إحدي حضارات العصر الحجري الحديث في مصر. 

يقع منخفض الفيوم إلي جنوب غرب القاهرة بحوالي مائة كيلو متر علي الجانب الأيسر للنيل وذلك مبعدة حوالي 25 كيلو متر، وإلى الجنوب من مرمدة بني سلامة بحوالي 100 كيلومتر، حيث انتشرت محلات العصر الحجري الحديث في الفيوم علي امتداد بحيرة قارون.

كان اختيار إنسان الفيوم(أ) لمكان استقراره اختيارًا موفقًا، يدل علي حسن درايته بتأثير الرياح واتجاهها، فقد اختار المحلات العمرانية في مواضع تحتمي من الرياح بالأرض المرتفعة التي تحيط بالشاطئ الشمالي للبحيرة، وبالقرب من خلجان ورؤس البحيرة ليسهل ممارسة حرفة صيد الأسماك، كما لم تكن بعيدة عن الأرض التي تكونت بعد انحسار البحيرة فقاموا بزراعتها.

إقرأ أيضًا/السحيلي يكتب أجواء ساخنة قبل الدربي

ومن جانب آخر كانت الأحوال في الوادي وعلي ضفاف نهر النيل غير آمنة ولا مناسبة لكثرة البرك والمستنقعات الناتجة عن فيضانات نهر النيل المتعاقبة.

هي عبقرية الموقع حيث كشفت الحفائر عن وجود قريتين تدلان على الاستقرار ومعرفة الزراعة.

كانت المساكن عبارة عن محلات عمرانية صغيرة، حيث كانوا يستخدموا الأخشاب في صناعة المساكن، فقد قامت في مواضع مرتفعة عن الأرض الرطبة.

تركوا أصحاب هذه الحضارة مخازن من الغلال حيثُ بلغ عدد المخازن 165 مخزن، وُجدت هذه المخازن خارج المحلة العمرانية(المساكن - القرية)، لتكون بعيدة عن الرطوبة حيث كانت مبطنة من القش. 

الأرض ملكية الجميع، فتكون المخازن مليكة الجميع. 

وُجد عدد من المواقد، بلغ عددها حوالي 248 موقد، كانت تستخدم في الطهي. 

 اهتموا أصحاب هذه الخصارة بصناعة الأدوات خاصة المناجل ذات الأسنان الصوتية والسكاكين والفؤوس ورؤس السهام من الظران، ونسجوا الكتان وكان خشنًا، وبرعوا أصحاب هذه الحضارة في صناعة الأسبتة والسلال حيث كانت تصنع من سيقان النبات فكانت تستخدم في تبطين مخازن الحبوب المطمورة في باطن الأرض. 

إقرأ أيضًا/فيضان النيل عند المصري القديم

فخار الفيوم:

صنع إنسان الفيوم آوانيه الفخارية بواسطة الآيدي، كان خشن الصنع قد خُلط بالتين وكان يتميز إلي ثلاثة أنواع: فخار أحمر مصقول، فخار أسود مصقول، ملمس باليد، حيث كان خالي من الأيدي والأعناق أو الحافات البارزة، قد كانت حافات مستقيمة من غير نتوءات، كان يرتكز علي قواعد مكورة. 

الحياة الإقتصادية:

 مارسوا حرفة الزراعة. 

حرفة صيد الأسماك. تربية الحيوانات في مناطق المراعي الضخمة، مثل: الأغنام، الأبقار، الخنازير. مارسوا حرفة التجارة مع أصحاب الحضارة المجاورة.

ُيُشكك البعض في وضع حضارة الفيوم(أ)، وَيُقال أنها حضارة بدائية، وينفي هذا الرأي الأدلة التي أثبتت أن أصحاب هذه الحضارة كانت لهم صلات تجارية مع بعض مناطق البحر الأحمر والبحر المتوسط أو مع حضارة مرمدة بني سلامة.

إقرأ أيضًا/إلهة الكوبرا "وادجيت"