12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

كيف نجدد الإيمان في قلوبنا.

2020/08/29 10:03 PM | المشاهدات: 546


كيف نجدد الإيمان في قلوبنا.
إهداء شعبان

تَجْدِيدٌ

[ج د د]. (مصدر .. جَدَّدَ) تَجْدِيدُ رُوحٍ الشَّبَابِ: تَوَقُّدُهَا وَإِعَادَةُ النَّشَاطِ وَالحَيَوِيَّةِ إِلَيْهَا تَجْدِيدُ عَنَاصِرِ الفَرِيقِ: تَبْدِيلُهُمْ وَتَغْيِيرُهُمْ بِعَنَاصِرَ جَدِيدَةٍتَجْدِيدُ عَقْدِ الكِرَاءِ: إِعَادَةُ صِيَاغَتِهِ.

 

 

الروتين في العبادات قد يسبب لنا أحيانا عدم الشعور بالطاعات ..

فكيف نجدد الإيمان في قلوبنا..

 

 

فإن الحديث عن الإيمان حديث ذو شجون، وله طعم خاص، حديث يأخذك إلى سمو المعرفة، وعلو المكانة .

تسمعه .. فتشعر أن كل أطراف الجسد تلتف حول قائدها وهو القلب ذلك أنه محل النية ومنطلق الإيمان .

تسمعه .. فتعجز أن تمنع دموع عينيك من الإنهمار، وأعضاء بدنك من الإرتجاف، وحنين فؤادك من الإشتياق . 

ذلك أن الحديث عن الإيمان إنما هو حديث عن الصلة التي بين العبد وربه جل وعلا، وماهيّة تلك الصلة، ومدى استمراريتها، وماهي طرق توثيقها . 

نعم .. كم نحن في حاجة للكلام عن الإيمان في قلوبنا، وما مدى أثره على أقوالنا وأعمالنا ومشاعرنا ومعاملاتنا وعلاقاتنا . 

ذلكم الإيمان .. الذي يرقى بصاحبه أعلى القمم، ويبني له ما تحدثت به الهمم، وينزهه عن كل سفول ودنو ولمم . 

وهنا .. سأتحدث عن كيف نجدد الإيمان في قلوبنا، ماراً بمجموعة من الأسباب التي تعين المؤمن على تقوية إيمانه بربه تعالى وتوثيق صلته به .  

 

 

أقرأ أيضا.التوبة في الإسلام وشروطها

 

لماذا نتحدث عن تجديد الإيمان.

 

نتحدث عن تجديد الإيمان في القلوب لأن القلوب قست، والأخلاق تدنت، والعلاقات بردت، والفواحش انتشرت، والآثام طغت، كل ذلك لمّا ابتعدت القلوب عن علّام الغيوب، ونأت الأفهام عن التدبر في آيات الواحد العلّام، (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم 30] , فالإيمان سبب في لين القلوب ورفعة الأخلاق وصدق العلاقات في مابين العبد وربه وبين العبد ونفسه وبين العبد والآخرين، وهو سبب أيضاً في دحر الشر، ورفع الظلم، ومحاربة الشرور والفساد بكل صوره . 

 

 ومن الأسباب التي جعلتنا نتحدث عن هذا الموضوع المهم وهو تجديد الإيمان في القلوب ... أن الفتن والابتلاءات التي تحيط بنا من كل مكان لها أثر على القلب، فقد تكون سبباً في تشاؤمه وقنوطه، أو في ضعفه وشروده، أو في انتكاسته وموته . نعوذ بالله من الحور بعد الكور، لذلك فقد سأل الحبيب عليه الصلاة والسلام ربه الثبات على الحق عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقول " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ , فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ , إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ" رواه الترمذي .

 

إقرأ أيضا.لا ضرر ولا ضرار

 

 ومن الأسباب أيضاً عزوف المؤمن عن محاضن الإيمان التي تعيده إلى سابق إيمانه وتذكره بجميل فطرته، وابتعاده أيضاً عن الصحب الأوائل الذين كانوا يذكرونه بالله ويحفزونه للمضي قدماً نحو طريق "إياك نعبد وإياك نستعين"، وعدم محاكاته مجدداً للقدوات الذين كان يحاكي سيرهم ويقتدي بنهجهم، إما بشغل دنيوي أو كبر وتعالي على المنهج والقدوات والأصحاب أو بسذاجة وجهل –ولله المشتكى- فضعف إيمانه وقسى قلبه لما استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .

 

إقرأ أيضا.هل يقبلني؟!!!

 

ما هو الحل ..!

 

قال رسول الله ﷺ "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم "أي يكاد يتلف ويتغير ويبلى "كما يخلق الثوب"

 

أي في كثرة إستخدام القلب في الذنوب والمعاصي وقلة الطاعات ..

"فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم "

 

بعض الأسباب التي تساعد على تجديد الإيمان.

 

أولاً..الدعاء والإستعانة بالله.

 

مثل (اللهم جدد الإيمان في قلوبنا )أو (اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)

 

ثانياً.. الصحبة الطيبة 

 

ثالثاً..شيء من مجاهدة النفس وتخصيص وقت للعبادة..

وتنويعها حتى لا يشعر الإنسان بملل أو فتور .