12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

الحب عند المصري القديم ، بردية شستر بيتي.

2021/01/02 02:40 PM | المشاهدات: 853


الحب عند المصري القديم ، بردية شستر بيتي.
مي مخلوف

 

نحن نعرف عن المصريين القدماء الجدية في العلم والعمل ، لكننا لا نعرف الكثير عن الوجه الآخر لحياتهم و الذي طغت فيه العاطفة ؛ فقد بنوا حضارة عظيمة بالحب ، فالحب احتل مكانة كبيرة بداخلهم ، و هناك مقولة مصرية قديمة تقول ، الحب هبة السماء تسكبه علي الحياة لتلطف مذاقها ، فكان هناك الكثير من قصص الحب الجميلة ، ولم تقتصر قصص الحب هذه على الملوك فقط فقد كان الحب للجميع ، فقد عرفوا قصائد الحب والغزل وقاموا بتعليمها لأبنائهم ، فالشعر والغزل كان جزء من ثقافتهم ؛ فقد تعلموا قصائد المحبين في المدراس ، كانت الالهة"حتحور"  تُمثل الحب وراعية للمحبين ، فكما نعرف انها سيدة الحب ، والذهب والفيروز ، وكان معبدها بمثابة رمز للحب والزواج .

اقرأ أيضاً أول طبيبة في التاريخ البشري.

ويتضح لنا من خلال تلك القصاد ان المصري القديم كان يحترم المرأة احترام شديد ؛ فكان في قصائدة لا يُناديها دون لقب كدليل على احترامه لها ومكانتها في قلبه ، ومن هذه الألقاب :-
جميلة الوجه ، عظيمة المحبة ، المشرقة كالشمس ، منعشة القلوب ، سيدة البهجة ، سيدة النسيم ، سيدة جميع السيدات ، جميلة الجميلات ، سيدة الأرضي ، وغيرها الكثير

• بردية شستر بيتي تُعد النموذج الأمثل الذي يعكس شعر الحب والغرام والمشاعر الصادقة الجميلة في مُجمل الحياة المصرية القديمة .

اقرأ أيضاً معبد مدينة هابو.

من ضمن هذه القصائد الجميلة :-

•ترنيمة نفتيس إلى أوزوريس ، والتي وردت في بردية شستر بيتي .
 قالت : "أحضر تواً يا سيدى يا من ذهبت بعيدًا ، أحضر لكي تفعل ما كُنت تُحبه تحت الأشجار ، لقد أخذت قلبي بعيدًا عني آلاف الأميال ، معكَ أنت فقط أرغب فى فعل ما أحب ، إذا كُنت قد ذهبت إلى بلد الخُلود  فسوف أصحبك ، فأنا أخشى أن يقتلني طيفون "الشيطان ست" ، لقد أتيت هنا من أجل حبي لك ، فلتحرر جسدى من حبك" .

• ومن قصيدة ايزيس العاشقة الأولى في التاريخ ، فقد دوّنت قصيدتها في بردية برلين عام ٣٠٠٨ ، بعنوان النداء الأبدي 
 قالت :- "تعالى نحو بيتك ، تعالى إلى بيتك ، أنت يا من لا أعداء له ، أيها الشاب الجميل الطلعة ، تعالى بيتك لكى تراني ، لا تفترق عني أبداً ،  أنا لا أراك ولكن قلبي يتطلع للقياك ، وعيوني تبحثُ عنكَ ، تعالى يا من توقف قلبهُ عن الخفقان ، إنني أُناديك ويرج صراخي أجواء السماء ، ولكنك لا تسمع صوتي ، أنت لم تُحب امرأة أخرى سواي" .

• ومن قصدة العاشقة العزراء ، فقد دونتها بردية شستر بيتي ،
التي تقول :- "لقد آثارَ حبيبي قلبي بصوته وتركني فريسة لقلقي وتلهفي انه يسكن قريباً من بيت والدتي ، ومع ذلك فلا أعرف كيف أذهب نحوهُ ، ربما تستطيع أمي أن تتصرف حيال ذلك ، ويجب أن أتحدث معها وأبوحُ لها ، انه لا يعلم برغبتي في أن آخذهُ بين أحضاني ، ولا يعرف بما دفعني للإفصاح بسري لأمي ، إنّ قلبي يُسرع في دقاتهِ عندما أُفكرُ في حبي ، انه ينتفض من مكانه ، لقد أصبحتُ لا أعرف كيف ارتدي ملابسي ولا أضع المصاحيق حول عيني ، ولا اتعطر أبداً بالروائح الذكية .
تلك القصيدة أظهرت مدي الحرية التي تمتعت بها المرأة المصرية ؛ فقد استطاعت التعبير عن مشاعرها .

قد كان هناك العديد من قصص الحب ، وخاصةً بين الملوك والملكات في عهد الاسرتين (١٨ ، ١٩)

اقرأ أيضاً الملاح الناجي.

 أهم وأجمل قصة حب كانت قصة حب الملك العظيم "رمسيس الثاني" والجميلة "نفرتاري"
ظل يُكن لها عظيم الحب والمودة بلا منازع لها حتى وفاتهما على الرغم من انها لم تكن من أصول ملكية فكانت نبيلة النسب ، صورتها نقوش معبد الأقصر ممشوقة القوام بجوار العاهل الملكي ، وتظل بجواره في التماثيل الجماعية المنحوتة في حجر الجرانيت القائمة في الفناء الأول من المعبد ، وليس هذا فقط ، فقد جهز الملك "رمسيس الثاني" من أجلها أجمل المقابر في وادي الملكات ، تصور النقوش الملكة المحبوبة مرتدية ثياب الكتان الناعم ، ومزينة بالحُلي الملكية النفيسة ، تُصاحبها الآلهة وهي تؤدي شعائر تجعلها خالدة خلوداً أبدياً .
وهناك قصص حب جميلة أيضاً ك قصة حب الملك "أحمس الأول" وزوجته "أحمس-نفرتاري" ، وقصة حب الملك "أمنحتب الثالث" وزوجته الملكة "تيي" ، وقصة الملك "أمنحتب الرابع "(اخناتون) وزوجته "نفرتيتي".