12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

كراهية كثرة الطعام

2021/02/20 05:23 PM | المشاهدات: 629


كراهية كثرة الطعام
هاجر حمدي

لقد حث النبي- صلى الله عليه وسلم- المؤمن على القناعة، وعدم الشره، فإن شهوة البطن وامتلاء المعدة من أعظم المهلكات للإنسان، فبهما خرج آدم وحواء من الجنة، وعصيا ربهما، فقد نهيا عن الأكل من الشجرة، فغلبتهما شهوتهما حتي أكلا منها فبدت لهما سوءاتهما، كما أن البطن بيت الداء، وينبوع الشهوات؛ يتبعها شهوة الفرج، وبقيتة الشهوات، ومن ثم كان امتلاؤها مذمومًا؛فإن في ذلك ضررًا بالجسد.

أقرأ أيضا/عاقبة جحود النعمة

(وعن قدام بن معدي كرب، قال: سمعت رسول اللّٰه -صلى اللّٰه عليه وسلم- يقول: ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطنٍ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن في صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)  
حديث حسن صحيح.
فقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث البطن وعاء كالأوعية التي تتخذ ظروفًا لحوائج البيت توهينًا لشأنه، ثم جعله شر الأوعية، والبطن إنما خلقت ليتقوى بها الإنسان، وامتلائه يفضي إلى الفساد في الدين والدنيا.

أقرأ أيضا/أصحاب الكهف.

وقد سلك هذا المسلك النبي- صلى الله عليه وسلم-  فهو مثالًا يحتذى به، وقدوة يقتدي بها، فكان يكفيه من الطعام ما يقيتيه ويكفيه، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله وسلم- :- ( اللهم ارزق آل محمد قوتا) وهذا يدل على النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يطلب الكفاف لأمته؛ فإن القوت ما يقوت البدن ويكف عن الحاجة. لذا يجب علي المسلم الالتزام بقلة الأكل وعدم السرف فيه، فإن كان لابد أن يزيد عما يقوم به بدنه فلا ينبغي أن يتجاوز ويملأ معدته، بل يقسم الأمر  إلى ثلاة أثلاث:  ثلث لطعامه، وثلث لمشروبه، أما الثلث الثالث فيدعه لنفسه، لذا ينبغي علي المسلم عدم التجاوز عما يقوم به صلبه.