الماعت عند المصري القديم ليس مجرد معبود مثل باقي المعبودات بل هي فكرة قامت عليها المملكة المصرية القديمة تتلخص في الحق والعدل والنظام الذي يحمى الجميع فليجئ إليه الضعيف من بطش القوى يهرع إليه المظلوم ضد الظالم يتضرع إليه الفقير لدخول جنة الجلد وحقول النعيم إيارو
فكما تقول حكم ونصائح الماعت القديمة :
الدولة موجودة لتحقيق الماعت والماعت يجب أن تتحقق ليصبح العالم قابل للسكني
وبهذه الفكرة التى مثلها المصرى القديمة فى شكل سيدة جميلة قامت الإمبراطورية المصرية القديمة ووصلت إلى ما وصلت إليه من فتوحات وعلم وحضارة ورقى بفضل فكرة الماعت التي كانت تطبق على الكبير والصغير الغنى والفقير القوى والضعيف النساء والرجال
الماعت أساس ما وصلت إليه المملكة المصرية القديمة فيما مضى فلما تركنا فكرة الماعت وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن من جهل وتخلف وثبات فى عالم يتقدم إلى الأمام ونحن نرجع إلى الخلف ونقول كنا وكانوا فسبقنا الآخرين بمئات السنين.
فكرة الماعت :
مثل المصري القديم العدالة التي تقوم على مبادئها كل المدنية المصرية وحسن سير الجماعة منذ فجر التاريخ فى هيئة إلهة امرأة حسناء تحمل فوق رأسها ريشة أو صورة ريشة فحسب وأطلق عليها ماعت
وأطلق المصريون القدماء كلمة الماعت على جوهر النظام والعدالة للكون والملك والمجتمع والفرد ولخصت هذه الكلمة الفلسفة الروحية العميقة للأخلاق والقيم والعدل والمثالية.
وإذا كانت الماعت قد تجسدت فى إلهة الصدق والعدالة ماعت لأنها ابعد من أن تعامل كإلهة أنثي ابنه رع وزوجه لتحوت فهي أساس الحضارة المصرية والبعد الخفي والعميق لمدينة المصريين.
وهذا يعنى أن الماعت نظام محكم متماسك يبدأ منذ ولادة الإنسان ويستمر بالعمل عند الوفاة وبعدها بل ويسيطر على كل مراحل ما بعد الموت أي أن الماعت مبدأ عميق وجوهري وهى ليست قانوناً مدوناً مثل قانون حمورابي أو ناموس موسى عليه السلام وهي أساس التشريعات وأنها المبدأ المولد للقانون وليست القانون نفسه.
ماعت هي الحياة ماعت وما أخبرتنا جميع النصوص هي طاقة كونية تصل للإنسان عن طريق الشمس والآلهة وأيضا الفرعون كما نجد التعريف نفسه لماعت في أحد أسماء رمسيس الثاني والذي يُسمى اوسر ماعت رع ومعناه ماعت قوة رع والمختارة من رع.
وتظهر هذه الطاقة الكونية على شكل ضوء أو قوة على المستوى البشرى وتنصرف أيضا إلى سعادة وصحة وقدرة وحياة ورخاء واستقرار وانسجام وتذكر إحدى فقرات نصوص التوابيت أن ماعت هي الحياة
ربما كانت أعظم مظاهر التجسيد الإلهي للمفاهيم المجردة هي الإلهة ماعت التي شخصت معنى الحق والصدق والتي عبرت عنها اللغة المصرية القديمة بكلمة واحدة هي ماعت والربة التي تحمل هذا الاسم الذي ظهر منذ الأسرة الثانية صورة في هيئة بشرية أنثوية منذ عصر مبكر.
الماعت تعد بوجه عام ابنة رع ومع هذا فإنها أحيانا تقدم أيضا على أنها أمه ويجئ هذا في نفس مجال النص ومن الجلي انه لم يكن يوجد في فكر محرر النص غير الرغبة في التعبير عن تبادل الرابطة التي كانت تجمع بين الإله والقيم الخلقية الأساسية للكون وللفعل الإنساني.
فهى بنت رع وأم رع ومرضعة رع وهى من تغذى عليها رع أيضا كما جاء فى العقيدة المصرية القديمة إلى جانب أنها كانت زوجة للمعبود تحوت رب الحكمة والقلم والعلوم والفنون ورب الأشمونين وكانت تشاركه الميزان في عمليه وزن القلب في الحياة الأخرى .
ارتباط ماعت بتحوت :
ترتبط الربة ماعت بشكل لصيق بتحوت بحيث يمكن اعتبارها قرينته الأنثى التي أنت معه في قارب رع عندما انبثق إله الشمس لأول مرة من عمق المياه نو فهي زوجة معلم الآلهة تحوت إله الحكمة الذي كان يدعي سيد ماعت
ماعت مع زوجها المعبوت تحوت
وإذا كانت الربة ماعت تمثل النظام والعدالة فان زوجها تحوت يمثل الحكمة ولذلك تقترن العدالة بالحكمة في هذا التكوين الإلهي الفريد وما جاء فى النصوص المصرية القديمة فى كتب الموتي الإله تحوت والربة ماعت قد سطرا المسار اليومي لكل يوم
معنى كلمة ماعت وأسماؤها
ماعت-maat
أما معني كلمة ماعت فهو لحسن الحظ اثر وضوحا لأننا نعلم من جمل عديدة بنصوص كل العصور انه يدل بشكل عام على الشئ الذي هو مستقيم وربما يكون الاسم الذي أطلق على آله من الآلات التي يستخدمها الصناع لحفظ الاستقامة.
رمز الربة ماعت هو ريشة النعام التي تلصق دائما بغطاء رأسها أو تمسك بها في يدها في بعض الأحيان وماعت عادة ترسم على هيئة سيدة واقفة أو جالسة تمسك بالصولجان بيد وفى الأخرى رمز الحياة عنخ.
وفى صور عديدة وجدنا انه قد التصق بكل ذراع من ذراعها جناح وقد صورت فئ حالات نادرة بجسد امرأة رأسها عبارة عن ريشة.
والريشة التي تحملها على رأسها تستخدم لكتابة اسمها ويقدم الملك هذا الرمز لمعبودة احد المعابد في مكان التكريم في أقصي نهاية قدس الأقداس على جانبي المحور وهذا مما يعبر تماما على أنها القربان الأساسي. وكانت تلك الريشة تمسكها يد الفرعون مثل لعبة يقدمها قربانا للآلهة وهذا يعنى أن الملك هو ممثل النظام الإلهي وان القضاة يعتبرون كهنة لها وقد صورت المعبودة ماعت في حالات نادرة بجسد امرأة رأسها عبارة عن ريشه
كانت هناك آلهة تختلف تمام الاختلاف عن الآلهة المحلية والجغرافية أو المألوفة أنها كانت تجسيد خالص لأفكار عامة أو لعمليات ذهنية وان الطراز لها الإلهة ماعت أنها تمثل التوازن الذي لا يغرق العالم بفضله وبفضلها يؤدي الآلهة والناس وظائفهم
أنها معبودة تجسد نواميس الوجود الأساسية وتشخص مفهومات القانون والحقيقة ونظام الكون وترمز لها أقدم التصاوير الهيروغليفية باستقامة قاعدة العرش الذي هو التمثيل الرمزي للهضبة الأولى في العقيدة المصرية
والربة ماعت كانت التجسيد المادي والمعنوي للقانون والنظام والحق وعندما ترتبط بإله الشمس رع فهي تعبر عن الانتظام الذي يشرق ويغرب به فى السماء .