12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

«الشهد ( العسل ) في مصر القديمة».

2021/01/14 07:56 AM | المشاهدات: 755


«الشهد ( العسل ) في مصر القديمة».
آلاء زكريا المنسي

كانت تربية النحل من أهم الصناعات في مصر القديمة ..

وورد ذِكر الشَهد كثيراً في النُصوص القديمة .. ويَرجع تاريخ ما يُمكن تتبعه من ذلِك إلي الأُسرة السادسة ، وذُكِر (الشهد) في عهد الأُسرة الثامِنة عشر ضِمن مُقدِمات جنائزية مُتنوعة ، وادرج ضِمن الجزية الوارِدة من (جاهي ورشو ) بآسيا ، وذُكِر كجُزء من مُقدرات رسول المَلِك وحامِل لوائه في عهد الأسرة التاسعة عشر ..

وورد ذِكر (الشهد) في بَردية «أدوين سميث الجراحية» (نحو سنة 1500 ق.م) كما يكثُر استعمالها في الأدوية الطبية .. ويُري تناول (الشهد) في مَنظر من عصر الدولة الوسطىٰ وهي الآن في متحف برلين ، كما أن جِرار (الشهد) مُصورة وأسماؤها مذكورة في مَقبرة «رِخمرع» مِن عهد الأسرة الثامِنة عشر بطيبة ..

 

 

إقرأ أيضاً/مدينة آرمنت الأثرية

 

 

ويُري مَنظر نحَّالة في مَقبرة «باباسا» في طيبة مِن العصر الصاوي ، وفي عصر البطالة كانت تُوجد مناحِل مَلكية ومناحِل خاصة .

وفُحِصت جرتين صغيرتين مِن الفخار وجدتا في مَقبرة «توت عنخ آمون» ويرجع تاريخها إلي عهد الأسرة الثامِنة عشر ، وقد كُتِب علي كُلٍ مِنهما بالخط الهيراطيقي «شهد من نوع جيد» فتَبيَن أنهما في الواقع فارِغتان إلا مِن أثر لمادة جَفت والتصقت بجُدرانهما الداخلية .. وحُللت هذه المادة في حالة واحدة بقدر المُستطاع مع ضآلة الكمية المُتاحة مِنها فكانت نتيجة الإختبارات الكيميائية سلبية وكان الدليل الوحيد علي وجود السُكر ؛ إنبعاث رائِحة خفيفة تُذكر بالكرملا (السُكر المَحروق) عِند مُعالجة المادة بالماء الحار .. وهي تذوب فيه بنسبة 26 ٪ وعَرضَ دكتور «كَمر» عينة أُخري مِن عصر الدولة الحديثة قال : إنها (شهد) فتبين أنها لا تذوب في الماء بالكُلية ولم تُحدِث أي تفاعُل يدل علي وجود السُكر .

وعلي كُل حال فهذه النتائِج السَلبية لاتُعني حتماً أن هذه المادة لم تكُن شهداً في وقت ما ولكِنها تدُل فقط علي أنها لو كانت في الأصل شهداً فإنها تكون قد تغيرت إلي حد لا يستجِيب عنده إلي الإختبارات العادية .

 

 

إقرأ أيضاً/إمنحتب الثالث

 

 

وهُناك مادة وجِدت كمية عظيمة مِنها في وِعاء مَرمَري كبير بمَقبرة «توت عنخ آمون» وكانت سوداء مَظهرها كالراتينج وسطحها الأعلي مُغطىٰ بالبقايا الكيتينية لعدد كبير جداً من الخنافِس الصغيرة ، وكان هُناك مِن الأدلة ما يُشير إلي أن هذه المَادة كانت في وقت ما لزِجة و أنها قد سالت .

وكانت تُوجد في كُل مَوضِع من هذه الكُتلة السوداء بلورات صغيرة بُنية فاتِحة شِبه شفافة تفوق الحصر ..

ولم يُمكِن معرفة طبيعة المادة بجُملتها ، ولكن البلورات كانت حُلوة قابلة للذوبان في الماء .. وقد استجابت لجميع الإختبارات الكيميائية الخاصة بالسُكر ولاشك في أنها سُكر .

ومِن المُستحيل تحديد أصل هذه المادة وماهيتُها وإن كان يُقترح أنها كانت شهداً أو عُصارة فاكِهة كعصير العِنب أو مُستخلص البَلح .

وقيل أن المصريين كانوا أحياناً يحفظون جُثث موتاهم في (الشهد) فلو أن الأمر كان كذلك لكان استثنائياً جداً .. 

وإذا كانت جُثة الإسكندر التي ذُكِرت كمِثال حُطِمت بهذه الطريقة ، فالمفروض أنها قد عُولِجت في بابل حيثُ مات لا في مِصر وأن الجَسد المَحفوظ هو الذي جئ به إلي مِصر .

 

 

إقرأ أيضاً/حصن الثقافة وراعى الكلمة وحارس المركزية