حفصة بنت عمر

ولدت حفصة بنت عمر عام 18 قبل الهجرة 506 ميلادياً وهو ما يسبق البعثة بخمس أعوام فى مكة المكرمة.

حفصة هى أكبر أبناء عمر بن الخطاب سناً ولها العديد من الإخوة أشهرهم أخوها لأبيها وأمها عبدالله ولها أخ آخر يسمي عبدالرحمن. 

اقرأ أيضا: سلسلة 🔗 (أمهات المؤمنين كاملة)

تزوجت حفصة بنت عمر من خُنَيْس بن حذافة وأسلما معاً في مكة وعندما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين هاجر خُنَيْس بمفرده للحبشة وعندما عاد هاجر مع زوجته حفصة إلى يثرب وشارك فى غزوة أُحد مع المسلمين ولكنه أُصيب بجراح وتوفي على أثرها فيما بعد وعند وفاته عرض عمر بن الخطاب على عثمان بن عفان وأبي بكر أن يتزوج أحدهما من حفصة ولكنهم أبوا ثم خطبها سيدنا محمد ﷺ لنفسه فقبل عمر بن الخطاب وتم زواجهما فى شعبان عام 3 هجرياً على صداق قدره 400 درهم وكان عمر حفصة نحو 20 عاماً.

اقرأ أيضا: خديجة بنت خويلد

عُرف عن حفصة غيرتها على الرسول ﷺ فقد روي البخاري أن نساء الرسول ﷺ كانوا حزبين حزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر فيه أم سلمة وباقى النساء.

وقد ذكر الشوكاني أن النبي محمد قد أصاب جاريته مارية القبطية أم ولده إبراهيم في غرفة زوجته حفصة، فغضبت حفصة وقالت يا رسول الله لقد جئتَ إليَّ بشيء ما جئتَه إلى أحد من أزواجك، في يومي وفي دوري وعلى فراشي، فقال: أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أُحَرِّمَهَا فَلا أَقربها أبدًا؟ فقالت حفصة: بلى فحرَّمها النبي على نفسه، وقال لها: لا تذكري ذَلِكَ لأَحد، فذكرته لعائشة، فكان ذلك سبباً لتطليق النبي محمد لها ثم ردّها بعد أن جاءه جبريل قائلاً له: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة وقد نزل الوحي يروي تلك القصة، بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ" فكفّر النبي محمد عن يمينه، وأصاب مارية. وعن غيرتها من زوجته صفية، روي أنس بن مالك أن صفيَة بلغها أن حفصة قالت: صفيَّة بنت يهودي، فبكت واشتكت للنبي محمد، فقال لصفية: «إنك لابنة نبي وَإِن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي فَفِيمَ تفخر عليك؟ ثم قال لحفصة: اتقي اللَّهَ يَا حَفْصَة.

اقرأ أيضا: صاحبة الهجرتين؟!

عُرف عنها أيضاً الفصاحة والبلاغة ولها خطبة مشهورة قالتها بعد مقتل أبيها وكانت من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة فى ذلك الوقت وسبب تعلمها هي الشفاء بنت عبدالله وقد روت حفصة بنت عمر أحاديث عن النبي محمد ﷺ وعن أبيها بلغت الستين حديثاً. 

بعد وفاة الرسول ﷺ لزمت حفصة بيتها ولم تخرج منه ولكنها خرجت فى حدثين هامين هما :_

1_ بعد حروب الردة وما أصاب المسلمين من فقد الكثير من حفظة القرآن الكريم قرر أبو بكر جمع القرآن بمشورة عمر بن الخطاب فكُلف زيد بن ثابت بجمعه فى مصحف واحد ظل عند أبي بكر حتي وفاته وبعد وفاته صار عند عمر وبعد عمر صار هذا المصحف فى حوزة حفصة وفى زمن عثمان بن عفان اختلف الناس لاختلاف القراءات حول أيها أصح فأرسل عثمان إلي حفصة يطلب منها المصحف لنسخ العديد من النسخ.

2_ عندما أرادت عائشة الخروج إلي البصرة إثر الفتنة التي ضربت المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان همت حفصة بالخروج معها إلا أن أخاها عبدالله بن عمر حال بينها وبين الخروج.

توفيت حفصة بنت عمر فى شعبان 41 هجرياً بالمدينة فى أول خلافة معاوية بن أبي سفيان ودُفنت فى البقيع.

اقرأ أيضا: أم المساكين؟!