12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

لعنة الطاووس ولدغة الحية.

2020/11/20 10:21 AM | المشاهدات: 775


لعنة الطاووس ولدغة الحية.
اسراء أشرف الطنطاوي

عندما نفخ الله من روحه، وخُلق آدم عليه السلام، طلب الله ﷻ منهم جميعاً أن يسجدوا له إكراماً له فسجدوا جميعهم، ورفض إبليس لعنة الله السجود؛ فسأل الله عن سبب عدم سجوده، فأخبره إبليس بأنّه لا يسجد لمن خُلق من طين، وأنّه خُلق من نار، ورفض السجود وتكبّر وطغى؛ حيث يقول الله:﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الجِن فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾.

إنّ الوصول إلى معرفة الطريقة التي اتّخذها إبليس في الوسوسة لسيدنا آدم في الجنة، والتي تسبّبت بخروجه منها، يتطلّب منّا أولاً معرفة القصة منذ البداية أي سبب الحقد لدي إبليس لعنة الله.

 

اقرأ ايضا: وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم

 

تنبية: إن إبليس عدو الله لما سمع بدخول آدم الجنة حسده، وقال: «يا ويلاه أأنا أعبد الله منذ كذا وكذا ألف سنة، ولم يدخلنى الله الجنة»؟ فاحتال فى إخراج آدم؛ فوقف على باب الجنة ثلاثمائة سنة حتى اشتهر بالعبادة وسميُ «أبو الكروبيين»؛ فهو فى كل ذلك ينتظر خروج خارج من الجنة.

 

اقرا ايضا: ساعة لقلبك وساعة لربك.

 

شرح التعريف:

 عندما كان إبليس واقف على باب الجنة ينتظر، إذا بخروج طاووس من باب الجنة، وكان من سادات الطيور حسنا وجمالا، فلما رأه إبليس جعل يُبكي. 

 

قال الطاووس: مايبكيك؟ 

قال له إبليس: أيها الخلق الكريم على الله إنما بكيت علي مايفوتك من حسنك وجمالك؛ فإنك تفني وتبيد إلا من تناول من شجرة الخلد فهو من المخلد بين الخلائق، وأدلك عليها إن أدخلتني الجنة.

قال له الطاووس: أيفوتني أنا؟ وماهي شجرة الخلد؟ وكيف لي بإدخالك، ولا سبيل لي بمكان رضوان فإنه لا يدخل ولا يخرج احد إلا بإذنه، ولكن سأدلك على خلق من خلق الله تعالى؛ فهو خادم خليفة الله آدم.

قال ابليس: ومن هو؟

 قال الطاووس: الحية؛ فذهب الطاوس الى الحية وقص عليها ماحدث فذهبت معه إلى إبليس.

قالت الحية له: كيف لي بإدخالك ورضوان إذا أراك لا يمكنك دخولها؟ 

قال لها إبليس: اتحول ريحا فتجعليني بين أنيابك؛ فتحول ريحا ودخل فم الحية فأدخلته الجنة، وأخذ يوسوس لهما عن تلك الشجرة واقسم لهم بالله كذبا أنه من الصالحين، فبادرت حواء إلى أكل الشجرة ثم ناولت آدم حتى أكل منها، قول اللهﷻ: ﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ﴾.

 

اقرا ايضا: ومن أعرض عن ذكري

 

كيف كان عقاب الله:

غضب الله من آدم على مافعله، وقالﷻ: يا آدم ما حملك على ما صنعت؟

قال آدم: يا رب زينتهُ لى حواء.

قالﷻ: فإني أعاقبها ألا تحمل إلا كرها ولا تضع إلا كرها (أي مشقه الحمل)، وأدميها في الشهر مرتين ( أي ألم الحيض).

بعد ذلك عاقب الله سيدنا آدم وهبطه إلى الأرض وجعله في المهام الصعبة، يصنع الحديد ويزرع ويحصد ويجعل الخبز، ولا يأكل إلا بعد جهد.

بعدها عاقب الله الطاووس واخرجة ولعنة من دخولها والتباهي بجماله، وأخرج الشيطان منها بقولهﷻ: ﴿ أخرج منها فإنك رچيم﴾. 

أما عقاب الحية فكان لها أربع قوائم كقوائم البعير من أحسن الدواب، لذالك عاقبها الله ورد قوائها فى بطنها، وجعل أنيابها سُم مكان ما مكث إبليس فيه عند دخول الجنة ثم جعل مكانها ورزقها التراب، وأصبحت خليفة إبليس فى الأرض.