12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

هل أهان الإسلام المرأة أم كرمها؟

2020/05/07 01:41 AM | المشاهدات: 1383


هل أهان الإسلام المرأة أم كرمها؟
فرحه أيمن

سؤال شائع يُطرح من قبل الكثيرين وخاصة من الأديان الأخرى ولكن في الحقيقة أن إجابة هذا السؤال نجدها في تدبر القرآن الكريم وفهم الآيات فهمًا صحيحًا وتفسير الأحاديث النبوية الشريفة، ولكن هذا ما لا يفعله الغرب فهم يعتقدون أن الإسلام أهان كرامة المرأة وجعلها تخضع خضوعًا تامًا للرجل بسبب الفهم الخاطئ لبعض الآيات والتي فهمها وطبقها المسلمون أيضًا بطريقة خاطئة.
------------
إقرأ أيضًا/ما يكره فعله في الصلاة
------------
أبرز الآيات التي تم فهمها بطريقة خاطئة:_
من أبرز الآيات التي يتم فهمها وتطبيقها بطريقة خاطئة في قوله _عز وجل _ {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}النساء/34 .
ومفهوم القوامة في اللغة هي الريادة وفي الآية الكريمة هو الريادة والرعاية على الأمر والمال وجعل الله -سبحانه وتعالى- القوامة والريادة في يد الرجل لسببين.
أسباب وضع القوامة في يد الرجل:_
1_في قوله -سبحانه وتعالى- { بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}..فقد وهب الله -سبحانه وتعالى- القوامة للرجال تفضيلًا لهم وتعزيزًا لمكانتهم.
2_في قوله -عز وجل- {وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}
فالإنفاق على الزوجة والأبناء من موجبات قوامة الرجل على المرأة .
---------------
إقرأ أيضًا/كيف نستغل رمضان
--------------
إتهام باطل لإضطهاد وإهانة المرأة في الإسلام:_
الكثير من دول الغرب وغير المسلمين يتهمون الإسلام باطلًا بإهانته للمرأة ووضع كرامتها تحت أقدام الرجل وهذا لجهلهم بمفهوم كلمة {وَاضْرِبُوهُنَّ} التى جاءت في سورة النساء، والكثير من المسلمين يجهلون معنى الكلمة وحكمها ويقومون بتطبيقها تطبيقًا خاطئًا لنسيانهم أنها الحكم الثالث في الآية الكريمة بعد العظة والهجر ولأن ضرب المرأة من العادات السائدة في بعض المجتمعات المريضة التي لا تمت لأحكام الشريعة الإسلامية بصلة.
-------------
إقرأ أيضًا/أعمال في شهر رمضان
------------
حكم ضرب المرأة في الإسلام:_
إن ضرب المرأة في الإسلام لا يجوز مهما كانت الدوافع وأيًا كانت الغاية من ذلك إلا إذا دعت الحاجة لذلك وكانت المرأة لا تطيع زوجها بالقول أو الفعل ويكون الضرب مقيدًا بالأحكام الشرعية ويجب على الزوج عدم ضرب زوجته إذا لم تطعه بل يجب عليه وعظها ونصحها بالحسنى أولًا فإذا لم تستجب وأصرت على النشوز وعدم الطاعة فعليه بهجرها ليلة أو ليلتين فإن لم تستجب فعليه بالضرب وفقًا لشروط الإسلام.
شروط ضرب المرأة في الإسلام:_
1_أن تكون المرأة ناشز لا تطيع زوجها في المعروف.
2_أن يكون الزوج قد قام بوعظها وهجرها ولم تستجب لذلك وأصرت على عصيانها له.
3_أن يكون الضرب بغرض التأديب لا التعذيب كما قال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- في خطبة الوداع "اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"
4_ألّا يؤذى الضرب المرأة جسديًا أو نفسيًا فلا يخدش لحمًا أو يكسر عظمًا أو يضرب على وجهها وقد شبهه بعض العلماء بالوخز بالسواك للدلالة على عدم إيذائها وتأديبها فقط.
-----------
تكريم الإسلام للمرأة:_
1_كرم الله -سبحانه وتعالى- المرأة في القرآن الكريم وأمر بحسن معاشرتها ونهى عن ما يقع عليها من ظلم بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}
2_ذكر الله -عز وجل -المرأة في القرآن أمًا وزوجة وإبنة تشريفًا لها وتعزيزًا لقدرها ومكانتها فى المجتمع فهي ليست نصف المجتمع فقط بل هى من تنشئ النصف الآخر على الدين والقيم والأخلاق كما في قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} وفى آية أخرى {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} وفى آية أخرى{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
 فذكر السيدة( مريم)_رضى الله عنها وأرضاها_ كإبنة وفي آية أخرى كأم، وذكر أم موسى السيد (يوكابد بنت لاوي)، وذكر السيدة(آسيا بنت مزاحم) زوجة فرعون فى القرآن الكريم يدل على تعظيم الإسلام لمكانة المرأة وإجلالها كما قال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- "استوصوا بالنساء خيرًا" وفى حديث آخر"ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم" ..فاحترام المرأة واجب ديني فرضه الإسلام على من آمن بالله -جل وعلا- ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- ويجب تغيير العادات الخاطئة التى تهين المرأة وتتهم الإسلام باطلًا بذلك فمن أكرمه الله -سبحانه وتعالى- لا يجب أن يهينه بشر.

اقرأ أيضا: حقوق الزوجة