آدم وحواء و قابيل وهابيل

تكملة سلسة "من آدم إلى محمد" نتحدث اليوم عن قصة سيدنا آدم وخلقه وخلق حواء وشجار قابيل وهابيل ويمكنكم معرفة الجزء الأول من السلسله وهو خلق السماوات والأرض من هذا الرابط

اقرا أيضا/خلق السماوات والأرض

ولما قال الله للملائكة أنه سوف يخلق خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء قال إني أعلم ما لا تعلمون والله خلق أدم من قبضه من جميع الأرض فجاء بنو آدم منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك وبعد أن أخد الله التراب سواه طينا ثم قام سبحانه وتعالى بتصوير كل ذلك بيده حيث قال ف سورة [ص: 75].. {قال يا ابليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى}

 فكان جسد آدم عليه السلام مجوف قبل نفخ الروح فيه فعندما رأه إبليس علم أن الله خلق شئ عظيم.. فزاد الحقد في قلب إبليس تجاه أدم عليه السلام.. وقال الله: {فإذا نفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين}.. فلما نفخ الله من روحه في أدم عليه السلام وقعوا له ساجدين إلا إبليس رفض وأبى أن يفعل ذلك.. وهناك أقوال تقول أنه عندما وصلت الروح لأنف سيدنا آدم فعطس فقالت له الملائكة قل الحمد لله.. فرد عليه الله وقال: يرحمك ربك.. و أن عندنا وصلت الروح لعينين أدم وبصر على خيرات ونعيم  الجنة هرول إليها ولكن الروح لم تكن وصلت لقدمه فوقع ويقول العلماء أن هذا تفسير قوله تعالى: {وخلق الانسان عجولا}
======
اقرا أيضا/لا ضرر ولا ضرار
======

 وفي يوم استيقظ آدم فرأى مخلوق يشبه كثيرا وبعدها علم أنها حواء خلقت من ضلعه فعاشا في سعادة في الجنة حتى وسوس له إبليس بأن يأكل من تلك الشجرة التي نهى الله عنها.. إلا أن ابليس كان ذكيًا وأقنع أدم وحواء بالأكل من تلك الشجره حتى يكونوا خالدين.. فعصا آدم ربه فغضب الله عليه ولكنه تلقي من ربه آيات فتاب عليه وهو التواب الرحيم فأنزل الله آدم وحواء على الأرض فى أماكن متفرقة.. ولكن لحظة واحدة! ماذا حدث مع ابليس إين ذهب؟.. عندما رفض السجود لأدم قال الله له ما منعك يا إبليس أن تسجد لما صنعت وخلقت؟.. فرد عليه قائلا: لم أسجد لبشر خلقته من طين وخلقني من نار.. فغضب الله عليه وقال له إخرج منها مذموماً مدحورا لمن تبعك منهم لأملان جهنم منك ومن تبعك منهم أجمعين.. رد إبليس عليه قائلا: إنى لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين..

 لحظة واحدة!!.. ماذا حدث لأبليس؟.. لقد كان من الملائكة العظام الكبار المقربين ماذا حدث؟.. لقد تعالت عليه نفسه وإن النفس أمارة بالسوء ومُلئت بالحقد والغرور لأدم وذريته وأصبح زعيم الشياطين الذين يحاولون ضل بنى آدم عن طريق الصواب والحق وطريق مستقيم.. لنكمل قصة آدم وحواء.. نزلوا إلى الأرض في أجزاء متفرقه ولكنهم تقابلوا عن جبل سُمى بعرفات.. وبدأت حياتهم.. ورزقا بالأبناء.. ولم نعرف كثيرا من أبناء آدم عليه السلام إلا الذين ذكروا فى القرآن وهم قابيل وهابيل. 
======
اقرا أيضا/النميمة، وأسبابها، وكيفية الإقلاع عنها
======
 كانت حواء في كل مرة تلد تؤاماً ولد وبنت وقد أحل لهما الزواج ولكن بطريقه ما.. وهى أن يتزوج ابن البطن الأول من بنت البطن الثانيه.. وكان قابيل يرغب بزوجة هابيل التي تتمتع بالجمال فطلب سيدنا آدم منهما التقدم بقربان إلى الله عز وجل ومن يتقبل قربانه يتزوج هذه الفتاة.. فقدم قابيل الذي كان يعمل بالزراعة قربان زرع ردئ، بينما قدم هابيل الذي كان يعمل بالمراعي كبش سمين هنيئ.. فنزلت النار والتهمت قربان هابيل دلالة على قبول قربانه.

 تَولد الحقد في قلب قابيل وتوعد بقتل هابيل حتى لا يتزوج شقيقته ووسوس الشيطان له فقام لقتل هابيل قال له سأقتلك رد عليه إن هممت بقتلى فلن أرد عليك وأنت سوف تأخذ إثم قتلي وتخسر الدنيا والآخرة.. وفي يوم كان هابيل نائما قام قابيل بقتله وكانت هذه أول حادثة قتل على الأرض وقال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه أن أي جريمه قتل تحدث يكن لقابيل جزء بها لأنه أول من سن القتل في الأرض
======
اقرا أيضا/كيف يكون بر الوالدين
======
وكان هابيل أول إنسان يموت على الأرض فلم تكن هناك طريقه لدفن الموتى جلس قابيل أمام هابيل بعدما قتله وأعترف أنه الأسوأ ثم حمل جثته يمشي بها حتى رأى غرابان يقتتلان وقتل أحداهما الاخر فقام الغراب الحي يحفر الأرض بمنقاره ثم القي الغراب الميت بها و رواه بالتراب.. وهنا قال قابيل يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا العراب فأوارى سوءة أخى.. ثم حفر قبر لهابيل ودفنه وعندما علم آدم عليه السلام بهذا حزن حزنا شديدا وخسر ولديه الإثنين وعلم إن هذا من عمل الشيطان وأكمل دعوه البشرية إلى الله وحذرهم من الشيطان وكان يتلو قصصه حتى تكون عظه للناس.. واستمرت الحياة بعد وفاة آدم الذي عاش ألف سنة حتى جاء النبي شيث أول نبي بعد آدم !