أصبحنا في وقت عصيب للغاية على البشر؛ فالجميع أصبح تابعًا بشكلٍ أو بآخر، وأصبحت ظروف الحياة والمصاعب بها تجعلنا نلجأ للعالم الافتراضي الذي رغمًا عنا أصابنا بحالة من عدم الرضا؛ فأصبح البعض غير راضين عن حياتهم أو أجسادهم أو حتى شكلهم؛ كأننا روبوتات نسير دون عقل خلف الموضة وجنون الشهرة وحب الظهور لدرجة أنه أصبح مرضًا وإدمانًا لدى الكثير من الناس ونسينا أننا لم نخلق لاتباع البعض وان حياتنا أكثر قيمة من مجرد شكل جميل أو جسد ممشوق أو حياة فارهة، وأننا خلقنا لغرض أعظم وأسمى وهو أن نعمر في الأرض بالكلمة الحسنة أو الفعل الطيب وأننا خلفاء الله في الأرض خلقنا لعبادته ولنعمر الأرض قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } [هود: 61]
..........
إقرأ أيضًا/ |شمس مصر|.. جريمة بإسم الستر
............
وإعمار الأرض وإن كان يبنى على أساسين مهمين هما: عدم سفك الدماء وعدم الإفساد فيها كما يقول سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30]
إلا أنه يقوم على الرضا أيضًا، ولكن الفساد أصبح مشاعًا وأصبحت الوسائل التي صنعت للترفيه عن النفس هي من تقتل الرضا بداخلها وتجعلها ناقمة على الحياة.
........
إقرأ أيضًا/|شمس مصر|.. فضل العشر الأول من ذي الحجه
........
ولا شك أن عدم الرضا في كثير من الأمر يحدث دون قصد ولكنه يكون تدريجيًا فيبدأ بمرحلة الاعجاب بحياة الآخرين ثم متابعتهم ومراقبة حياتهم حتى يصل بك الأمر أن تنسى حياتك أنت، وأن تكون نسخة مكررة من شخص آخر وإن لم تستطع الوصول لأن تكون مثله يتحول الأمر إلى حقد دفين وينتشر الحقد والفساد بين الناس أكثر من ذي قبل، ولو كان حقد قابيل على هابيل كان سببًا في قتله لأخيه في باديء الحياة؛ فماذا سيفعل بنا ونحن في عصر الفتن..
اقرأ أيضًا|شمس مصر|.. القتل العمد وحكمه في الإسلام
