12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

بروا أبناءكُم

2020/12/03 04:13 PM | المشاهدات: 977


بروا أبناءكُم
شيماء عصام

الإنجاب والذرية الصالحة حُلم يُراود كُل إنسان، يأمل أن تقر عينيه بزينة الحياة الدُنيا، تطيب الحياة بوجودهم وتتراكم الأحزان لغيابهم، يسعد بهم في شبابه ويهنأ بصُحبتهم لهُ ويأمن بهم الضعف والوهن بعد أن يستقبل الشيب ويبيت الشباب من الذكريات.

 يتحمل الوالدان عناء تربية الأبناء ويبذلان مِن الجُهد والمال ما لا يتحملهُ أحد حتى يشب الولد ويشتد العُود ويتزين بنُضرة الشباب وكُلما ازداد الابن قُوة وشباباً ازداد الوالدان ضعفاً وهِرماً وأصبح من كَان يستعين بهما ماضياً لهُما مُعين في الحاضر.

 

اقرأ أيضًا/ دي عينيك شبابيك

 

ولقد لهثت ألسنة عُلماء الدين لهذا السبب في الحديث عن بر الوالدين حتى لا يغفل الأبناء عن رعايتهما مُستشهدين بما أنزل اللَّه مِن آياتٍ كريمة تأمُرنا ببرهما وأحاديث سيد الخلق التي تُرشدنا إلى حُسن مُصاحبتهما ويُحذرنا من عقوقهما 

وقد أغفل الكثيرُ الحديث عن حُقوق الأبناء وما يجب على الراعي نحو رعاية أبنائه من حُسن التربية والتوجيه الديني والتقويم الخُلقي وإعدادهم أجيالاً تتشرف بهِم الأوطان وتُبنى على سواعِدهم مجدها وكثير مِن الآباء والأُمهات يُقصرون في رعاية أبنائهم بل ويقسُون عليهم تاركيين في أذهانهم ذكريات قاسية وآثار مُخربة للنفوس وهُنا يكُون بِر الوالدين جهاداً يشق على النفس وكان الأجدر أن يكُون رداً للجميل وعرفاناً بالتضحياتِ.

 

اقرأ أيضًا / اعمل لايك وما تنساش الشير

 

 يقُول المُصطفى صلى الله عليه وسلم رحِم اللَّه رجلاً أعان ولده على بِره وقد أكد أهل العلم أنَّ اللَّه سُبحانه وتعالى يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده.

 إنَّ قسوة الوالدين على أبنائهم ليست لها مُبرر بل هى ضد الطبيعة والفطرة الإنسانية التي فُطر اللَّه جميع مخلُوقاته عليها فهذه أُم أبدعت في التفرقة بين أبنائها، رفعت بعضهم فوق بعضٍ درجات بغير حق، فكتم الأخ الحِقد والغيرة لأخيه وحصدت الأُم ثمرة ذلك تطاحُناً و تنازُعاً بين أبنائها، وهذا أب تزوج بأُخرى بعد رحيل الأُم استغنى بِها عن أبنائه نسيهم فنسوه وأشعل بينه وبينهُم نِيران القطيعة وهُم يُجاهدون لاطفائها إرضاءً للَّه عزَّ وجلَّ.

 

اقرأ أيضًا / فلنحتكم للتاريخ

 

 فهُناك نماذج كثيرة لأباء وأُمهات شقُوا على أبنائهم برهم فأصبح جِهاداً يشقُ على النفس

 يقُول اللَّه تعالى في سُورة النساء "يُوصيكم اللَّه في أولادكم".

ويقُول الرسُول صلى الله عليه وسلم "إنَّ اللَّه سائل كُل راعٍ عما يرعاه أحفظ ذلك أم ضيَع حتى يسأل الرجُل عن أهل بيته"

كُلٌ مِنَّا يجني ما زَرع

 فليحرص كلٌ مِنَّا أن يزرع خيراً وأفضل الغرس هو الغرس في أولادنا فليُحسن كُل إنسان زرعهِ (ليكُنْ حصادهُ ولداً صالحاً يدعو لهُ).

اقرأ أيضًا / فقدناهم وسنذكُرهُم