12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

وباء الرقص

2020/10/09 11:40 AM | المشاهدات: 925


وباء الرقص
دنيا جمال

حادثة وباء الرقص أو طاعون الرقص هي حالة من الهستيريا الجماعية وقعت في عام 1518 في مدينة ستراسبورغ، في إقليم الألزاس( التي كانت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة وتقع حاليًا في فرنسا) في يوليو من ذلك العام أصابت هذه الحالة حوالي 400 شخص ودفعتهم إلى الرقص لعدة أيام دون راحة وقد وصل الأمر إلى استمرار البعض في الرقص لمدة تقارب الشهر مما أدى إلي وفاة بعضهم من الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، أو الإرهاق.

وقد بدأ انتشار المرض في يوليو 1518، عندما بدأت امرأة تدعى فراو تروفيا في الرقص بحماس في أحد شوارع ستراسبورغ واستمرت في الرقص ما بين 4-6 أيام في غضون أسبوع انضم إليها 34 آخرين، وخلال شهر واحد، كان هناك حوالي 400 من الراقصات والراقصين، بدأ الناس بالتساقط كالذباب، مسحوقين من شدة الإرهاق وبعض من هؤلاء الناس مات في نهاية المطاف من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وقد أعلن الأطباء أن وباء الرقص هو" مرض طبيعي" ناتج عن زيادة في" الدم الحار" ، إلا أن العلاج الذي وصف لم يكن باستخراج هذه الدماء الحارة عن طريق الاحتجام مثلًا ولكنهم نصحوا السلطات بالمزيد من الرقص، والتي افتتحت بدورها قاعتين مخصصتين للرقص وسوق الحبوب، وحتى أنهم قاموا ببناء منصة خشبية. 

وقد اتخذت السلطات هذه الإجراءات لأنهم اعتقدوا أن الراقصات والراقصين سيتعافون إذا رقصن ورقصوا بشكلٍ مستمر ليلًا ونهارًا، لزيادة فعالية العلاج قامت السلطات بالدفع للموسيقيين لكي يستمر الراقصات والراقصين في الحركة.

وقد ذكر المؤرخ جون والر أن رجلًا في قوة عداء الماراثون مثلًا، لن يستطيع أن يجاري هؤلاء الراقصين في حركتهم المكثفة. والتي أدت بهم إلى الوفاة.

في محاولات لقمع الراقصين، قرر مجلس مدينة ستراسبورغ بناء منصة واستئجار الموسيقيين. حيث كانت فكرتهم أنّ الراقصين مصابون بالحمّى، “ الدم الحار” الذي لا يتم علاجه إلا بالرقص.

 ادّعت بعض المصادر بمغالاتها أن الرقص قتل ما يقارب 15 شخصاً باليوم، و قد بدا ذلك أنه سيستمر للأبد.

يذكر أن“ تسمم الشقران” الذي يسبب نمو الفطريات فوق حبوب الذرة عند خبزه واستهلاكه يؤدي مفعول العقار الكيميائي LSD الذي يدعى المخدرات الروحية رغم كونه فتاكاً، على الرغم من أن مرض تسمم الشقران ينتج آثاراً نفسية، لكنه بعيد كل البعد عن قتل ضحاياه بإعطائهم القدرة على تحمل الرقص لمدة شهر!

اقرأ أيضاً: أطول لحیة في العالم

إقرأ أيضًا: الكرامة فوق كل شيء

إقرأ أيضًا: الأجيال الجديدة والعصر الجديد