12:00 | 12 مايو 2017
رئيس مجلس الإدارة
الإشراف العام
محمد عشماوي
رئيس التحرير
منى الطراوي

إدمان السوشيال ميديا

2020/10/06 07:35 PM | المشاهدات: 934


إدمان السوشيال ميديا
أميرة عاطف

من الملفت أن أغلبنا واقع داخل هذه البؤرة باختلاف الدراجات ولا يُدرك، وإن أدرك فلا مفر من ماهو فيه، أقدمَ على خطوة و ثانية وثالثة و كل واحدة منهم بائت بالفشل، فـ استسلم للأمر الواقع! الجميع بلا استثناء لديه هوس بمتابعة ما يحدث على السوشيال ميديا، حتى أنها أصبحت هي صوت الشعب، والمنفذ الذي يكاد يكون الوحيد للآراء و الأخبار، فهذا الهوس أو التعود لا يُعد من أنواع الإدمان، لأن الشخص يستطيع أن يعرف كل ما يدور ويشارك أيضًا فيه، و ثم يعود لممارسة جميع نشاطاته اليومية بشكل طبيعي..

============

اقرأ أيضًا:مرض كوكب الأرض

============

ولكن ما يخرج من حيز الهوس و التعود المعهود إلى حيز الإدمان والذي له أضرار على الإنسان و على سلوكه و نشاطه اليومي؛ هو الإفراط في متابعة أتفه الأشياء والتفاصيل الخاصة بجميع الأشياء، و الإفراط أيضًا في تحسين شكل شخصيته الافتراضية، ف هناك بعض الناس لا يجدون إلا هذه الحلقة التنكرية الكبيرة منفس متسع لهم، يَظهَرون فيه على النحو الذي تمنوا أن يكونوا عليه حقيقةً، صور زاهية، آراء هادفة، ثقافة فذة، غِنى، تدين، و كل شيء متاح، الجميع يرتدي القناع الذي يُحب ويَظهَر في الصورة التي يُحب، حتى أن كل شيء بات على السوشيال ميديا، أصدقاء، لحظات جميلة، ضحكات، حزن، حتى الفضفضة أصبحت مقتصرة على منشور يُكتب، والعديد من الناس يتعاطفون، كل شيء باهت مزيف غير حقيقي، وحتى الحقيقي منه يتم تكبيره وتضخيمه و إظهاره في شكل غير الذي عليه!

============

اقرأ أيضًا:كن أنت ولا أحدًا سِواك

============

كل هذا و أكثر بكثير أسباب الإدمان؛ هذا النوع من الإدمان تحديدًا، هناك أُناس من فرط ما اعتادوا عليه إذا غابوا يومًا عن السوشيال ميديا يشعرون بحزنًا شديدًا كمن أُخذ منه أعز ما يملك!

الحل الوحيد لهذه المأساة ليس بالطبع الابتعاد عن السوشيال ميديا، بل هو استخدمها وتوظيفها بشكل صحيح لخدمتنا وليس العكس، رسائل مهمة، متابعة مهمة، شغل، معاملات، مناسبات، وبعض المشاركة؛ لا أكثر، وعلى أرض الواقع يجب أن يتم خلق حياة حقيقة، أصدقاء حقيقين، سعادة حقيقة، و أيضًا إنجاز حقيقي، فـ العالم ليس مقتصر على غرفتك والشاشة المنيرة التي بين يديك، العالم أوسع، أكبر، أجمل، لو تركت السوشيال ميديا شهرًا أو أسبوعًا ومن ثم عدت ستجد أنه لم يفت عليك شيء وأن كل شيء يسير على ما يُرام ويمكنك إدراك ما فاتك منه في أي وقت، أما في الحياة خارجًا لو استمر هذا الوضع ستدرك أن هناك أشياء كثيرة جدًا قد فوتها على نفسك و صعب إدراكها في أي وقت.!

============

اقرأ أيضًا:و كأنَّ شيئًا لم يكن

============