12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

 "عندما لا أستطيع الكتابة".

2020/12/27 06:47 PM | المشاهدات: 680


 "عندما لا أستطيع الكتابة".
أحمد السندري

قيل أن الكتّاب لا يستطيعون الكتابة بمقدرتهم، بل إن الأمر أشبه بأن الكتابة هى التى تريد الكتّاب، فأحيانا لا يستطيعون الكتابة رغم أنهم يريدون. فلا يمسك - الكاتب - بالقلم حتى تأذن له الكتابة ذلك، وهنا أقصد بإمساك القلم ما يترتب على ذلك كي ينتج ما بعد كتابته، نقرأه كلاما ظاهرا، ومعاني واضحة، وتعليقا على هذا المصطلح، أن الكتاب عاجزون حتى تريد الكتابة، إنه لأمر سهل أن يمسك الكاتب وغير الكاتب القلم ويكتب كلمات، وإن كان عقله مشغولا بغير ما يكتب، فيكتب مثلا، محمد، سماء، فلاح، سحاب، ليل، نهار، ألم تكن هذه كتابة؟.

 

اقرأ أيضا :العظام يقاومون سيئة الأيام

 

إن كان الجواب، نعم، لم تكن هذه كتابة. فما معنى الكتابة المذكورة أعلاه؟، وقد يسهل إثبات أن أحدا يمكنه الكتابة بإرادته، وأن ما قيل ليس صحيحا ولا يصدقه عقل، وإن كان الجواب، ببلى، تكون هذه كتابة. فما معنى أن الكتّاب لا يستطيعون الكتابة حتى تريد الكتابة ذلك؟. 

 

أما عن الجواب الأول وهو نعم، فالكتابة هنا لا تعني مجرد الإمساك بالقلم وخط كلمات بجوار بعضها دون أن يتكون من الجوار معنى، فالكتابة أن أقول معنى بواسطة الكلمات والحروف، أن تحمل هذه الكلمات في طياتها فكرة تصل إلى المستمع والقارئ، فإن الفائدة من الكلمات المرصوصة التي لا تقوم بذلك معدومة والحق كما فعلت أني لم أقل "تكاد". 

 

اقرأ أيضا :علاقة الشباب بالطبيعة؟! هل هناك علاقة في الأصل؟

 

وكما هو معروف أن الكلمة التي تفي بالغرض، وتوصّل المعنى المراد، هى أفضل من صحيفة مساحتها متر مربع من الكلمات، وأن أي عمل فني لا يحمل بين أحداثه فكرة قيْمة، يكون العمل مملا سخيفا، وأي مقالة ليس فيها فكرة تكون كلماتها ركيكة، وعكس ذلك لا يحتاج إلى أي مدح، لربما الأصل الأهم في أي عمل هى فكرته التي يسعى لتحقيقها والوصول إليها. 

 

اقرأ أيضا :من أين جاءت أمريكا؟

 

وأما عن الجواب الثانٍ، فلا يحتاج إلى الرد عليه، لأن صاحبه ربما ليس كاتبا، والأمر الأكيد أنه لم يعرف المعنى الذي نقصده بقولنا "الكتاب لا يستطيعون الكتابة حتى تريد الكتابة"، وأقول قولا أخيرا أن الكُتّاب حينما لا يستطيعون الكتابة؛ فذلك لأنهم فقدوا - فيما يريدون أن يكتبوا - الفكرة والقيمة التي في سبيل تحقيقها تخدع الكتابة.