ظهرت عدالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه منذ توليه الخلافة إيمانًا منه بأن النظام الإسلامي لا سبيل لإقامة قواعده إلا بالعدل وظهر ذلك في خطابه الذي ألقاه على مسامع الأمة، فكان حُكمه يقوم على العدل بين جميع أفراد المجتمع حتى اقترن اسمه بالعدل.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يُفرق بين الناس سواء كانوا من الأقارب أو غيرهم، سواء كانوا أصدقاء أو أعداء، صغارًا أو كبارًا بل كان يحكم بالعدل بعيدًا عن العواطف ولا يفرق في عدله وحُكمه بين المُسلم والكافر.
كقول الله تعالى:
"يَا أَيُهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْنَاكُم شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أكْرَمَكُم عِنْدَ اللهِ أَتقَاكُم إنَّ اللهَ عَلِيم خَبِير"
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. أسماء يوم القيامة
وظهر عدل عمر أيضًا مع عماله عندما آتوه في آخر العام وقال رجل منهم وأخبره أن أحد عُماله قام بضربه فأمره بِضرب من ضربه ولكنه أفتدي نفسه بمئتي درهم.
وأيضًا موقفه مع قاتل أخيه زيد بن الخطاب فلما رآه عُمر قال له: والله لا أُحبك أبدًا.
فسأله قاتل أخيه وكان قد أسلم بعد ذلك: أتمنعني حقي بذلك؟
فأجابه عمر: لا
فتعدى عدله إلى قاتل أخيه.
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. حامل المسك ونافخ الكير
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يلبس اللباس العادي ويأكل مما يأكل الناس أو أقل منهم ولا يتكبر عليهم ويأمر بالعدل ولا يفرق بين الساده والموالي.
وفي يوم من الأيام جاء مبعوث من أعداء الروم يسأل عن قصر الخليفة عمر فدله الناس على مكانه، فلما رأى المبعوث عمرًا متوسدًا تحت ظل الشجرة قال مقولته المشهورة: "يا عمر! حكمت، فعدلت، فآمنت، فنمت".
اقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. التنجيم وحكمه في الإسلام