طرقات خفيفه علي باب منزله استوقفته، توجه إلي الباب وفتحته بحذر، ولكن سرعان ما افسح الطريق للطارق.
عمار: إيه يا مهند انت لسه ما جهزتش.
مهند: خلصت خلاص بس انت ايه اللي جابك ما تقولش جاي توصلني للمطار!!.
عمار: لا انا مش هوصلك للمطار انا مسافر معاك. مهند: وده من ايه ده إن شاء الله.
عمار: ده بأمر من القيادة، وانت لو بتبص علي تليفون الشغل هتلاقي ان اتبعتلك رساله بالاوامر الجديده.
مهند: أوامر!!، يعني في حاجه تانيه غير انك تيجي معايا؟!.
عمار:بالضبط، اولهم اننا لازم نلحق المجنونه دي قبل ما يلبسها شبح مريت مره تانيه.
مهند: نلحق مين يا بني انت مفكر ان حد مننا هيقدر عليها!!!.
عمار:وانت كريم الجيار رجل الاعمال ما ينفعش، اما لو رجعت سيادة الرائد هتقدر عليها وانت عارف السبب كويس.
مهند: قصدك.....
عمار: اه، اللي انت فهمته بالضبط هو اللي قصدته.
مهند: دي تدبيسه بقي!!،ابوك بيلبسني يا عمار.
عمار: ابويا ده يبقي رئيسك ورئيسي، و لو مش هتنفذ الاوامر يبقي تعتذر عن انك تكمل، و لو ده قرارك فنصيحه قدم استقالتك احسن.
مهند: لا طبعا مش هسيب اختي ومش هأمن لأي حد ينفذ المهمه دي.
عمار: حتي لو كنت انا و الدكتوره؟!.
مهند: مش معني انك زوج اختي انك هتخاف عليها قدي، و جميله....
عمار: سكت ليه؟!، تحب اوجهك بمخاوفك يا مهند.
مهند: مخاوفي؟!.
عمار: اه مخاوفك، اللي هي مشاعرك يا مهند.
مهند:عمار ما تقولش كلام مالوش اي اساس من الصحه، ويلا عشان نلحق الطياره.
عمار:ماشي يا مهند، بس لازم تواجه نفسك ومشاعرك ما ينفعش كده. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ميرال: دي جميله جدااا.
جميله: انتي الأجمل ميرال.
ميرال:احم انا اسفه بس حضرتك بجد جميله، بس مقياس جمالك مختلف.
هاري: أومار ليه اختك ما بتكشف وشها قدامي، هي نقاب.
عمر: هههههه لا أختي ما بتكشفش وشها قدام ال..
نظرت لأخيها بقوه، فصمت وتابعت هي قائله.
جميله: أولا أخويا اسمه عمر، ثانيا انا ماعرفش مين حضرتك ومن عوايد عيلتنا ان البنات ما يتكشفوش على اغراب، ولا ايه يا جدي؟!.
خطوات ثقيله واثقه تقترب من الغرفه بهدوء، وصوت رخيم قوي يأتيها مجيبا.
—عندك حق يا بنيتي، ما بيطلعش من خشمك العيبه ابدا يا داكتوره.
انهي جملته و دلف إلي الغرفه رجل وقور في منتصف عقده الثامن، نظر له حفيده بلوم و تلون وجهه حرجا.
ميرال: لبست يا معلم، جدك نزل والدكتور هاري قاعد معانا.
إسلام: إنت في موقف لا تحسد عليه يا عمر.
تداركت الأمور بعدما لاحظت نظرات أخيها وتوتره فقالت بهدوء.
جميله: هو حضرتك دكتور هاري؟!، مش كده ولا ايه يا عمر؟!.
عمر: ها اه يا جميله هو دكتور هاري، اقصد هارولد سميث المسؤل عن مشروع الماستر بتاعنا.
جميله: اتشرفت بيك يا دكتور هاري، احب اعرفك علي جدي لبابا سليمان الاسواني، اما اللي حضرتك كنت قاعد معاه ده جدي بس يبقي خال امي.
هاري:بس...
رد الجد بحزم مقاطعًا إياه.
سليمان: عمر اضطر يعمل كده لاني ما بنزلش لأغراب الا بوجود الداكتوره جميله، فاعذره يا خواجه.
حاول الجميع كتم ضحكاتهم بعد ما سمعوا ما قاله الجد لذاك الإنجليزي، نظرت لهم جميله بحزم فأصمتتهم.
جميله:احم معلش يا دكتور هاري، دي عاده عندنا اننا نقول للأجانب يا خواجه.
نظر لها بمكر وقال بلهجة إنجليزيه متعجرفه.
هاري: لا عليك عزيزتي أنا متفهم لوضعكم جيدا، فانتم العرب لا معرفة لكم ب....
قاطعته بحده قائله.
جميله: لا معرفة لنا بماذا دكتور ها؟!، لما صمت انتظر ردك.
اعتقد انه لا رد لديك ايها الخبيث، سألقنك درسًا لم تنسه ما دمت حيًا، إن حييت من الأساس يا عزيزي.
رددت جميله تلك الكلمات بعقلها، وهي تنظر له بتحدٍ جلي أثار كبرياءه و أحيا روح العدائيه بداخله، ولكنه أراد أن يظهر غير ذلك فأجاب بلطف مصطنع.
هاري:أقصد أن لا معرفة لكم بعاداتنا، لذا لا عليك عزيزتي.
ابتسمت له بسخريه ثم وجهت أوامرها لأخيها قائله.
جميله: عمر انت و صحابك هتيجوا معايا بيت بابا يلا اجهزوا.
عمر: حاضر، يلا بينا يا شباب قبل ما جميله تتحول لوحش.
نظرت له بلوم، ثم قالت مازحه.
جميله: طب كويس انك لسه فاكر، ويلا بقي لاحسن الوحش يحضر وياكلك انت وصحابك.
ضحك الجميع، ثم غادروا المكان تنفيذًا لما قالته، أما عنها فبعد أن تأكدت من مغادرتهم للمنزل اقتربت من ذاك الإنجليزي المتعجرف ونظرت بعينيه بقوة ثم قالت.
جميله: معلش بقي يا دكتور أنا لازم اقعد مع اخويا واصحابه شويه، عشان اصلح اللي انت بوظته في دماغهم ومعتقداتهم و دينهم، وعشان كده انا هسيبك هنا مع جدي، ده بعد اذن حضرتك طبعا يا جدي.
سليمان: كلامك نافذ يا بنت الغاليين.
انحنت وقبلت يد جدها بحنان، فربت علي رأسها قائلاً.
سليمان: الله يرضي عنك يا بتي، يلا اتكلي على الله وسيبني انا والخواجه.
نظرت لجدها وابتسمت ثم قالت.
جميله: خد بالك منه يا جدي، مش هوصيك.
التفت لتغادر ولكنها تذكرت شئ فعادت ونظرت له بتمعن واقتربت منه.
جميله: اه نسيت اقولك اني بقيت مشرفه علي مشروع الماستر، وليا صلاحياتي في اني اتحكم في خطة المشروع لاني ادري باللي ينفع ننقب عنه وايه ما ينفعش.
هاري: انتي مش تعرف تعمل حاجه، انتي خبرتك زيرو.
جميله: الكلام ده تضحك بيه علي عمر وصحابه، انما انا دكتوره مصريه و انا ادري واولي ببلدي، ولو عارضتني هتترحل لبلدك، فأعقل وبلاش مشاكل اتفقنا؟!.
هاري: اوك جميله انتي بدأت مشاكل، وانا هرد عليك بطريقتك.
جميله: اللي عندك اعمله يا هاري، باي يااا خواجه.
غادرت المكان وهي تعلم انه لم يقف مكتوف الايدي، كانت تعلم ان لديه رد فعل قوي.
لابد من عودت ميريت، ميريت وحدها هي القادره علي ردع ذاك التافهه هارولد، ولكن جميله يجب أن تنفذي ما أمرتي به، هل تخدعين نفسك جميله أنتِ لا تستمعين لأحد سواك، ولم تنفذي أمر قط لذا أفعلي ما عليك فعله فقط ولتذهب الأوامر إلي الحجيم.
ترددت تلك الكلمات بداخلها، إلي أن قاطعها صوت إشعار هاتفها، كانت رساله تخبرها بمجئ شريكها بالخطه، كادت أن تحطم هاتفها، ولكن مجئ أخيها منعها من فعل ذلك.
عمر: إي يا جميله كل ده، إتأخرتي أوووي.
جميله: لا أتأخرت ولا حاجه، كنت بوصي جدي علي ضيفك مش أكتر.
عمر: أستر يارب، جميله هو ليه انتي وجدي مش طايقين دكتور هاري.
جميله: هتعرف بس يلا نروح لأصحابك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمار: حمدالله على السلامة يا كريم بيه.
مهند: الله يسلمك، من دلوقتي بتقولي يا كريم.
عمار: عشان ما اغلطش قدام ميرال، لازم اتعود اندهك بإسم كريم.
مهند: مين قالك إني هقابل ميرال، أو هظهر قدمها حتي.
عمار: مهند ما تهزرش بردوا ناوي تفضل سايبها كده.
مهند: مش أنا اللي سيبها، ميرال هي اللي سابت نفسها للوهم واليأس، هي لو ما كانتش وصلت لضعف إيمانها ده كانت هتعرف إني لسه عايش بس أختي بقت مغيبه، دماغها اتمسحت من بعد ما سافرت، وان كنت ندمت علي حاجه في حياتي يبقي اني وافقت انها تسافر.
عمار: بقيت بتتكلم زي جميله، واخد بالك.
مهند: لان جميله كلمها صح، والمفروض كنا سمعنا كلمها من أول يوم، هي الوحيده اللي كانت عاقله وقدرت تقف علي رجلها رغم انها أكتر حد اتوجع، اكتر مني ومنك ومن ميرال.
قاطعه نبرة صوتها القوي ولهجتها الواثقه.
جميله: ولما دي وجهة نظرك فيا، جيت ليه عشان تساعدني؟!.
إقرأ أيضا انت بحاجة لشخص
إقرأ أيضا هيفيد بإيه الندم( الفصل الثالث).
إقرأ أيضا مازلت أنتظر نفسي