12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

دعوني أسير إلى خالقي.

2021/04/15 12:52 PM | المشاهدات: 737


دعوني أسير إلى خالقي.
اسراء أشرف الطنطاوي

يتحقّق القرب من الله تعالى بالالتزام والتصديق لكل ما ورد في القرآن الكريم أو في السنة الشريفه؛ بأنّه يقين لا شكّ فيه، والامتثال لأوامر الله ولأوامر نبيّه محمدﷺ، واجتناب نواهيهما، وقد أشار رسول الله بقولهﷺ: (احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك)، كما يُسهّل الله على المسلم نيل كلّ ما يطلبه ويحتاج إليه لقربه الشديد منه، قالﷻ: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾.

 

إقرأ أيضًا/عقيدتي الدرس السابع (العقيدة واللغة)

 

تنبيه:

كن مع الله ولا تبالي:

إعتماد المسلم على الله سبحانه وتفويض أمره إليه يجعله في معيّته، وهذا من شأنه أن يثبّت قلبه، ويجعل له من كل ضيق مخرجاً ومن كل همّ فرجاً؛ فيُعينه في مواجهة أمور الحياة والثبات أمام تحدّياتها، ويظهر هذا جليّاً فيمَن اختاره الله لإبتلاءات عظيمة ومتتالية؛ إذ يهبه قوّة التحمّل والصبر والرضا، وهي نعمة منّ الله تعالى بها عليه؛ فلا يضرّه بعدها لذا فكلام المبتلى الصابر يكون قليلاً عن مصابه، وصبره على ألمه عظيم، كما أنّه قد يسارع في نفع ودعم الغير ارضاءاً لله وحده، عسى أن يكون ذلك سبباً في كشف الضرّ عنه، قال ﷻ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.

 

إقرأ أيضًا/نَبِىُ اللَّهِ شِيث.

 

شرح التعريف:

وهناك العديد من الأمور التي تُعين العبد على أن يكون مع الله تعالى دائماً، ومنها ما يأتي:-

الإخلاص في التقرّب إلى الله، وأن يكون أسمى وأعلى مُبتغى يسعى إليه العبد هو الله تعالى؛ فقد قال ﷻ: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾.

 

الحرص على اتّخاذ الصحبة الصالحة فهي المعينة على الطاعة والثبات عليها، والمُحذّرة من المعصية والقرب منها؛ إذ قال رسول الله ﷺ: (المرءُ على دينِ خليلِهِ، فلينظُر أحدُكُم مَن يخالِلُ).

 

الإكثار من فضائل الأعمال الصالحة التي تعين العبد على نيل السعادة في الدارَين، وتلاوة القرآن الكريم والتفكّر والتدبّر في آياته، والحرص على اتّخاذ ورد قرآني، والمداومة عليه.

 

الحرص على قيام الليل ودعاء لله تعالى في وقت السحر، فرسول الله خير قدوة في ذلك؛ فقد روت عائشة رضي الله عنها أنّ: (نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟

قالَ ﷺ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا).

 

إقرأ أيضًا/حذيفة بن اليمان

 

عوائق القرب من الله:

العوائق التي تمنع العبد من القرب من الله ثلاثه وهما:-

الشهوة: 

تدفع الشهوة العبد لمعصية الله والبعد عنه باللهو واللعب لِنيل القليل من اللذّة، إلّا أنّ هذه الحقيقة لن تُدرَك إلّا بمغادرة الحياة، وحينئذ لا ينفع الندم، ولا يمكن الرجوع إلى الدنيا للتزوّد بالعمل بالصالح، قال ﷻ: ﴿قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾، إلّا أن ذلك لا يعني حرمان العبد من الشهوة؛ فقد ضبطها الله بحيث لا توضع إلّا في موضع معيّن؛ سليم ونقيّ.

 

سوء الظن بالله:

يعتقد البعض بأنّ الحريّة والتمتع بالحياة يُقيّدان القرب من الله تعالى، ولكنّ هذا سوء ظنّ به؛ فلذّة العبوديّة لله والقرب منه لا يشعر بها إلّا مَن عاشها، ويمكن تعزيزها وتجديدها بالاستزادة من الأعمال الصالحة الداعية لرضا الله سبحانه وتعالى. 

 

الشيطان: 

يحذر العبد من الشيطان الذي يُحاول جاهداً إبعاده عن الله، وللشياطين نوعان؛ أوّلهما شيطان الإنس وهو كل إنسان يحاول إبعاد المسلم عن الطاعات والقربات، ولا يُعينه عليها إنّما يُقنطه من رحمة ربه، وعلى نقيضه الإنسان الذي يدعوه لمحبّة الله، والقرب منه والتعبّد إليه ويُعينه على ذلك، وثانيهما شيطان الجنّ الذي يبثّ وساوسه في قلب العبد بأنّ الحياة طويله للتمتع بشهوات وملذات الدنيا، قال ﷻ: ﴿وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾.