12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

حسن الظن بالله.

2020/11/07 08:46 PM | المشاهدات: 521


حسن الظن بالله.
اسراء أشرف الطنطاوي

إحسان الظنّ باللهﷻ منَ الأمور التّعبدية التي تدّل على سلامة إيمانِ العبدِ ويقينه برحمة الله، وقد جاءت كثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة مُذكّرةً بأهميته ومُبشّرةً بفضله، ذلك أنّ المسلم الذي يحسنُ الظنّ بالله تعالى يعيش متفائلاً بكلّ ما هو قادم وراضياً به طالما أنّه من الله.

 

اقرا ايضاماء غسل النبى

 

شرح التعريف: 

 

إدراك المسلم أن حسنَ الظن بالله يجعله يطمئن إلى ركن الله؛ فهو سبحانه لا يضيع رجاء عباده، ولا ينسى أملهم وثقتهم برحمته وفضله؛ فيكون حسنُ الظن بالله سبباً في انشراح صدورهم واطمئنان قلوبهم، قالﷻ: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾، ولما كان التّوكل ناتجاً عن حسن الظنّ بالله كان ذلك سبباً في أنْ يطمئن العبد إلى أن الله سيكفيه ما أهمّه وأغمّه.

 

اقرا ايضاقضية تقسيم الرزق

 

تنبية: من ظن بالله خيرا أفاض عليه جزيل خيراته وجميل كراماته، ومن عامل الله باليقين أدهشه الله من عطائه بما يفوق خياله، فالله جل جلاله يعامل عباده على حسب ظنونهم به، ويفعل بهم ما يتوقعونه منه وفوقه، يقول اللهﷻ: ﴿أنا عندَ ظنِّ عبدي بي إنْ ظنَّ خيرًا فله وإنْ ظنَّ شرًّا فله﴾.

 

اقرا ايضااعمال تنفعك فى حياتك وبعد مماتك

 

أمورٌ كثيرةٌ تدفع العبدَ لحسن الظنّ بالله على سبيل المثال: حيث تجلّى مفهوم الثقة وحسن الظن بالله، عندما علّم النبي ﷺ أبا بكر الصديق رضي الله عنه درساً مهماً في حسن الظن بالله ﷻ عندما أحسّ أبو بكر بخطر كفار قريش الذين يُلاحقونهم؛ فقال لهﷺ: «مَا ظنُّك باثنَينِ اللهُ ثالثُهما».

 

عندما يعلمُ العبد المذنبُ بأن ربه عزّ وجل غافر الذنب وقابل التّوبَ، وأنه سبحانه يعفو عن السيئات مهما بلغتْ إذا صدقت توبة عبده، قالﷻ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، وأنّهﷻ يغفر جميع الذنوب إلا الإشراك بالله؛فإن العبد المذنب يُقبلُ على التوبة والإنابة لله، وهو يحسن الظن بمولاه أنه قد غفر ذنبه وتقبّل توبته.

 

يوم غزوة الخندق «الأحزاب» في السنة الخامسة من الهجرة، حيث تحزّبت قريش وبعض القبائل العربية واليهود والمنافقين على حرب المسلمين في المدينة المنورة، يومها كان حسن الظن بالله وثقتهم بوعد الله سبباً مهماً في نصر المسلمين من حيث لم يحتسبوا، قال اللهﷻ: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾، والتي تدل على الثقة برحمة الله تعالى ونصره.

حثّ النبي ﷺ المسلمين على حسن الظن بالله، ومن ذلك قولهﷺ: «لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسنُ الظنَّ بالله عزَّ وجلَّ»، والمقصود ألا يغفل العبد المسلم عن رجائه بالله وحسن ظنه به حتى لا يفاجئه الموت وهو على حال من الغفلة وقطع الرجاء؛ فاحسن الظن بمن تحب.

«اللهم ارزقنا حسن الظن بك، وصدق التوكل عليك، ولذة الافتقار لك».