الإجماع من الأدلة الثابتة المأخوذ بها.
يؤمن أهل السنة والجماعة أن أخذ العقيدة لا يكون إلا من القرآن والسنة، ولا يجوز إضافة شيء فيها ليس من القرآن ولا من السنة، وأن الإجماع لا يكون إلا على دليل سواء كان ظاهرا لنا أو خفيا عنا.
فما فائدة الإجماع؟
فائدته: الإجماع على الفهم للدليل، فإذا أجمعت الأمة فلا تجمع إلا على الصواب، والإجماع: هو اتفاق مجتهدي عصر على حكم، فإن ثبت، ونركز على كلمة (ثبت) فإن ثبت إجماعهم فلنسلم به فهو الصواب.
إقرأ أيضًا: سلسلة عقيدتي الدرس الأول
والأدلة على ذلك متوافرة في كتب الأصول منها:
١- قول الله عزوجل : "وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا"
فسبيل المؤمنين إذن لو اجتمعوا عليه لم يحل لأحد من الخلق أن يخالفهم.
٢- تواترت الأحاديث عن النبي رواها أكثر من صحابي على معنى أن طائفة من أمة النبي ﷺَ قائمة على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من عاندهم أو حاربهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك.
إذن؛ هناك طائفة على الحق دائما لا يمكن أن تضل الأمة كلها، ولذلك يمكن أن تجتمع على الصواب بخلاف الخطأ فلا يمكن أن تجتمع عليه، لأن هناك فرقة لن تضل أبدا، نسأل اللّٰه أن نكون منها.
ملاحظة: ليس كل من نقل الإجماع في كتاب أسماه "الإجماع" يسلم له، ويؤخذ بقوله، بل هناك من نقل الإجماع ويبدو أنه لا يعلم شيئا عنه، وهناك من ينقل الإجماع على شيء يكون مرجوحا، وهناك إجماعات مخروقة، ومن أشهر الكتب التي فيها إجماع نُقل عن غير تثبت كتاب ابن حزم -رحمه اللّٰه- بل هناك من كلما أراد الترويج لمسألة ادعى الإجماع فيها...
إقرأ أيضًا: عقيدتي الدرس الخامس
فليس كل من نقل إجماعا هنا أو إجماعا هناك يسلم له، فينبغي أن ننتبه لذلك، والعلم نور، والله أعلم، والحمدلله رب العالمين.
إقرأ أيضًا/عقيدتي الدرس الرابع
