل بين الأبناء: فمن الآباء من يميز طفلًا عن أخيه في المعاملة فيؤدي ذلك إلى خلق البغضاء والمشاحنات بين الأبناء مما يؤثر على صحتهم النفسية وبناء شخصياتهم في المستقبل، ومنهم من يميز بين الذكور والإناث فيعامل الذكر على أنه أسمى منزلة من الفتاة لتكون الفتاة خادمة لأخيها لا أختًا له.

٣_عدم الإنفاق على الأبناء وتأمين احتياجاتهم الضرورية من طعام وشراب وملابس، وقبل كل ذلك تأمين احتياجاتهم النفسية؛ فالآباء ليسوا خزينة أموال بلا يجب على الأب أن يقترب من ابنه ويصاحبه ويجب على الأم أن تكون مأمن سر ابنتها ليكونا بذلك سندًا وزخرًا لهما ولتزيد ثقتهم بأنفسهم .

٤_الإهمال في التربية: فبعض الآباء يعتقدون أن التربية ليست مسؤولية مشتركة بل هي مسؤولية الأم فقط مما يسبب فجوة بين الآباء والأبناء فيصبح الأب أداة للتخويف فقط ومصدرًا للحصول على الأموال ثم يصبح الولد عاقًا لا يستمع لكلام والديه.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. آداب النوم على طهارة

 

٥_عدم مجالسة الآباء للأبناء: فتجد الأب والأم منغمسين في أعمالهم ولا أحد يهتم بالإستماع إلى الأطفال وتلبية احتياجاتهم النفسية كالحوار معهم وتعليمهم أمور حياتهم وفهم ما يحبون وتفهم رغباتهم ودعمها؛ فنجد بعض الآباء لا يجالسون أبناءهم سوى عند الطعام ويعتقدون أن احتياجاتهم الدنيوية من طعام وشراب وملابس تكفيهم وبهذا يكونون غير مقصرين وهذا ما يدمر العديد من الأطفال ويصيبهم بالأمراض النفسية كالاكتئاب والإنطوائية والوحدة.

٦_حرمان الأبناء من اللعب والترفيه: بعض الآباء يظنون أن التفوق الدراسي أهم شيء في الحياة فلا يحق للطفل أن يلعب أو يركض لأن دراسته أولى بوقته وهذا ليس صحيحاً فاللعب أولوية من أولويات الطفل يجب أن يشبعها وكان رسول الله -صلّ الله عليه وسلّم- يدخل على عائشة -رضي الله عنها- وهي تلهو بالعرائس، فيدعها تفعل ما تشاء؛ لِما في ذلك من تعليمها وتهيئتها للأمومة، كما أنّه لا يُخالف الشرع، ويتناسب مع فطرتها في عمرها عندئذٍ

٧_الدعاء على الأبناء: وقد نهى رسول الله -صلّ الله عليه وسلّم- الآباء عن الدعاء على أبنائهم، فقال: (لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ)

٨_سب الأبناء وشتمهم: فنرى بعض الآباء يسبون أبناءهم ويوجّهون إليهم الألفاظ السيّئة من الشَّتم والسبّ، ولا ينظرون إلى المكان الذي يقومون فيه بذلك، سواء كان في البيت أم خارجه، وسواء كان أمام الناس أم بدونهم، ومثل هذه التصرّفات مع الأطفال قد تعدِم شخصيّاتهم، فتجعلهم غير قادرين على التحدّث إلى من هو أكبر منهم ومواجهته، لأنهم فقدوا ثقتهم في أنفسهم، في حين أنّ جميع الأطفال في أعمارهم يكونون قادرين على المحادثة والنقاش بثقة.

٩_استخدام الضرب العنيف تجاه الأبناء: وذلك يؤدّي بالابن إلى أن يصبح حقوداً يعاند كل من أمامه، يمكن اعتبار الضرب وكأنّه وسيلةٌ يتّجه إليها الآباء من أجل تفريغ غضبهم وطاقتهم السلبيّة على أبنائهم، وكلّ من يقوم بضرب أبنائه وتعنيفهم فهو ظالمٌ مخالفٌ لأوامر الشريعة الإسلامية، وحينما يتعرّض الطّفل لهذه القسوة في التربية؛ من الضرب، والقهر، والغِلظة، وغياب الرحمة، وغيرها، فمن الطبيعي أن تظهر عليه علامات الانحراف، وانعدام التربية.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. الخوف من الله تعالى

 

١٠_استبداد الآباء في الرأي وإجبار أبنائهم على قراراتهم: ومن ذلك ظلم الأبناء في اتّخاذ القرارات المتعلّقة بهم، واتّخاذها بدلاً عنهم من قِبل آبائهم بطريقةٍ لا تصبّ في مصلحتهم، ومن أكبر ما يتمثّل به هذا الظلم؛ تزويج البنت بالإجبار دون أخذ الموافقة منها، ففي عهد رسول الله -صل الله عليه وسلم- جاءت إليه امرأةٌ تشكوه أنّ أباها يريد أن يزوّجها دون رضاها، فلم يقرّ رسول الله هذا الزواج، فلمّا رأت المرأة أنّ رسول الله أوقف الأمر على إرادتها ورضاها، قالت لرسول الله إنّها موافقة على هذا الزواج، وكانت غايتها تعليم النساء أنّ هذا الأمر لا يتمّ إلّا بموافقتهنّ، وهو حقٌّ من حقوقهم في الشريعة الإسلامية وفي هذا توجيهٌ للآباء بأهمية موافقة البنت في هذا الأمر ورضاها به، ولها الحقّ في رفض من لا تقبله، ولا يحقّ لأحدٍ أن يقوم بإجبارها على ذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية موافقة أبيها على ما توافق هي عليه؛ كونه المسؤول عنها ووليّ أمرها، ومن مظاهر عقوق الآباء بأبنائهم وخاصة البنات منهم؛ أن يجبرها الأب على التعلّم في مكانٍ لا تريده، أو العمل في مكانٍ لا ترغب به، وكل ذلك يدخل في دائرة التجبّر بالأولاد.

حقوق الأبناء في الإسلام تبدأ عناية الأبّ بأبنائه من اختياره لزوجته، فينبغي أن يختار الرجل الزوجة الصالحة التي تعينه على تربية أبنائه، إذ أن الدور والأثر الأكبر في العناية بالأبناء يرتكز على الأمّ، وفي ذلك قال أبو الأسود الدؤلي -رحمه الله- لأبنائه: "قد أحسنت إليكم صغاراً وكباراً، وقبل أن تولدوا"، فسأله أبنائه عن كيفية الإحسان إليهم قبل أن يولدوا، فأجابهم: "اخترت لكم من الأمهات من لا تُسبّون بها"، ومن حقوق الابن على الوالدين أن يتمّ اختيار الاسم المناسب له، لِما لذلك من أهميةٍ في حياته وعلاقته مع الآخرين، فإن كان الطفل متقبّلاً لاسمه؛ سينعكس ذلك على سهولة انخراطه وتكيّفه في المجتمع، وتقبّله لذاته، وثقته بنفسه، ومن حقوق الأبناء كذلك النفقة، وقال الله -تعالى-: (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ)، فإن أُجرة المرضعة أيضًا تدخل في نفقة الولد الواجبة على أبيه ولنا في رسول الله -صل الله عليه وسلم- قدوة، فقد كان يحرص على ملاطفة الأطفال وإدخال السرور على قلوبهم، وثبت ذلك عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وكانَ لي أخٌ يُقَالُ له أبو عُمَيْرٍ - قالَ: أحْسِبُهُ - فَطِيمًا، وكانَ إذَا جَاءَ قالَ: يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ)، والنَّغْر هو طائرٌ صغير، وجاء عن بريدة -رضي الله عنه- أنّه قال: (خطبَنا رسولُ اللَّهِ صلَّ اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فأقبلَ الحسنُ، والحسينُ رضيَ اللَّهُ عنْهما، عليْهما قَميصانِ أحمرانِ يعثُرانِ ويقومانِ، فنزلَ فأخذَهما، فصعِدَ بِهما المنبرَ، ثمَّ قالَ: صدقَ اللَّهُ: أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ، رأيتُ هذينِ فلم أصبِرْ، ثمَّ أخذَ في الخطبةِ)، وقد كان -عليه الصلاة والسلام- يحرص على احترامهم وإعطائهم حقوقهم منذ صغرهم، ولا يفرّق بين الكبير والصغير، وممّا يدلّ على ذلك ما رواه سهل بن سعد -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ أُتِيَ بشَرَابٍ، فَشَرِبَ منه وعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ وعَنْ يَسَارِهِ الأشْيَاخُ، فَقالَ لِلْغُلَامِ: أتَأْذَنُ لي أنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ؟ فَقالَ الغُلَامُ: لا واللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ، لا أُوثِرُ بنَصِيبِي مِنْكَ أحَدًا، قالَ: فَتَلَّهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ في يَدِهِ)، والمعنى أنّ نبيّ الله وضعه في يده.

وينبغي على الوالدين القيام بتغذية قلوب أبنائهم وأرواحهم بما ينفعهم من العلوم، وتثقيفهم بما يلزمهم من المعارف، ومن ذلك تعليمهم ما يلزمهم من أمور دينهم، كما يجب عليهم أن يعلّموهم الأخلاق الفاضلة، ويحذرّوهم من الأخلاق السيئة، ومن الحقوق الواجبة للأبناء على آبائهم معاملتهم بلطفٍ ولينٍ، والحرص على العدل بينهم، وإعطاء كلٌّ منهم بحسب حاجته، وتجنّب الاعتداء على أيٍّ منهم، وقد جاء الحثّ في القرآن الكريم على تربية الأبناء والحرص على هذه المسؤولية العظيمة، فقال الله -عزّ وجلّ-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا). تربية الآباء للأبناء يتحمّل الوالدين مسؤولية أبنائهم منذ الولادة، وتختلف هذه المسؤولية ما بين الأب والأم بحسب ما يحتاج إليه الولد، فترى الابن يحتاج إلى أمه أكثر من أبيه في فتراتٍ معيّنةٍ من حياته، وترى العكس في فتراتٍ أخرى، وإذا لم يقم الوالدين بواجبهما تجاه الأبناء؛ فإن ذلك سينعكس سلباً على الولد نفسه، وعلى والديه، وعلى المجتمع، فينحرف الابن، ويُقابل والديه بالإساءة والعقوق، ويكون عالةً على مجتمعه، وقد قال رسول الله -صلّ الله عليه وسلّم-: (كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالأمِيرُ الذي علَى النَّاسِ راعٍ، وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، وهو مَسْؤُولٌ عنْهمْ، والْمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ بَعْلِها ووَلَدِهِ، وهي مَسْؤُولَةٌ عنْهم))؛ كما يعدّ الأبناء نعمةً من النِّعَم العظيمة التي أنعم الله بها على عباده، وينبغي عليهم أن يشعروا بقيمتها ويؤدّوا حقّها من خلال الحرص على تربية الأبناء تربيةً حسنةً.

 

إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. البشعة موروث ثقافي

 

الكلمات المفتاحية